أسحار الحروف والأرقام والرمـوز
يعد السحر المكتوب أكثر ضروب السحر الرسمي أهمية لدى العامة، وتنبع أهميته البالغة من حيث هو - في نظر العامة - «سحر عالِم» ؛ بمعنى أنه يقوم على علوم مضبوطة القواعد تُــدرَّسُ، عكس ما هو عليه الأمر بالنسبة إلى السحر الشعبي، الذي تتناقل وصفاته بين عامة الناس عن طريق المشافهة.
وإذا كانت فعالية السحر الشعبي نسبية، اعتباراً لكونه يُــتَدَاوَلُ بشكل مفتوح بيـن العامة، فإن سحر الأحرف والأرقام يعد «مؤكد الفعالية»، بسبب توفره على شرطَيْ الغموض والسرية الضروريين لتمام العملية السحرية، و«نجاحها»,,
الكلمة
تمارس الكلمة العربية سحرها على الناس,فسواء كانت شفوية تتلى في شكل تعاويذ،ضمن طقوس سحرية أخرى، أو كانت مكتوبة على ورق خشن أو أي سند آخر،فإنها تكتسب قوتها من «الخاصية السحرية للغة العربية »، كما يرى المفكر الفرنسي الراحل جاك بيرك, فالعربية هي لغة القرآن الكريم، ولذلك نجد في أغلب الوصفات المكتوبة أو الشفوية آيات من كتاب اللــه وأسماء الله الحسنى،جنباً إلى جنب الأرقام والرموز السحرية الغامضة المعنى؛ لاعتقاد السحرة في أن اجتماعها كلها في نفس الوقت والمكان يُــحدِث الأثر المطلوب, ويستعين الفقيه الساحر بتلك العناصر التي تُــكتَــبُ أو تتلى لإنجاز رسوم وترديد عبارات مع الاستعانة ببعض العناصر السحرية الأخرى،من أجل خلق حدث سار أو تجنيب الزبون(ة) حدثاً مفجعاً أو حزيناً
وإذا كانت أهمية الأبجدية العربية تكمن في كونها تعتبر من وجهة نظر الساحر وسيطاً له مع القوى السماوية الدينية، فإن الأهمية التي تحتلها الرموز السحرية الغامضة، تنبع من كونها - من وجهة نظر الساحر - تعتبر وسيطاً سحرياً له مع القوى الخفية من ملوك الجان وخدامهم من عامة بني الجان.
أما الأرقام التي استهوت الولوعين بالحساب منذ القدم، فإن لبعضها خاصيات سحرية تبعث على الدهشة، وتدخل في «الحسابات» الضرورية لإعداد بعض الوصفات العلاجية أو الوقائية،كما سنرى بعد قليل,,
سحر الأرقـــام
تحظى بعض الأرقام لدى المغاربة بمكانة سحرية لا تقبل الجدال, وهي على الخصوص 5 و 7
بالنسبة للرقم 5، سنرى أصل قيمته السحرية حين الحديث عن العين الشريرة, أما الرقم 7، فيبدو - بحسب موشون - أنه يستمد قوته الغامضة من كونه يشير إلى عدد قبائل الجن(عددها سبعة وفق بعض الأساطير المحلية), ولأن الجن هم أصل المعتقدات السحرية كلها لدى المغاربة،فإن العدد سبعة يحظى لديهم بقيمة سحرية فريدة من بين غيره من الأعداد، وسيتكرر كثيراً في العديد من الوصفات السحرية التي سنأتي على بسطها لاحقاً.
في بعض الحالات يكون العدد في حد ذاته حرزاً، كما هو حال العدد خمسة,فيكفي مثلاً، رسم العدد باليد أو النطق به، لإبطال أذى العين الشريرة, أما في حالات أخرى، فإن أهمية العدد وقوته السحرية تنبع من ضرورته البالغة في عملية «فك الخط »، التي تعني تشخيص حالة «المسحور(ة)» بعد تفكيك اسمه الشخصي واسمَي والديه إلى أرقام,,, ولتبسيط الأمر ،نأخذ حالة السحر العلاجي كمثال:
عندما يستعصي على مريض العلاج الطبي، يذهب به الاعتقاد إلى أنه وقع ضحية لعمل سحري شرير, فيلجأ إلى الفقيه الساحر، الذي يبدأ بسؤاله عن اسمه الشخصي واسم أمه واسم والده, يفكك الأسماء إلى حروف، ثم يحول الحروف إلى أعداد يقوم بجمعها، ويقسم الخارج على 3 إذا كان المريض رجلاً, أما إذا كانت امرأة، فإنه يقسمه على 7,.
وبعد حصة إدخال الدهشة الضرورية إلى نفس المريض، من خلال إجراء العملية أمامه بالريشة القصبية والحبر السحري(الصمخ)، يتناول الفقيه كتاباً من صنف الكتب الصفراء التي تبدو عتيقة وقد تطايرت أوراقه الداخلية وتآكلت جنباتها من كثرة الاستعمال, يفتحه، ثم يشرع في البحث في جدول طويل من الأعداد عن العدد الموافق للخارج المتحصل من العملية, ويتضمن ذلك الجدول السحري السري الذي يحفظه كل فقيه ساحر لديه مثل كنز نادر، لائحة طويلة من الأعداد ، كتب في مقابل كل عدد منها تفسير لحالة مريض، وأصل مرضه وعلاجه
سحر «الحرف
يَعتبر السحرة أن لبعض الحروف الأبجدية لعربية قيمة سحرية كبرى،تجعلها أساسية لأعمال السحر المكتوب, وقد قسم واضعو مصنفات السحر الرسمي، وأشهرهم البوني، قواعد جد معقدة لن ندخل كثيراً في تفاصيلها الجانبية, ويختصر البوني تلك الصعوبة البالغة في فهم «سحر الحروف»، وما يمنحها من قيمة سحرية كبرى،بالأبيات الشعرية التالية:
ففي الحروف علوم لست أبديها
حتى أجد طالباً يدري معانيـــها
حروفها برزت من غير واسطة
وكان السر منها في معانيـــها
والله والله أيمـــــــــاناً مؤكدة
لا يلحق الخوف يوماً قط قاريها
وهكذا تنقسم الأبجدية العربية إلى مجوعات أبجديات سحرية حقيقية، تقسم الحروف العربية إلى مجموعات،لكل مجموعة منها خاصياتها،بحسب التأويل الذي يعطى لها, فهناك الحروف المعجمة، والحروف غير المنقطة(التي لا تحمل نقطاً:كالميم والهاء,,,الخ)،ثم هناك مجموعة الحروف السبعة (لنلاحظ القيمة السحرية للعدد سبعة) التي تسمى «سوا قط الفاتحة», ويُـــقصَــد بها الحروف التي لم تتضمنها كلمات فاتحة الكتاب العزيز, ويقدم جدول دعوة الشمس الشهير ،(أنظر الجدول) العلاقات القائمة في دنيا السحرة بين تلك الحروف و«الخدام العُــلويين» (ملائكة) و«السُّـــفليين» (ملوك الجان) واليوم الذي يحكم فيه كل واحد منهم والكواكب المؤثرة,,,الخ, وبذلك يكشف العلاقات الخفية المتداخلة بين العناصر السحرية,.
وفي الصف الأول عمودي نجد «السواقط السبع»، وفي الصف الثاني أسماء الله الحسنى التي تقابلها والتي لاحظنا أنها تتكرر كثيراً في التعاويذ والرقى المكتوبة كما في الجداول السحرية, ويتضمن الصف الثالث من الجدول أيام الأسبوع السبعة(أيضاً سبعة) الموكول خلالها لكل واحد من «الملوك العلويين» (الصف السابع أفقي) وخدامهم السفليين(الصف السادس) الحكم على الجن والإنس ، ويمكن بالتالي توسلهم لتحقيق غرض كل بحسب «يومه»,,,أما الصف الرابع فيشير إلى الأجرام السيارة السبع ومقابلة تأثيرها السماوي بالعناصر السحرية الأخرى, وفي الصف الخامس نجد الطلاسم أو «الخواتم السبعة» التي يقول عنها البوني أنها تتضمن سوراً من التوراة والقرآن والإنجيل, وفي مؤلفه «منبع أصول الحكمة» يخصها بالعجيب والغريب من الأغراض.
وفي الصف الأخير عمودي نجد البخور المناسبة، والتي ينبغي أن ترافق كشرط لازم الطقوس السحرية الشفوية أو المكتوبة كي يتحقق المطلوب,فلكل «خام الحرف والبخور التي تناسبه خلال اليوم المحدد له,,,الخ,
وثمة علاقة قائمة بين الحروف السحرية والأعداد،حتى وإن لم يُـــشِــر إليها الجدول أعلاه,فخلال التمارين السحرية التي يقوم بها الفقهاء السحرة المتمرسون،يجري تفكيك الأسماء إلى حروف ــ على نحو ما رأينا ــ ثم تُــحَــوَّلُ الحروف إلى أعداد,كما تدخل التقابليات بين الأعداد والحروف في نسج تعقيد آخر سنرى بعض عناصره الكبرى؛ ويتعلق الأمر بـ «الوفق»,.
الرمـــوز السحرية
ليست «الخواتم السبعة» ، الرموز غير العربية الوحيدة في ترسانة السحر الرسمي في المغرب,فثمة أبجديات أخرى ،هي في الغالب عبارة عن رموز غريبة المصدر والمعنى، بيد أن استعمالها شائع في وصفات السحر المكتوب، على نحو ما تؤكده النماذج المرفقة، والتي تم اختيارها بشكل اعتباطي وليس انتقائياً,,
ويقدم الجدول التالي الأبجدية السحرية المعروفة باسم «الحروف ذات العيون» أو «ذات النظارات»، والتي تدخل في إعداد «الجداول», وهي رموز يزعم السحرة أنها تمثل الحروف الأولى لأسماء بعض الأرواح المؤثرة في دنيا السحر ، ويُــتَــوَسَّــلُ إليها من أجل التدخل لتحقيق غرض من الأغراض(علاج مرض من الأمراض المستعصية،زوال العكس لتحقيق زواج أو نجاح في الأعمال،الخ,,)، ووسيلة التوسل ذاك،هي استعمال الرمز الذي يمثل الروحانية المتوسل إليها في «الجدول» أو «الحرز» السحري,.
وهناك أبجديات سحرية أخرى مثل «السبع خواتم»، السالفة الذكر، التي تتضمن «خاتم سليمان», وهي من تأثيرات السحر اليهودي؛ إذ المعروف في المغرب أن سحر اليهود(المغاربة) متفوق على غيره,,ثم هناك أبجدية أخرى أوردها الدكتور مصطفى أخميس، وهو طبيب جراح وباحث أنثربولوجي مغربي،استقاها من أوساط السحرة في منطقة سوس بجنوب المغرب أثناء عمله هناك.
أربعة ملوك
وهي رموز تخص أربعة من بين ملوك الجن السبعة،بواقع ثلاثة رموز مُـمَــيـِّــزَة لكل واحد منهم،كما في الجدول التالي: ملك الجن مرة وبرقان وشمهاروش وميمون، ولها رموزها الخاصة التي سنعرضها في صورة أو جدول خاص برموزها وحروفها، وإن جميع هذه الأحرف والأعداد والرموز، التي قدمناها بشكل مقتضب، تمثل بعضاً من أهم عناصر ترسانة السحر الرسمي, وتجد لها استعمالات شتى في وصفات قضاء أغراض السحر الأبيض(النافع وغير المؤذي) أو الأسود
يعد السحر المكتوب أكثر ضروب السحر الرسمي أهمية لدى العامة، وتنبع أهميته البالغة من حيث هو - في نظر العامة - «سحر عالِم» ؛ بمعنى أنه يقوم على علوم مضبوطة القواعد تُــدرَّسُ، عكس ما هو عليه الأمر بالنسبة إلى السحر الشعبي، الذي تتناقل وصفاته بين عامة الناس عن طريق المشافهة.
وإذا كانت فعالية السحر الشعبي نسبية، اعتباراً لكونه يُــتَدَاوَلُ بشكل مفتوح بيـن العامة، فإن سحر الأحرف والأرقام يعد «مؤكد الفعالية»، بسبب توفره على شرطَيْ الغموض والسرية الضروريين لتمام العملية السحرية، و«نجاحها»,,
الكلمة
تمارس الكلمة العربية سحرها على الناس,فسواء كانت شفوية تتلى في شكل تعاويذ،ضمن طقوس سحرية أخرى، أو كانت مكتوبة على ورق خشن أو أي سند آخر،فإنها تكتسب قوتها من «الخاصية السحرية للغة العربية »، كما يرى المفكر الفرنسي الراحل جاك بيرك, فالعربية هي لغة القرآن الكريم، ولذلك نجد في أغلب الوصفات المكتوبة أو الشفوية آيات من كتاب اللــه وأسماء الله الحسنى،جنباً إلى جنب الأرقام والرموز السحرية الغامضة المعنى؛ لاعتقاد السحرة في أن اجتماعها كلها في نفس الوقت والمكان يُــحدِث الأثر المطلوب, ويستعين الفقيه الساحر بتلك العناصر التي تُــكتَــبُ أو تتلى لإنجاز رسوم وترديد عبارات مع الاستعانة ببعض العناصر السحرية الأخرى،من أجل خلق حدث سار أو تجنيب الزبون(ة) حدثاً مفجعاً أو حزيناً
وإذا كانت أهمية الأبجدية العربية تكمن في كونها تعتبر من وجهة نظر الساحر وسيطاً له مع القوى السماوية الدينية، فإن الأهمية التي تحتلها الرموز السحرية الغامضة، تنبع من كونها - من وجهة نظر الساحر - تعتبر وسيطاً سحرياً له مع القوى الخفية من ملوك الجان وخدامهم من عامة بني الجان.
أما الأرقام التي استهوت الولوعين بالحساب منذ القدم، فإن لبعضها خاصيات سحرية تبعث على الدهشة، وتدخل في «الحسابات» الضرورية لإعداد بعض الوصفات العلاجية أو الوقائية،كما سنرى بعد قليل,,
سحر الأرقـــام
تحظى بعض الأرقام لدى المغاربة بمكانة سحرية لا تقبل الجدال, وهي على الخصوص 5 و 7
بالنسبة للرقم 5، سنرى أصل قيمته السحرية حين الحديث عن العين الشريرة, أما الرقم 7، فيبدو - بحسب موشون - أنه يستمد قوته الغامضة من كونه يشير إلى عدد قبائل الجن(عددها سبعة وفق بعض الأساطير المحلية), ولأن الجن هم أصل المعتقدات السحرية كلها لدى المغاربة،فإن العدد سبعة يحظى لديهم بقيمة سحرية فريدة من بين غيره من الأعداد، وسيتكرر كثيراً في العديد من الوصفات السحرية التي سنأتي على بسطها لاحقاً.
في بعض الحالات يكون العدد في حد ذاته حرزاً، كما هو حال العدد خمسة,فيكفي مثلاً، رسم العدد باليد أو النطق به، لإبطال أذى العين الشريرة, أما في حالات أخرى، فإن أهمية العدد وقوته السحرية تنبع من ضرورته البالغة في عملية «فك الخط »، التي تعني تشخيص حالة «المسحور(ة)» بعد تفكيك اسمه الشخصي واسمَي والديه إلى أرقام,,, ولتبسيط الأمر ،نأخذ حالة السحر العلاجي كمثال:
عندما يستعصي على مريض العلاج الطبي، يذهب به الاعتقاد إلى أنه وقع ضحية لعمل سحري شرير, فيلجأ إلى الفقيه الساحر، الذي يبدأ بسؤاله عن اسمه الشخصي واسم أمه واسم والده, يفكك الأسماء إلى حروف، ثم يحول الحروف إلى أعداد يقوم بجمعها، ويقسم الخارج على 3 إذا كان المريض رجلاً, أما إذا كانت امرأة، فإنه يقسمه على 7,.
وبعد حصة إدخال الدهشة الضرورية إلى نفس المريض، من خلال إجراء العملية أمامه بالريشة القصبية والحبر السحري(الصمخ)، يتناول الفقيه كتاباً من صنف الكتب الصفراء التي تبدو عتيقة وقد تطايرت أوراقه الداخلية وتآكلت جنباتها من كثرة الاستعمال, يفتحه، ثم يشرع في البحث في جدول طويل من الأعداد عن العدد الموافق للخارج المتحصل من العملية, ويتضمن ذلك الجدول السحري السري الذي يحفظه كل فقيه ساحر لديه مثل كنز نادر، لائحة طويلة من الأعداد ، كتب في مقابل كل عدد منها تفسير لحالة مريض، وأصل مرضه وعلاجه
سحر «الحرف
يَعتبر السحرة أن لبعض الحروف الأبجدية لعربية قيمة سحرية كبرى،تجعلها أساسية لأعمال السحر المكتوب, وقد قسم واضعو مصنفات السحر الرسمي، وأشهرهم البوني، قواعد جد معقدة لن ندخل كثيراً في تفاصيلها الجانبية, ويختصر البوني تلك الصعوبة البالغة في فهم «سحر الحروف»، وما يمنحها من قيمة سحرية كبرى،بالأبيات الشعرية التالية:
ففي الحروف علوم لست أبديها
حتى أجد طالباً يدري معانيـــها
حروفها برزت من غير واسطة
وكان السر منها في معانيـــها
والله والله أيمـــــــــاناً مؤكدة
لا يلحق الخوف يوماً قط قاريها
وهكذا تنقسم الأبجدية العربية إلى مجوعات أبجديات سحرية حقيقية، تقسم الحروف العربية إلى مجموعات،لكل مجموعة منها خاصياتها،بحسب التأويل الذي يعطى لها, فهناك الحروف المعجمة، والحروف غير المنقطة(التي لا تحمل نقطاً:كالميم والهاء,,,الخ)،ثم هناك مجموعة الحروف السبعة (لنلاحظ القيمة السحرية للعدد سبعة) التي تسمى «سوا قط الفاتحة», ويُـــقصَــد بها الحروف التي لم تتضمنها كلمات فاتحة الكتاب العزيز, ويقدم جدول دعوة الشمس الشهير ،(أنظر الجدول) العلاقات القائمة في دنيا السحرة بين تلك الحروف و«الخدام العُــلويين» (ملائكة) و«السُّـــفليين» (ملوك الجان) واليوم الذي يحكم فيه كل واحد منهم والكواكب المؤثرة,,,الخ, وبذلك يكشف العلاقات الخفية المتداخلة بين العناصر السحرية,.
وفي الصف الأول عمودي نجد «السواقط السبع»، وفي الصف الثاني أسماء الله الحسنى التي تقابلها والتي لاحظنا أنها تتكرر كثيراً في التعاويذ والرقى المكتوبة كما في الجداول السحرية, ويتضمن الصف الثالث من الجدول أيام الأسبوع السبعة(أيضاً سبعة) الموكول خلالها لكل واحد من «الملوك العلويين» (الصف السابع أفقي) وخدامهم السفليين(الصف السادس) الحكم على الجن والإنس ، ويمكن بالتالي توسلهم لتحقيق غرض كل بحسب «يومه»,,,أما الصف الرابع فيشير إلى الأجرام السيارة السبع ومقابلة تأثيرها السماوي بالعناصر السحرية الأخرى, وفي الصف الخامس نجد الطلاسم أو «الخواتم السبعة» التي يقول عنها البوني أنها تتضمن سوراً من التوراة والقرآن والإنجيل, وفي مؤلفه «منبع أصول الحكمة» يخصها بالعجيب والغريب من الأغراض.
وفي الصف الأخير عمودي نجد البخور المناسبة، والتي ينبغي أن ترافق كشرط لازم الطقوس السحرية الشفوية أو المكتوبة كي يتحقق المطلوب,فلكل «خام الحرف والبخور التي تناسبه خلال اليوم المحدد له,,,الخ,
وثمة علاقة قائمة بين الحروف السحرية والأعداد،حتى وإن لم يُـــشِــر إليها الجدول أعلاه,فخلال التمارين السحرية التي يقوم بها الفقهاء السحرة المتمرسون،يجري تفكيك الأسماء إلى حروف ــ على نحو ما رأينا ــ ثم تُــحَــوَّلُ الحروف إلى أعداد,كما تدخل التقابليات بين الأعداد والحروف في نسج تعقيد آخر سنرى بعض عناصره الكبرى؛ ويتعلق الأمر بـ «الوفق»,.
الرمـــوز السحرية
ليست «الخواتم السبعة» ، الرموز غير العربية الوحيدة في ترسانة السحر الرسمي في المغرب,فثمة أبجديات أخرى ،هي في الغالب عبارة عن رموز غريبة المصدر والمعنى، بيد أن استعمالها شائع في وصفات السحر المكتوب، على نحو ما تؤكده النماذج المرفقة، والتي تم اختيارها بشكل اعتباطي وليس انتقائياً,,
ويقدم الجدول التالي الأبجدية السحرية المعروفة باسم «الحروف ذات العيون» أو «ذات النظارات»، والتي تدخل في إعداد «الجداول», وهي رموز يزعم السحرة أنها تمثل الحروف الأولى لأسماء بعض الأرواح المؤثرة في دنيا السحر ، ويُــتَــوَسَّــلُ إليها من أجل التدخل لتحقيق غرض من الأغراض(علاج مرض من الأمراض المستعصية،زوال العكس لتحقيق زواج أو نجاح في الأعمال،الخ,,)، ووسيلة التوسل ذاك،هي استعمال الرمز الذي يمثل الروحانية المتوسل إليها في «الجدول» أو «الحرز» السحري,.
وهناك أبجديات سحرية أخرى مثل «السبع خواتم»، السالفة الذكر، التي تتضمن «خاتم سليمان», وهي من تأثيرات السحر اليهودي؛ إذ المعروف في المغرب أن سحر اليهود(المغاربة) متفوق على غيره,,ثم هناك أبجدية أخرى أوردها الدكتور مصطفى أخميس، وهو طبيب جراح وباحث أنثربولوجي مغربي،استقاها من أوساط السحرة في منطقة سوس بجنوب المغرب أثناء عمله هناك.
أربعة ملوك
وهي رموز تخص أربعة من بين ملوك الجن السبعة،بواقع ثلاثة رموز مُـمَــيـِّــزَة لكل واحد منهم،كما في الجدول التالي: ملك الجن مرة وبرقان وشمهاروش وميمون، ولها رموزها الخاصة التي سنعرضها في صورة أو جدول خاص برموزها وحروفها، وإن جميع هذه الأحرف والأعداد والرموز، التي قدمناها بشكل مقتضب، تمثل بعضاً من أهم عناصر ترسانة السحر الرسمي, وتجد لها استعمالات شتى في وصفات قضاء أغراض السحر الأبيض(النافع وغير المؤذي) أو الأسود