إعلم أنَّ كثيراً من الطَّالبين شرعوا في أسرار الدعوة بلا عِلْمٍ فهلكوا بالرجعة ، أما شرائط الأمان من الرجعة ، وهي أصعبُ شيء في دعوة الأسماء العظام ، ينبغي للطالب أن يعمل بهذه الشرائط وهو أن يصوم لله ثلاثة أيام الأربعاء والخميس والجمعة، قبل الدعاء بأيِّ إسم من الأسماء العظام ، ويغتسل يوم الجمعة ثم يصلي ركعتين يقرأ فيهما بما شاء ، أو سورة الإخلاص إحدى عشرة مرة ، ويسلم ويتعطر بالعطر الطيب ، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم عشراً ، ويقرأ :الفاتحة مرة ،والإخلاص ثلاثاً ، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة مرة ، ثم يقرأ هذا الإسم على نيّة ( دفع الرجعة ) ألفاً ومرة ، ثم يدعو بهذا الدعاء ثلاث مرات : بسم الله الرحمن الرحيمSadاللهم إني أسأُلك بإسمك الطَّّاهِرِ الطيِّبِ المبارَكِ الأحبُّ إليك ، الذي إذا دُعِيتَ به أجبتَ ، وإذا استُرْحِمتَ به رَحِمْت ، وإذا استُفْرِجتَ به فرَّجتَ أن تصل على محمدِ وآل محمدٍ .ثم دعاء آدم عليه السلامSad اللهم إنك تعلمُ سري وعلانيتي فاقبل معذرني*وتعلمُ حاجتي فاعطني سؤلي* وتعلمُ ما عندي فاغفر لي ذنوبي* أسألُك إيماناً يُباشِرُ قلبي*ويقيناً صادقاً حتى أعلمُ أنه لا يُصيبني إلا ما كتبتَ لي* ورِضِّني يقضائِك). فلما دعا بهذا الدعاء أوحى الله إليه : يا آدم إنك دعوتني بدعاء إستجبتُ لك فيه ،وغفرتُ ذنوبَك وفرَّجتُ همومك وغمومك ، ولم يدعو به أحدٌ من ذريتك من بعدك إلا فعلتُ ذلك به ، ونزعتُ فقره من بين عينيه ، وأتجرتُ له من وراء كل تاجرٍ ، وأتته الدنيا وهي كارهةً وإن لم يُردها .
فإذا عمل ذلك لم يصل عليه رجعة إسمٍ من الأسماء العظام بكرم الله وعنايته وحكمته ، فالحكيم الذي لا يقول ولا يفعل إلا الصواب ، ولا يظهر الفعل المتَّقن السديد إلا من حكيم .
ومعنى رجعة الإسم زوال ما حصل له ببركة الإسم من العلم والحكمة والمرتبة والقدر والغنى ، ويتبدَل بنقائصها( نعوذ بالله من ذلك ) والله الهادي لأهل الضلالة ، فهذه هي بيان الرجعة فلا تنسى فافهم .