الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

إنما الأعمال بالخواتيم» تخيل أنك ستموت الآن !!!

مملكة الاسلامية العامة

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • برنيس
    كاتب الموضوع
    أعمدة اسرار
    • Mar 2012
    • 7832 
    • 473 


    عبد الله، تخيل أنك عاينت الموت وسكرته، والقبر وضمته، والصراط وحدّته، وأنك ولدت من جديد، سألت الله تبارك وتعالى الرجعة والمهلة، فأُمهلت ورجعت .

    تخيل وكأنك فُتحت لك صفحة جديدة، فماذا أنت فاعل؟ وماذا أنت صانع؟

    تخيّل وكأن هذه اللحظة التي تعيشها هي لحظتك الأخيرة، وكأن النَّفَس الذي يتردد فيك الآن هو آخر نفس فماذا أنت صانع؟

    تخيل ذلك، فإن {كل نفس ذائقة الموت} [آل عمران: 185]،
    فقد قال سبحانه وتعالى - وعلينا أن نتذكر -
    قال: {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد، ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد، وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد، لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد، وقال قرينه هذا ما لدي عتيد، ألقيا في جهنم كل كفار عنيد، مناع للخير معتد مريب، الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد، قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد، قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد، ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد، يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد، وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد، هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ، من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب، ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود، لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد} [ق: 19 - 35].

    ذكّرنا ربنا جل وعلا، فالواجب علينا أن نتذكر، تخيل لو أنك ولدت من جديد، أنك قد سبق منك حياة عشت فيها حياة «العربدة» حياة التقصير والتفريط، تخيل نفسك وكأنك أفقت من سكرة المعاصي والذنوب،
    فماذا أنت فاعل، وماذا أنت صانع؟

    تخيل لو كانت هذه اللحظة هي اللحظة الأخيرة، هل ستُسرف على نفسك في الذنوب والمعاصي؟ البعض سأل ربه تبارك وتعالى المهلة، ونعوذ بالله من الخذلان، قال سبحانه وتعالى: {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون} [الأنعام: 28]، كان هذا هو شأنهم لو أعادهم ربهم تبارك وتعالى إلى الحياة مرة ثانية .

    فلك شأن ولهم شأن، أنت أخذت الدرس، أنت وُعظت فاتّعظت، وذُكّرتَ فتذكْرت، لك شأن آخر يختلف عن هؤلاء الكذابين، يختلف عن شأن إبليس الذي لما سأل ربه تبارك وتعالى النظرة والمهلة كان لمزيد من العربدة، ولمزيد من الإنحراف والاعوجاج، {قال أنظرني إلى يوم يبعثون} [الأعراف: 14] وكان سؤاله هذا لكي يمعن في انحراف البشر قال: {لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين } [الأعراف:17].

    كان هذا هو غرضه من النظرة والمهلة لا ليتوب كما تاب آدم عليه السلام {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} [البقرة: 37]، {قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} [الأعراف: 23] فنعوذ بالله من الخذلان .

    ذكر ربنا عز وجل اللحظة الأخيرة لفرعون وهو يقول: {آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين } [يونس: 90] قيل له: {آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين} [يونس: 91]،
    لم تُقبل توبته، وتُقبل توبة العبد ما لم يغرغر، فضاعت منه الفرصة؛ لأنه لم يستثمر لحظات العمر فقد ادَّعى الألوهية مع الله تبارك وتعالى {النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} [غافر: 46]، فنعوذ بالله من الخذلان .

    فقد حكى الله تبارك وتعالى صورة بعض المخذولين كقوم لوط لماذا لم يتوبوا إلى الله؟ لماذا لم يستعدوا للقاء الله؟ فما الذي ينتظرونه؟! هل ينتظرون إلا فقرًا منسيًا، أو غنى مطغيًا، أو هرمًا مفندًا أو الدجال، أو الساعة والساعة أدهى وأمرّ .

    مات أبو جهل، ومات أبو لهب، ولكنهم كانوا يصدون عن سبيل الله، كان هذا هو شأنهم، خرجوا يوم بدر بطرًا ورئاء الناس، ونعوذ بالله من الخذلان، ألم تكن فيهم هذه العقول الراجحة، فلماذا لم يلتمسوا الفرصة؟! ولماذا لم يؤمنوا بالله ربا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولاً ؟!.

    حكى لنا سبحانه قول البعض ممن غلبت عليهم شقوتهم، قال جل في علاه في هؤلاء: {ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل} [فاطر: 37]، ويقولون: {يا حسرتنا على ما فرطنا فيها} [الأنعام: 31] .

    ولكن أنت في الفرصة ، تخيل نفسك وكأنك ولدت من جديد، فُتحت لك صفحة جديدة،صفحة بيضاء، تخيّل ذلك كله، «فرصة» أمامها الدنيا بأسرها، وإلا فالحياة إلى موت، والمال إلى فوت، وكل نفس ذائقة الموت حتمًا لا محالة وتترك المال والمنصب الذي يشغلك، فإذا ما مات ابن آدم تبعه ماله وأهله وعمله، فيرجع ماله وأهله ويبقى عمله .

    والإنسان منّا بحاجة إلى حسنة تثقّل الميزان، فهل تخيلت هذا المشهد، تخيل أقوامًا كتب ربهم لهم السعادة في لحظاتهم الأخيرة كحرصهم على الطاعات، فعند وقوعهم في الشدائد والكربات، ما أنجاهم إلا الإسلام وطاعة الله تبارك وتعالى، دخل الثلاثة الغار فأطبقت عليهم الصخرة، هلاكًا محققًا، فتوسل كل واحد منهم إلى الله تبارك وتعالى بعمله الذي أخلص فيه، فالأول توسل إلى ربه ببره لوالديه، والآخر توسل بعفته عن ابنة عمه عندما تمكن منها، والثالث توسل لربه تبارك وتعالى بغناه عن مال غيره فتدحرجت الصخرة وخرجوا جميعًا يمشون، وما تدحرجت الصخرة إلاّ بالإخلاص .

    أسلم رجل فدخل المعركة فقُتل، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالخواتيم» .

    أترضى أن تكون رفيق قوم لهم زاد، وأنت بغير زاد؟ محتاج أنت لحسنة قد تكون بها نجاتك غدًا، فلماذا لا تستثمر الفرصة، استثمر لنفسك بنفسك، وأنت تجد التجار من حولك حريصون كل الحرص على النجاة والكفاح، وأنت في لحظتك هذه من الممكن أن تشتري قرة عين لا تنقضي ونعيم لا ينفد، هذه هي فرصتك لو فاتتك وانقضى أجلك فستندم وإلا فطول الأمل .


    فالواجب عليك أن تستحضر أجلك بين عينيك، وأن تستحي من الله حق الحياء قال سبحانه: {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} [الأعراف: 46]، رجال تساوت حسناتهم مع سيئاتهم، منعهم الجهاد من دخول النار، ومنعهم عقوق الوالدين من دخول الجنة،ثم لم تكن لهم حسنة زائدة .

    يقول تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله} [فاطر: 32]،
    فالظالم لنفسه: هو الذي غلبت سيئاته على حسناته، والمقتصد: هو الذي تساوت حسناته مع سيئاته. والسابق بالخيرات: هو الذي غلبت حسناته على سيئاته، وهذا يدخل الجنة لأول وهلة .


    مواضيع ذات صلة
  • برلمان
    أعضاء مسجلين
    • Apr 2012
    • 9305 
    • 44 

    #2
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
    تعليق
    يتصفح هذا الموضوع الآن
    تقليص

    المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

    يعمل...
    X