الشهادة والمنصب يعني : المكانة العالية بين الناس، والسيادة والسلطة على الآخرين.
وفتنته تأتي في صورتَيْن :
1- فتنة يُصاب بها صاحب المنصب :
بحيث يغَلبه على محبة الله ومرضاته، أو لا يعدل بين المرؤوسين، أو لا يقوم بحقه على الوجه المطلوب.
2- فتنة تصيب غيره بسببه :
وتكون بتقديس صاحب المنصب وتعظيمه ورفعه لنفسه فوق منزلته، أو طاعته فيما حرم الله، أو ترك ما أوجب الله بسببه، وكذلك مدحه فيما ليس فيه، وتصديقه بالكذب من أجل مصالح شخصية.
فتراه حتى أي مكان يريد أن يعامله الناس على أساس منصبه ..فإذا دخل أي مكان يكون فيه شخصا عاديا بطبيعة الحال ..لكنه يأبى ذلك
على نفسه ويعامل الآخرين بعلوية ممقوتة من الناس
وفتنة المنصب كسائر الفتن، هي بمثابة ابتلاء للإنسان، أيطيع الله فيما آتاه؟ أم يجحد ويضل؟ قال -تعالى -:{إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ} [الأعراف: 155].
أي : فتنتك التي تختبر بها من شئْت، وتمتحن بها من أردت، فبعض العباد تعترضهم الفتن، لكنها لا تَقوى على إغوائهم، يحفظهم الله بحفظه، لحفظهم إياه؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موصيًا ابن عباس -رضي الله عنهما- : «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك» [المحدث: الترمذي، صحيح]، والوصية إلى جميع عباد الله.
خطر فتنة المَنصب :
حذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعض أصحابه من طلب الإمارة أو الولاية؛ لعظيم خطرها، فقد قال ناصحًا "لعبدالرحمن بن سمرة": «يا عبدَ الرحمن بن سمرة، لا تَسأل الإمارةَ، فإنك إن أوتيتَها عن مسألة وكلتَ إليها، وإن أوتيتها من غير مسألة أعنتَ عليها» [المحدث: البخاري، صحيح].
وقد يشتبه الأمرُ على المرء حين يقرأ سورة [يوسف]، فيسأل عن سرِّ طلب نبي الله "يوسف" للإمارة على خزائن "مصر"، فنجيب: إن نبي الله "يوسف" رأى في نفسه الكفاءة لإدارة الخزائن بما لديه من علم وأمانة، ولَم يكنْ هناك مَن يقوم مقامه في العدل والإصلاح وتوصيل الحقوق إلى أهلها، فأصبح في حقِّه مثل هذا الطلب واجبًا، أما لو عَلم بوجود من يَصلح لهذه المهمة، فالأولى ألا يَطلب لقوله -عليه الصلاة والسلام- إلى عبدالرحمن : «لا تَسأل الإمارةَ».
ومن خطر هذه الفتنة أنها سبب في زوال النعم، ونقصان الدين ، قال الفضيل بن عياض : "احذروا أبواب الملوك؛ فإنها تزيل النعم" (شعب الإيمان 7/50)، وقال ابن مسعود -رضي الله عنه- : "إن على أبواب السلطان فتنًا كمبارك الإبل، لا تصيبوا من دنياهم شيئًا إلا أصابوا من دينكم مثله".
فالمرء بين يدي السلطان بين خوف ورجاء، خوف من غضبه يؤدي إلى مداراته ومدحه بما ليس فيه، ورجاء فيما عنده من عطايا وهبات، يؤدي إلى تصديقه بالكذب، وغض الطرف عن نصحه إذا ما زل أو ظَلم.
أما الأدهى من كل هذا، فقد تصبح هذه الفتنة سببًا في الشرْك بالله -والعياذ بالله- حيث تتخذ الصور وتعظم من دون الله -سبحانه وتعالى- فتنحتْ تماثيل الملوك والأمراء وترفع في الميادين، ومن أجل هذا كان السلفُ الصالح يجتنبون المناصب، ويبتعدون عن أبواب السلاطين حفاظًا على دينهم وصفاء سرائرهم.
صور معاصرة لفتنة المَنصب :
1- الانتخابات :
وما يحصل في بعضها من تزوير وتلاعب، وما يقوم به بعض الناخبين من شراء الأصوات، أو تقديم وعود براقة زائفة، فينجح مَن ليس أهلًا للمكان ومسؤولياته.
2- مسميات المناصب :
مع تقدُّم الدول واتساعها، دعتِ الحاجةُ إلى تنظيم العمل، فظهرت المسميات للوظائف القيادية؛ كرئيس الدولة، ورئيس الوزراء، والمدير العام وغيرها، التي أصبحتْ محط أنظار كثير من الناس، وغاية أمانيهم.
3- تحقيق المصلحة الشخصية :
الاستفادة القصوى من المنصب الذي يشغله المرءُ قبل مغادرته له، والسعي لتحقيق أكبر قدْر من المكاسب لنفسه في فترة تولِّيه للمنصب.
أثر العقيدة في النجاة من فتنة المَنصب :
أولًا : الإيمان بالله -سبحانه وتعالى- :
إن الإيمان بالله -سبحانه وتعالى- يحمل المرءَ على الالتزام بأوامر الله المتعلِّقة بهذا المنصب، والابتعاد عن نواهيه، والقيام بحقوق عمله على أكمل وجْه، كما أن إدراك المرء لعظمة الله -سبحانه وتعالى- ويقينه بأن الله -سبحانه وتعالى- قادرٌ على كلِّ شيء يجعله يتقي الله فيما تولَّى من مناصب، فمَن ولاَّه قادر على عَزله ومنع عطائه، فلا يطغى، ولا يظلم، ولا يتكبر؛ لأن الله أكبر وأقدر.
ثانيًا : الإيمان بالرسول -صلى الله عليه وسلم- :
إن علمنا بحاله -صلى الله عليه وسلم- والأخذ بتوجيهاته في الإقبال على المناصب وإدارتها يبعد عنا خطر فتنتها؛ عن ابن عمر -رضي الله عنهما- : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : «ويل للزربية»، قيل : يا رسول الله، وما الزربية؟ قال : «الذي إذا صدق الأمير قالوا : صدق، وإذا كذب الأمير قالوا : صَدق» (شعب الإيمان 7/47).
ثالثًا : الإيمان بالقضاء والقَدر :
إن العلم بأن هذا المنصب قَدَر قدره الله -سبحانه وتعالى- لصاحب المنصب من قبل أن يَخلق السماوات والأرض، وأنه سبحانه يسر الإنسان لما قدر له، يجعله يتواضع لله -سبحانه- ويؤدي أمانة المنصب راجيًا رضا الله، فمَن قدره له قادر على أن يَنزعه منه.
رابعًا : الإيمان باليوم الآخر :
إن الاعتقاد الجازم بأن هناك يومًا آخر سيحاسب فيه المرء على كل كبيرة وصغيرة، فيثاب على الإحسان، ويعاقب على الإخلال، يحفز المرء دومًا على القيام بواجبات منصبه خير قيام.
وفتنته تأتي في صورتَيْن :
1- فتنة يُصاب بها صاحب المنصب :
بحيث يغَلبه على محبة الله ومرضاته، أو لا يعدل بين المرؤوسين، أو لا يقوم بحقه على الوجه المطلوب.
2- فتنة تصيب غيره بسببه :
وتكون بتقديس صاحب المنصب وتعظيمه ورفعه لنفسه فوق منزلته، أو طاعته فيما حرم الله، أو ترك ما أوجب الله بسببه، وكذلك مدحه فيما ليس فيه، وتصديقه بالكذب من أجل مصالح شخصية.
فتراه حتى أي مكان يريد أن يعامله الناس على أساس منصبه ..فإذا دخل أي مكان يكون فيه شخصا عاديا بطبيعة الحال ..لكنه يأبى ذلك
على نفسه ويعامل الآخرين بعلوية ممقوتة من الناس
وفتنة المنصب كسائر الفتن، هي بمثابة ابتلاء للإنسان، أيطيع الله فيما آتاه؟ أم يجحد ويضل؟ قال -تعالى -:{إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ} [الأعراف: 155].
أي : فتنتك التي تختبر بها من شئْت، وتمتحن بها من أردت، فبعض العباد تعترضهم الفتن، لكنها لا تَقوى على إغوائهم، يحفظهم الله بحفظه، لحفظهم إياه؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- موصيًا ابن عباس -رضي الله عنهما- : «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك» [المحدث: الترمذي، صحيح]، والوصية إلى جميع عباد الله.
خطر فتنة المَنصب :
حذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعض أصحابه من طلب الإمارة أو الولاية؛ لعظيم خطرها، فقد قال ناصحًا "لعبدالرحمن بن سمرة": «يا عبدَ الرحمن بن سمرة، لا تَسأل الإمارةَ، فإنك إن أوتيتَها عن مسألة وكلتَ إليها، وإن أوتيتها من غير مسألة أعنتَ عليها» [المحدث: البخاري، صحيح].
وقد يشتبه الأمرُ على المرء حين يقرأ سورة [يوسف]، فيسأل عن سرِّ طلب نبي الله "يوسف" للإمارة على خزائن "مصر"، فنجيب: إن نبي الله "يوسف" رأى في نفسه الكفاءة لإدارة الخزائن بما لديه من علم وأمانة، ولَم يكنْ هناك مَن يقوم مقامه في العدل والإصلاح وتوصيل الحقوق إلى أهلها، فأصبح في حقِّه مثل هذا الطلب واجبًا، أما لو عَلم بوجود من يَصلح لهذه المهمة، فالأولى ألا يَطلب لقوله -عليه الصلاة والسلام- إلى عبدالرحمن : «لا تَسأل الإمارةَ».
ومن خطر هذه الفتنة أنها سبب في زوال النعم، ونقصان الدين ، قال الفضيل بن عياض : "احذروا أبواب الملوك؛ فإنها تزيل النعم" (شعب الإيمان 7/50)، وقال ابن مسعود -رضي الله عنه- : "إن على أبواب السلطان فتنًا كمبارك الإبل، لا تصيبوا من دنياهم شيئًا إلا أصابوا من دينكم مثله".
فالمرء بين يدي السلطان بين خوف ورجاء، خوف من غضبه يؤدي إلى مداراته ومدحه بما ليس فيه، ورجاء فيما عنده من عطايا وهبات، يؤدي إلى تصديقه بالكذب، وغض الطرف عن نصحه إذا ما زل أو ظَلم.
أما الأدهى من كل هذا، فقد تصبح هذه الفتنة سببًا في الشرْك بالله -والعياذ بالله- حيث تتخذ الصور وتعظم من دون الله -سبحانه وتعالى- فتنحتْ تماثيل الملوك والأمراء وترفع في الميادين، ومن أجل هذا كان السلفُ الصالح يجتنبون المناصب، ويبتعدون عن أبواب السلاطين حفاظًا على دينهم وصفاء سرائرهم.
صور معاصرة لفتنة المَنصب :
1- الانتخابات :
وما يحصل في بعضها من تزوير وتلاعب، وما يقوم به بعض الناخبين من شراء الأصوات، أو تقديم وعود براقة زائفة، فينجح مَن ليس أهلًا للمكان ومسؤولياته.
2- مسميات المناصب :
مع تقدُّم الدول واتساعها، دعتِ الحاجةُ إلى تنظيم العمل، فظهرت المسميات للوظائف القيادية؛ كرئيس الدولة، ورئيس الوزراء، والمدير العام وغيرها، التي أصبحتْ محط أنظار كثير من الناس، وغاية أمانيهم.
3- تحقيق المصلحة الشخصية :
الاستفادة القصوى من المنصب الذي يشغله المرءُ قبل مغادرته له، والسعي لتحقيق أكبر قدْر من المكاسب لنفسه في فترة تولِّيه للمنصب.
أثر العقيدة في النجاة من فتنة المَنصب :
أولًا : الإيمان بالله -سبحانه وتعالى- :
إن الإيمان بالله -سبحانه وتعالى- يحمل المرءَ على الالتزام بأوامر الله المتعلِّقة بهذا المنصب، والابتعاد عن نواهيه، والقيام بحقوق عمله على أكمل وجْه، كما أن إدراك المرء لعظمة الله -سبحانه وتعالى- ويقينه بأن الله -سبحانه وتعالى- قادرٌ على كلِّ شيء يجعله يتقي الله فيما تولَّى من مناصب، فمَن ولاَّه قادر على عَزله ومنع عطائه، فلا يطغى، ولا يظلم، ولا يتكبر؛ لأن الله أكبر وأقدر.
ثانيًا : الإيمان بالرسول -صلى الله عليه وسلم- :
إن علمنا بحاله -صلى الله عليه وسلم- والأخذ بتوجيهاته في الإقبال على المناصب وإدارتها يبعد عنا خطر فتنتها؛ عن ابن عمر -رضي الله عنهما- : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : «ويل للزربية»، قيل : يا رسول الله، وما الزربية؟ قال : «الذي إذا صدق الأمير قالوا : صدق، وإذا كذب الأمير قالوا : صَدق» (شعب الإيمان 7/47).
ثالثًا : الإيمان بالقضاء والقَدر :
إن العلم بأن هذا المنصب قَدَر قدره الله -سبحانه وتعالى- لصاحب المنصب من قبل أن يَخلق السماوات والأرض، وأنه سبحانه يسر الإنسان لما قدر له، يجعله يتواضع لله -سبحانه- ويؤدي أمانة المنصب راجيًا رضا الله، فمَن قدره له قادر على أن يَنزعه منه.
رابعًا : الإيمان باليوم الآخر :
إن الاعتقاد الجازم بأن هناك يومًا آخر سيحاسب فيه المرء على كل كبيرة وصغيرة، فيثاب على الإحسان، ويعاقب على الإخلال، يحفز المرء دومًا على القيام بواجبات منصبه خير قيام.