ماسرت إلا وأحزنت ..وما أضحكت إلا وأبكت ..وما وسعت إلا وضيقت
هون على النفس بالسلوى عليــــ ها ولاتكن جالب هموم إليها
و إن أصابها همٌ من الـــــــــــــــزمان , ,فلا تكن أنت والزمان عليها
قال الله تعالى
( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) فهي لاتستقر على حال
وقال جل في علاه { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } محمد31
إذ الابتلاء سنة إلهية من الله عز وجل سنة جارية ..ماضية
ولنا في رسلنا الكرام أسوة حسنة فلقد ابتلى جميع الأنبياء وابتلى خير البشرية أعظم بلاء
فما كان منهم عليهم صلوات ربي وسلامه إلا أن صبروا واحتسبوا أجرهم عند الله
فمهما كانت مصيبتنا كبيرة وبلائنا عظيم فإن أشد بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إن عظم البلاء مع عظم الجزاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط )
فالابتلاء دليل على محبة الله للعبد ففي الحديث الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيرا يصب منه )
ابشر :
يامن ابتلاك الله بجسدك ..
يامن ابتلاك بمالك وولدك ..
يامن ابتلاك بالضيق والحزن ..
ماأبتلاك إلا لأنه يحبك ويريد أن يرفع قدرك في عليين
ويريد أن يطهرك في الدنيا فقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم ( ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب له بها درجة
ومحت عنه خطيئة ) مسلم
يريد أن يرزقك الجنة فإن الجنة لا تنال إلا بالمكاره ( حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات )
أيها الحبيب اسمع معي قصة (امرأة من أهل الجنة )
عن عطاء بن أبى رباح قال قال بن عباس رضي الله عنهما – ألا اريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت بلى
قال هذه المرآة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت أنى اصرع
إني أتكشف فادع الله لي : قال: إن شئت صبرت ولك الجنة وان شئت
دعوت الله أن يعافيك فقالت أصبر فقالت إني أتكشف فادع الله لي إن لا
أتكشف فدعا لها
فتأمل أيها الحبيب هذه المرأة كيف آثرت الجنة على شفائها من ذاك المرض لما تعلم من أن الجنة أعظم المطالب وأجل الغايات
ولعلمها أن الدنيا حقيرة لا تساوي عند الله جناح بعوضة ومهما عاشت فيها فأمدها قصير وهى إلى انقضاء وزوال
فيامن ابتلى في هذه الدنيا اعلم رحمك الله أن كلما زاد الإيمان زاد الابتلاء وكلما كان الابتلاء هينا الإيمان على قدره
اصبر واحتسب
فلك من الله البشرى في قوله
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {1:55} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ {156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ {157} ) البقرة
وقوله { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ } الزمر10 سبحان الله ..ما أعظمه من جزاء قال الأوزاعي رحمه الله في تفسير هذه الآية
( ليس يوزن لهم ولا يكال إنما يغرف لهم غرفا )
اللهم اجعلنا من الصابرين
اعلم :
أن ما أصابك بقضاء من الله وقدره فهو أعلم بعباده واعلمي أن الذي يأتيك من رحيم
فهو أرحم بك من نفسك ووالديك والناس أجمعين
فاحمد الله دائما وابدأ لأن البلاء أو المصيبة لم تكن في دينك
( فكل مصيبة دون الدين تهون ) كما في دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ولا تجعل مصيبتنا في ديننا )
فأعظم مصيبة مصيبة الدين
فالحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى