إن الله تعالى يفرح بتوبة العبد إذا تاب أشد من فرحة الظمآن إذا لقي الماء العذب في شدة الظهيرة.
لماذا اليأس من رحمة الله تعالى؟ فإن التوبة لا تنقطع إلا بموت الإنسان أو بموت الدنيا وزوالها.أيها الأخ المسلم..
أنا على يقين بأنك تحمل في قلبك خيراً بحاجة إلى تحريك ،
وأعلم أنك تعيش شقاء و هماً وضيقاً بسبب الذنوب فعلام تمنع نفسك من الأنس بالله تعالى وراحة القلب بطاعته.إذا كنت قد أوحشتك الذنوب فدعها إذا شئت واستأنس ..
تأمل معي قول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }.،سورة الرعد آية 28 إن طريق الطمأنينة مفتوح بين يديك معبد أمامك ، إنه في ذكر الله تعالى.
وتمعن في قوله تعالى{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى{124} قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً{125}}طه
. هذا هو طريق الشقاء والتعاسة .. إنه في الإعراض عن ذكر الله تعالى ..
ولا أعتقد أبداً إنك ستختار طريق الشقاء بل ستختار طريق السعادة .
إن في الدنيا لأهل ِ الأيمان جنة عظيمة تتجسد في لذة العبادة ومناجاة الله تعالى.
مساكين أهل الدنيا إذا خرجوا منها ولم يدخلوا هذه الجنة
إنها" لذة " لها مذاق خاص أحلى من أي مذاق!
إن أهل الإيمان يشتركون مع سائر الناس في اللذات الدنيوية إلا أنهم ينفردون بطعم اللذائد الربانية الاخروية. فهل تريد أن تجرب هذه اللذة؟
إذن أعطني يديك وأخرج من أوحال الذنوب ، وأغتسل في نهر الإيمان .
تعال"معي" إلى ذكر الله تعالى ، وقراءة القرآن ، والصلاة ، والأدب الرفيع، وبر الوالدين. تعال معي نجول في في رحاب الله ونتجاوز ما ينصبه الشيطان في طريقنا من فخوخ ومغريات.
هيا بنا نغير حياتنا، ونجدد أنفسنا، لنكون في معية الرحمن لا في معية الشيطان. وأسأل المجربين في (قصص التائبين).
ارفع يديك للسماء ، وأطلق لدموعك العنان ، واجعل روحك ترفرف في عليين.
ما أجملها من لحظات!! وما أحلاها من أوقات!!
لقد جربنا شهوات الدنيا ، وإن ما سيأتي من الأيام مشابه لما ذهب منها ، لكنا لم نجرب بعد" أفراح الروح"، فهيا نجربها ..
أيها المسلم .. أيتها الأخت المسلمة ..إن هذه الرسالة لك _ لم تصلك بالحظ ، كل شيء عند الله بقدر ، لم تأتي الي هنا الا بقدر و لم تقرأ هذه السطور الا بقدر ،
أحذر !!
هذه السطور شاهدة لك أو عليك ، فقد جائك النذير وأرسل الله لك أنت الأشارة انه يريدك ، أنه يدعوك للتوبة يدعوك لطاعته و ذكره ،
فكيف ستتلقي هذه الأشارة الربانية ، هل ستعيها و تطبقها أم تلقيها وراء ظهرك و تصر علي السير في طريق الشهوات ، طريق السراب والظمأ ، طريق الشيطان الذي سيتبرأ منك في النهاية
ويقول لك{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }إبراهيم22
حبي وودي لكم