ماتبني عليه صومك
1_ النية: وتكون من الليل أو قبل الفجر لقوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ، فَلَا صِيَامَ لَهُ"( 1).
2_ الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب قرص الشمس تعبدا لله تعالى. لقوله جل وعلا: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ ) الآية.
فإذا كانت النية أحد أركان الصيام فعند انقطاعها تنقطع تلك العبادة العظيمة وهذا الأمر يقع كثيرا من قبل الناس بأن يقول سأفطر ناوياً ذلك عازما عليه بقلبه فإن كان صومه هذا فريضة كرمضان فعند بعض الفقهاء أن صومه يفسد وتبطل عبادته لأنه أنخرم أحد أركانها.
أما إن كان صومه نافلة فهذا الفعل يؤثر أيضا على الأجر في تلك العبادة.
قال العلامة ابن عثيمين_رحمه الله_ عند قول الماتن: «ومن نوى الإفطار أفطر» والدليل قوله صلّى الله عليه وسلّم: «إنما الأعمال بالنيات»( 2) فما دام ناوياً الصوم فهو صائم، وإذا نوى الإفطار أفطر، ولأن الصوم نية وليس شيئاً يفعل، كما لو نوى قطع الصلاة فإنها تنقطع الصلاة.
ومعنى قول المؤلف «أفطر» أي: انقطعت نية الصوم وليس كمن أكل أو شرب.
وبناء على ذلك لو نواه بعد ذلك نفلاً في أثناء النهار جاز، إلا أن يكون في رمضان، فإن كان في رمضان فإنه لا يجوز؛ لأنه لا يصح في رمضان صوم غيره"(3 ).
فمن نوى الإفطار فإنه يفطر وإن لم يأكل وليس المراد بقوله :" أفطر " أنه بمعنى الأكل والشارب، بل مراده أنه كما لو لم ينو الصوم. بمعنى :رجل صائم ثم نوى أن يفطر فإنه يكون بحكم المفطرين لأنه قد قطع النية، والنية شرط أن تغطي العمل كله وقد قطعها، فحينئذ فسد صومه لبطلان نيته وهذا باتفاق العلماء وهي مسألة ظاهرة، لأن الواجب هو النية في اليوم كله، وحيث نوى الفطر فإنه يكون مفطراً( 4).
وعليه فيجب الحذر والحرص والحفاظ على تلك العبادة العظيمة وأن لا يفسدها الإنسان بجهله.
بارك الله لي ولكم في رمضان وبلغنا وإياكم إياه بمنه وكرمه.