الحمد لله الذي أظهر وأبرز وأنزل وأوضح ظهوره وسلطانه وآياته وصراطه ، والصلاة والسلام على مطلع أسمائه ومشرق صفاته ومنبع علمه ومصدر أمره ومظهر أوامره وأحكامه الذي به ثبت حكم التوحيد في العالم وسر التفريد بين الأمم، به فتح الله باب الرجاء لمن في الأرض والسماء وبه ظهر النور وبرز سر الطور، لولاه ماظهرت أسرار القدم وماأرتفع شأن الأمم الذي سمى بمحمد في ملكوت الأسماء وعلى آله وأصحابه الذين جعلهم الله سرج هدايته ورايات نصره وعلامات أمره وظهورات قوته وبروزات قدرته، بهم سخر الله العالم وجرى أمره بين الأمم وعلى الذين دخلوا في ظلهم وشربوا رحيق حبهم وذاقو حلاوة بيانهم وطافوا حول أمورهم في نصرة دين الله وارتفاع كلمته .
إلهي ... وخالقي . ورازقي ..
كيف يجحدك الجاحدون .. وأنواركَ تُعشي أبصارَهم ..؟!!
وكيف لا يعبدونك .. وجلالك يملأُ عيونهم ..؟!!
وكيف يبتعدون عنك .. ونعمك تجذبهم إليك كل حين ..؟!!
وكيف لا يهابونك .. وعظمتك تجبرهم على الترامي على أعتابك ..؟!!!
وكيف لا يخافونك .. وآيات عذابك قريبة منهم لو يشعرون ..؟!!
وكيف لا يحبونك .. وكل ذرةٍ من ذرات وجودهم إنما هي من بعض فيضك ..؟!
وكيف يُدهشهم جمال من خلقت ..
ولا يدهشهم جمالك وأنت الذي خلقت جمال كل جميل ..؟!
يا رب .. يا رب .. يا رب ..
يا واهب الكرم .. حتى للمنكرين
يا واسع الحلم .. حتى على المتكبرين
يا عظيم الرحمة .. حتى للمعاندين
تعطّفْ على من عبدوك .. حتى هجروا فيك الجاحدين ..
وتحنن على من أحبوك .. حتى كرهوا فيك المعاندين ..
ولولاك ما عبدوك ، ولا أحبوك ..
ولولاك ما اهتدوا إليك ، ولا تعرفوا عليك ..
نشهدك أننا لك مستجيبون ، لك محبون ، إليك مشتاقون ..
فاسلكنا مع المهتدين .. واجعلنا من الراشدين .. واكتبنا مع المقربين ..
اللهم إليك نفزع .. ولقدرتك نخضع .. ومن عقابك نخشع .. وفي رياضك نرتع ..
يا رب ... يا رب
اللهم إن صغُـرَ في جنب طاعتك عملي .. فقد كَـبُـرَ في جنب رجائك أملي ..
كيف أنقلبُ بالخيبةِ من عندك محروما .. وظني بجـودك أن تقبلني مرحوما ؟!!
فإني لم أسلطْ على صدق ظني بك ، قنوط اليائسين .. فلا تبطلْ صدق رجائي لك بين الآملين ..
إلهي .. مولاي .. سيدي ..
إن أو حشتني الخطايا من محاسن لطفك .. فقد أنسني اليقين بمكارم عطفك ..
وإن أماتتني الغفلة عن الاستعداد للقائك .. فقد أنبهتني المعرفة بكريم آلائك ..
إلهي ..
نفسي قائمة بين يديك .. وقد أظلها حسن التوكل عليك ..
فاصنع بي ما أنت أهله .. ولا تعاملني بما أنا أهله ...
إلهي يا واسع المغفرة .. تغمدني برحمة منك ، فأنت أعلم بي من نفسي ..
ونفسي قد أشقتني حين أبعدتني عنك .. فتولني بلطفك ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ..
يا رب ... يا رب .. يااااااارب
دعوتنا إلى الإيمان .. فـآمنـا ..
ودعوتنا إلى العمل .. فعملنا ..
ووعدتنا النصر .. فصدّقنا ..
فإن لم تنصرنا .. لم يكن ذلك إلا من ضعف إيماننا .. أو تقصير في أعمالنا ...
فوعزتك وجلالك .. ما زادتنا النكبات إلا إيماناً بك .. ولا الأيام إلا معرفة بك ..
فأما العمل .. فأنت أكرم من أن ترده لنقص وأنت الجواد ..
أو لشبهة وأنت الحليم .. أو لخلل وأنت الغفور الرحيم الودود .
يا رب .. ياااااااااااارب
لولا ما جهلتُ من أمري .. ما شكوت عثراتي ..
ولولا ما تذكرك من تفريطي .. ما سحت عبراتي ..
إلهي .. مولاي .. سيدي ..
إن كنت لا ترحمُ إلا المجد في طاعتك .. فإلى أين يلتجئ المخطئون .. ؟؟!!
وإن كنت لا تُكـرمُ إلا أهل الإحسان .. فكيف يصنع المسيئون ؟؟!!
وإن كان لا يفوز يوم الحشر إلا المتقون .. فبمن يستغيث المذنبون ..؟!!
إلهي .. أفحمتني ذنوبي .. وانقطعت مقالتي ..
فلا حجة لي ولا عذر لدي ..
فأنا المعترف بإساءتي .. والأسير بذنبي .. والمرتهن بعملي ..
فارحمني برحمتك يا من وسعت رحمته كل شيء .. وتجاوز عني فأنت الحليم الغفار للذنوب ..
يا رب ... ياااارب ... ياااااااااااارب ..
ارحم عبرتي ... وانظر إلى انكساري ..
أنا العبد المقر بكل ذنبٍ * * * وأنت السيد المولى الغفور
فإن عاقبتني فبسوء فعلي * * * وإن تغفر فأنت به جدير
إلهي .. مولاي .. سيدي ..
كيف أدعوك وأنا أنا !!!
ولكن .. كيف لا أدعوك وأنت أنت ...؟!
وصلى الله على سيدنا محمد و على آله وصحبه أجمعين
أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ القُلُــــــــوب