لقد مضى شهر كامل وأنت في ركوع وسجود وتصلي من الليل ساعات لا تمل ولا تكل فلماذا تترك القيام بعد رمضان وتنقطع صلاتك ؟ هل تعجز أن تصلي ساعة أو نصف ساعة وقد كنت تصلي الساعات الطوال ، لست غريباً عن قيام الليل فقد ذقت لذة المناجاة وحلاوة السجود روضت نفسك على ذلك فأنت قادر وقد حاولت ونجحت فلماذا تركت قيام الليل بعد رمضان لا تكن يا عبد الله مثل فلان كان يقوم الليل ثم تركه . كنت تقرأ القرآن في رمضان وتحرص على ختمه مرات وقد خرج رمضان والرب هو الرب والقرآن هو القرآن والأجر هو الأجر فلماذا هجرته بعد رمضان لقد كنت تقرأ ربما أكثر من خمسة أجزاء يومياً أتعجز أن تقرأ جزءاً واحداً في ثلث ساعة في غير رمضان تذكر تلك الساعات التي كنت تقضيها مع القرآن في رمضان لتقرأ كل يوم جزءاً حتى تختم كل شهر .
مضى شهر كامل وأنت تدعو ربك وتلح في الدعاء مرات في السجود وأخرى عند الغروب ومرات عند السحر تسأل ربك الجنة والرضا وتعوذ به من السخط والنار فهل ضمنت الجنة يوم تركت الدعاء ؟ أم انتهت الغفلة والتقصير يوم تركت الدعاء بعد رمضان ؟ إن من تدعوه في رمضان هو الذي تدعوه في غير رمضان وإن من تسأله في رمضان هو الذي نسأله في غير رمضان فما الذي حدث ولماذا تتوقف وتفتر عن الدعاء إن رمضان وقت إجابة ولكن أدبار الصلوات وآخر ساعة في الجمعة ووقت السحر وبين الأذان والإقامة كلها أوقات إجابة حتى في غير رمضان فالله الله في الدعاء فالمدعو هو المدعو والحاجات هي الحاجات والمسلمون بأمس الحاجة إلى دعواتك الصادقة ، كيف يقطع العبد صلته بالله واستعانته بمولاه وهو يعلم أنه لا حول ولا قوة إلا بالله ، كيف يفتر العبد عن الدعاء والله يقول ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَان )
لقد صمت شهراً كاملاً أتعجز عن صيام ثلاثة أيام من كل شهر ، إن كثيراً من الناس حتى من الصالحين لا يعرف الصوم إلا في رمضان مع ما للصوم من فضل وعظيم أجر فقد خصه الله بباب في الجنة واختصه من بين سائر الأعمال فكن أخي الكريم حازما مع النفس وألزمها الصيام لتحظى بعظيم الأجر ودخول الجنان لنقل جميعاً لا للانقطاع عن الأعمال الصالحة بعد رمضان لنحرص ولو على القليل من صيام النفل ولنداوم ولو على القليل من القيام ولنقرأ كل يوم ولو القليل من القرآن وهكذا سائر الأعمال الصالحة لنحيي بيوتنا ونشجع أولادنا على العمل الصالح عن عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ "صلى الله عليه وسلم" سُئِلَ أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إلى اللَّهِ قال أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ" وقد كان عمل النبي صلى الله عليه وسلم ديمة فهل نتعلم من رمضان الصبر المصابرة على الطاعة ولنعود أنفسنا على المجاهدة للهوى والشهوات ،
يا من عمل الصالحات في رمضان إياك من العجب والغرور والإدلال على الله بالعمل فإن الله يقول
