صلاة الفاتح
بسم الله الرحمن الرحيم
صلاة الفاتح
اللهم صلي علي سيدنا محمد الفاتح لما اغلق و الخاتم لما سبق ناصر
الحق بالحق و الهادي الي صراطك المستقيم وعلي اله حق قدره و مقداره العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على الخليفة والكنز الأعظم والنور المطلسم طلعة الحق
بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم عبدالله حقيقة ومعنى وصورة
وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم
يقول شيخنا التجاني رضي الله عنه وعنا به آمين في جواهر المعاني : -
وأما صلاة الفاتح لما أغلق فقال شيخنا وسيدنا ووسيلتنا إلى ربنا أحمد بن
محمد التجاني رضي الله عنه كما في جواهر المعاني : كنت مشتغلاً بذكر
صلاة الفاتح حين رجعت من الحج إلى تلمسان لما رأيت من فضلها ،
وهو أن المرة الواحدة منها بستمائة ألف صلاة كما هو في وردة الجيوب ،
وقد ذكر صاحب الوردة أن صاحبها سيدي محمد البكري الصديقي
نزيل مصر وكان قطباً رضي الله عنه قال : إن من ذكرها مرة ولم
يدخل الجنة فاليقبض صاحبها عند الله ، وبقيت أذكرها إلى أن رحلت
من تلمسان إلى أبي سمغون فلما رأيت التي فيها المرة الواحدة بسبعين
ألف ختمة من دلائل الخيرات تركت الفاتح لما أغلق الخ 000
وأشتغلت بها وهي ( اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله صلاة
تعدل جميع صلوات أهل محبتك وسلم على
سيدنا محمد وعلى آله سلاماً يعدل سلامهم )
ولما رأيت فيها من كثرة الفضل ، ثم أمرني صلى الله عليه وسلم
بالرجوع إلى صلاة الفاتح لما أغلق ؛ فلما أمرني بالرجوع إليها سألته
صلى الله عليه وسلم عن فضلها فأخبرني أولاً بأن المرة الواحدة منها
تعدل من ثواب تلاوة القرآن ست مرات ، ثم أخبرني ثانياً بأن المرة الواحدة
منها تعدل من كل تسبيح وقع في الكون من كل ذكر ومن كل دعاء كبير
أو صغير ومن ثواب تلاوة القرآن ستة آلاف مرة لأنه من الأذكار أهـ وخاصية
صلاة الفاتح أمر إلهي لا مدخل فيه للعقول ، فلو قدرت مائة ألف أمة في كل
أمة مائة ألف قبيلة في كل قبيلة مائة ألف رجل وعاش كل واحد منهم مائة
ألف عام يذكر كل واحد منهم في كل يوم ألف صلاة على النبي صلى الله عليه
وسلم من غير صلاة الفاتح لما أغلق ، وجميع ثواب هذه الأمم كلها في مدة
هذه السنين كلها في هذه الأذكار كلها ما لحقوا كلهم ثواب مرة واحدة من
صلاة الفاتح لما أغلق ، فلا تلتفت لتكذيب مكذب ولا لقدح قادح فيها ،
فإن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ، فإن لله سبحانه وتعالى فضل خارجاً عن دائرة
القياس ؛ ويكفيك قوله سبحانه ( ويخلق ما لا تعلمون ) فما توجه متوجه
إلى الله تعالى بعمل يبلغها وإن كان ما كان ، ولا توجه متوجه إلى الله بعمل
أحب إليه منها ولا أعظم عند الله منها إلا مرتبة واحدة ، وهو من توجه
إلى الله بإسمه العظيم الأعظم لا غير هو غاية التوجهات والدرجة العليا من
جميع التعبدات ، ليس لفضله غاية ولا فوقه نهاية ، وهذه الصلاة تليه في
المرتبة والتوجه والثواب والفوز بمحبة الله لصاحبها وحسن المآب ،
فمن توجه إلى الله مصدقاً بهذا الحال فاز برضى الله وثوابه في دنياه وأخراه بما لا تبلغه
جميع الأعمال ، يشهد بها الفيض الإلهي الذي لا تبلغه الآمال ولا يحصل هذا
الفضل المذكور إلا مع التسليم ، ومن أراد المناقشة في هذا الباب وهذا المحل
فاليترك ، فإنه لا يفيده استقصاء حجج المقال ، وأترك عنك محاججة من
يطلب منك الحجج ، فإن القول في ذلك رداً وجواباً كالبحر لا تنقطع منه
الأمواج والقلوب في يد الله هو المتصرف فيها والمقبل بها والمدبر بها
، فمن أراد سعادته والفوز بثواب هذه الياقوتة الفريدة جذب قلبه إلى التصديق
بما سمعه فيها وعرفه التسليم لفضل الله سبحانه بأنه لا يأخذه الحد والقياس
فصرف همته في التوجه إلى الله تعالى بها والإقبال على الله بشأنها
( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) ومن أراد الله حرمانه
من خيرها صرف قلبه بالوسوسة وبقوله من أين يأتي خبرها ،
وأشتغل بما قلنا لك ، ومن أطاعك في ذلك وأعرض عن مناقشتك
في البحث بتحقيق ذلك فإنا أخذناه من الوجه الذي تعلمه وكفى أ هـ والكلام
في الياقوتة الفريدة لا تحمله مجلدات الكبار ، وفي هذا القدر اليسير غنية وكفاية
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على اللؤلؤ المكنون قطب دوائر فلك النبوة والرسالة
والولاية والخلافة سيدنا محمد الصديق الأكبر عبد الله حقيقة ومعنى
وصورة وعلى آله اللؤلؤ المنثور حق قدره ومقداره العظيم المهاجر
من مكة كان الله ولا شيء معه إلى مدينة وهو الآن على ما عليه كان
صلاة تجمعني به عليه جمعاً بلا فصل ولا وصل والحمد لله رب العالمين