السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا نحبه - صلى الله عليه وسلم -؟من الاحاديث
أخرج مسلم عن جندب - رضي الله عنه - قال سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يموت بخمس وهو يقول: (إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل؛ فإن الله قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك)(
أخرج مسلم عن جندب
وأخرج البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إذا أحب الله عبداً نادى جبريل: إن الله يحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في أهل الأرض)([9])، ولا أحبَ إلى الله - تعالى- منه بأبي وأمي - صلى الله عليه وسلم
وأخرج البخاري عن أبي هريرة
وكيف لا نحبه - صلى الله عليه وسلم -، والله - عز وجل - يحب ويكرم من يحبه:
قال - تعالى-: (( قُل إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )).
وكيف لا نحبه - صلى الله عليه وسلم - ولا إيمان لعبدٍ حتي يحبه:
إن محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أصل عظيم من أصول الإيمان يتوقف على وجودِه وجودُ الإيمان، فلا يدخل المسلم في عداد المؤمنين الناجين حتى يكون الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحب إليه من الناس أجمعين، بل ومن نفسه التي بين جنبيه قال - تعالى-: (( قُل إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِليْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ
أخرج البخاري عن عبد الله بن هشام - رضي الله عنه - قال: (كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي!! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك) فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي!! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: الآن يا عمر) قال ابن حجر: (فجواب عمر أولاً كان بحسب الطبع، ثم تأمل فعرف بالاستدلال أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحب إليه من نفسه لكونه السبب في نجاتها من المهلكات في الدنيا والأخرى، فأخبر بما اقتضاه الاختيار، ولذلك حصل الجواب بقوله: ( الآن يا عمر ) أي الآن عرفت فنطقت بما يجب).
أخرج البخاري عن عبد الله بن هشام
أخرج البخاري ومسلم عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما...) يقول ابن تيمية: "كلما ازداد المؤمن محبة لله ورسوله كلما ازداد ذوقه لحلاوة الإيمان، فإن للإيمان من الحلاوة في القلب واللذة، والبهجة والسرور؛ ما لا يمكن التعبير عنه إلا لمن ذاقه، والناس متفاوتون في ذوق الإيمان واللذة به تفاوتاً عظيماً لا يعلمه إلا الله".
وعن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عليَّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن) رواه مسلم ([26]).
عن علي بن طالب - رضي الله عنه - قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة، فخرجنا معه في بعض نواحيها، فمررنا بين الجبال والشجر، فلم نمر بشجرة ولا جبل، إلا قال: السلام عليك يا رسول الله. رواه الترمذي وحسنه، والحاكم وصححه، وأقره الذهبي
وعن يعلى بن مرة الثقفي - رضي الله عنه - قال: بينا نحن نسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزلنا منزلاً، فنام النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاءت شجرة تشق الأرض، حتى غشيته، ثم رجعت إلى مكانها، فلما استيقظ ذكرت له ذلك، فقال: (هي شجرة استأذنت ربها - عز وجل - في أن تسلم علي، فأذن لها) رواه أحمد والطبراني وأبو نعيم والبيهقي، ورجال أحمد وأبي نعيم والبيهقي رجال الصحيح. ([27])
ومن غيره أولي بالمحبة صلي الله عليه وسلم