من المتعارف عليه أن علم الأوفاق من العلوم الجليلة والشريفة لما تحويه من الأسراروالمعارف الكونية إذ هو علم متكامل جامع لأسرار الطبائع والحروف والأعداد وهذهالبنية هي شاملة لكل شيء في الوجود
ومن هنا نعلم أن أسماء الأوفاق تطلق على اللفظية والحرفية والعددية ويسمى وفقاً لموافقة أضلاعه وجهاته وأقطاره ، وأيضاً لموافقته في الأعمال ، وهو رحم الحروف وبيت الأعداد ووجود التأثير منه الغرض منهاالعددي والحرفي، وأما اللفظي فلا يطلق عليه اسم وفق إلا على طريق المجاز ، والأوفاق العددية على ثلاث طرق :
1- تأليفي ( ويتكون من الأسماء والآيات ).
2- هندسي( يتكون من الأعداد ) .
3- مشترك ( يتكون من الحرف ورقمه).
فلفظة مشتركاصطلح عليها علماء هذا الفن من المتأخرين ، والأعداد المنزلة في الأوفاق على وجوه ،ما يبتدئ فيها بالواحد والتفاضل فيها واحد ، وهذا يسمى طبيعياً
وكذلك إذا كان الابتداء بالواحد والتفاضل بغير الواحد ، الاثنين مثلاً ، فلا يكون التفاضل فيه بأكثر من ذلك ولا أقل ، فيحصل الخلل في وضع ذلك الوفق ، وغالباً ما يبدأ مفتاحا لوفق بغير الواحد ، ولكن التفاضل بالواحد ، ولا بد في هذا كله معرفة فضل أكبر عددفي الوفق على أصغر عدد فيه ، وفيما يلي بيان أصول الأوفاق الهندسية لأنها تعتبر سرتصريف الحروف بأرواحها من الأعداد ، ووضع الأسماء والآيات .
ومما يتضح لنا إذاتأملنا في أسرار الأعداد
أن العدد لانهاية له ولا حد لاخره واوله الاثنينوالواحد ليس بعدد .
وينقسم العدد الى احاد وعشرات ومئات والوف وليست هناك منزلةرابعة وانما هي في منزلة الاحاد وتقديرها احاد الالوف وكذا عشراته ومئينة ثم علىهذه المنازل الثلاث وترتيب سائر الاعداد الى ما لا نهاية له وقد صنفت الحكماءالمتقدمون وتبعهم المتاخرون في علم الحساب كتبا جمة وعليها مدار حساب الدنياواخترعوا في تصانيفهم اشكالا يسمونها اعداد الوفق بحيث يعجز عنه الفهم ويتحير فيهالوهم ولكل شكل من هذه الاشكال نمط وتركيب وضابط في الطول والعرض والقطر ينبىء عنصحة الوفق
(والوفق بوجه أخر ) هوعبارة عن مربع تنقسم اضلاعه بخطوط مستقيمة يحصل من تقاطيعها مربعات صغار متساوية الطول والعرض عدتهاكعدة ما يخرج من ضرب اقسام احد الاضلاع في مثله ثم تنزل في تلك المربعات اعداد متوالية تنزيلا مخصوصا (كما سياتي) بحيث يصير ما يجمع في كل صف من الصوف طوله وعرضهوقطريه مساويا بعضه لبعض في الحساب والعدد خاليا عن التكرار والخلل وقد اجمع حكماءالروم والفرس والهند على صحة الاشكال وتاثير خواصها وجربوا كثيرا منها حتى اتفقواعلى تاثير خواصها كما اتفقت الاطباء على تاثير خواص بعض الادوية وان الملوك الاوائلتفاءلوا بها واستفادوا منها امورا شتى بحيث انهم لم يفارقوها من خزائنهم لما راوامن صحة خواصها في تيسير امورهم ومهماتهم وقضاء حوائجهم –واعلم انه يجب عليك ان يكونالمعدن او الجلد او الورقة التي تكتب عليها صافية من العيوب ليس فيها تقطيع ولا اثرسواد او غيره فان كان الوفق مثلثا تجعلها كمثلث او مربع فتجعلها مربعة او مخمس فتجعلها مخمسا او مسدس فتجعلها مسدسا او مسبع فمسبعا وهكذا في المثمن مثمنا والتسع متسعا الخ
ويجب ان تزيل الجهة التي فيها الأثر لان الأثر يقوم مقام الكتابة فاذاتركته وجعلت فيه الجداول كان مكتوبا معه ما ليس فيه فيبطل العمل
ويجب ان تكون الخطوط مستقيمة والبيوت متساوية والاعداد على نظام واحد الاحاد تحت الاحاد والعشرات تحت العشرات والمئات تحت المئات والالوف تحت الالوف وهكذا......
منقول عن الاخ غسان