أيام الأسبوع المعروفة (السبت، الأحد، الاثنين، الثلاثاء، الأربعاء، الخميس، الجمعة ) تحمل أسراراً في أسباب تسمياتها بهذه الأسماء. وقد مر تاريخ هذه الأيام بمراحل ثلاث هي:
المرحلة الأولى عند العرب:
يقول البيروني: (لم تكن العرب تسمي أيامهم بأسماء مفردة غير أنهم أفردوا لكل ثلاث ليال من كل شهر من شهورهم اسما على حدة مستخرجاً من حال القمر وأطواره فيها، فإذ ابتدءوا من أول الشهر، كانت أول ثلاث ليال عندهم تسمى (غرر) جمع غرة، وغرة كل شيء أوله ثم ثلاث ليال نفل من قولهم تنفل إذا ابتدأ بالعطية من غير وجوب.
ثم ثلاث تُسَع: لأن آخر ليلة منها هي التاسعة.
ثم ثلاث عُشر: لأن أولها العاشرة.
ثم ثلاث بيض: لأنها تَبْيَضُّ بطلوع القمر من أولها إلى آخرها.
ثم ثلاث درع: لاسوداد أوائلها تشبيها بالشاة الدرعاء.
ثم ثلاث حنادس: وقيل لها (دهم) لسوادها.
ثم ثلاث دآدئ : لأنها بقايا.
ثم ثلاث محاق: لانحماق القمر والشهر.
وهذه كلها مأخوذة من وجوه القمر وأطواره.
إذاً فالشهر العربي القديم كان مؤلفاً من عشر مجموعات، كل مجموعة تتكون من ثلاثة أيام فقط !! والشهر فيه عشرة أسابيع، والأسبوع يحتوي على مجموعتين من المجموعات العشر.
جدول توضيحي
الشهر
الإسم
الليالي الثلاث الأولى
الغُرر
الليالي الثلاث الثانية
النُفل أو الشُهب
الليالي الثلاث الثالثة
التُسع أو البُهر
الليلي الثلاث الرابعة
العُشر
الليالي الثلاث الخامسة
البيض
الليالي الثلاث السادسة
الدُرع
الليالي الثلاث السابعة
الظُلم
الليالي الثلاث الثامنة
الحنادس أو الدُهم
الليالي الثلاث التاسعة
الدآدئ
الليالي الثلاث العاشرة
المحاق
المرحلة العربية الثانية:
ثم جاءت المرحلة الثانية عند العرب، وجاروا بقية الشعوب في تبنيهم الأسبوع المتألف من سبعة أيام.
فكانت أسماء أيام الأسبوع كالتالي:
الأحد: كانوا يسمونه (أوَّل).
الاثنين: أهون.
الثلاثاء: جبار.
الأربعاء: دبار.
الخميس: مؤنس.
الجمعة: عروبة.
السبت: شيار.
وقد رووا في ذلك شعراً كقول شاعرهم:
أؤمل أن أعـيـش وأن يـومـي
بأوَّل أو بـأهـون أو جـبـارِ
أو التـالي دبـار فـإن أفُـتْـه
فـمـؤنـس أو عروبة أو شيار
وقيل أن أول من جمع يوم العروبة كان كعب بن لؤي الجد الثامن للنبي (صلى الله عليه وسلم).
المرحلة الثالثة:
تسمية أيام الأسبوع بالأسماء المعروفة اليوم وهي (السبت، الأحد، الاثنين، الثلاثاء، الأربعاء، الخميس، الجمعة).
فأما التسميات من الأحد إلى الخميس فهي مشتقة من العدد نفسه (الأول - الثاني - الثالث - الرابع - الخامس) وكان الأحد أول أيام الأسبوع.
أما الجمعة:
أصل هذه التسمية يعود الى (الجمع) و(الاجتماع) بقصد الصلاة أو غيرها. وتجمع (الجمعة) على (جَمُعات) و(جُمَعات) و(جمْعات) و(جُمع).
أما السبت:
أصل التسمية (سَبَتً) هي الراحة والسكن و(السُّبات) الانقطاع.
يوم عاشوراء:
وهو اليوم العاشر من شهر محرم ويستحب صيامه مع اليوم التاسع أو مع اليوم الحادي عشر أو معهما معاً وحَدَّثَنَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهم عَنْه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِع وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ يَعْنِي يَوْمَ عَاشُورَاءَ.
ماورد في يوم عاشوراء:
روى البخاري عن عروة عن عائشة رضي اللهم عنها قالت كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان وكان يوما تستر فيه الكعبة فلما فرض الله رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ شَاءَ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَتْرُكَهُ فَلْيَتْرُكْهُ.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَالْيَهُودُ تَصُومُ عَاشُورَاءَ فَقَالُوا هَذَا يَوْمٌ ظَهَرَ فِيهِ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ أَنْتُمْ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصُومُوا.
وعن ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَسُئِلَ عَنْ صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ مَا عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ يَوْمًا يَطْلُبُ فَضْلَهُ عَلَى الأيام إلا هَذَا الْيَوْمَ ولا شَهْرًا إلا هَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي