كان هناك رجل مؤمن صالح تقي كريم يحب للناس مثلما يحب لنفسه واستطيع أن القبه بأبي الفقراء لأن ماله ليس له فقط بل له وللفقراء
إن هذا الرجل يملك مزرعة وخيراتها وفيرة من حمد الله ففي كل موسم حصاد عندما يقطف الثمار يقوم بتقسيم المحصول إلى ثلاث أجزاء جزء له وجزء للفقراء والثالث يدخره كبذور او يعتبره رأس مال
المهم أنه لاينس حق الفقراء في ماله ولهذا فإن الله يبارك في محصوله كل عام لأنه يتشارك مع الفقراءبمحصوله قالتعالى "والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم",
وهكذا استمر هذا الرجل على هذا المنوال الى ان مرض في يوم من الايام وعندما اشتد به المرض جمع أولاده وكان له خمسة أولاد من الذكور وأوصاهم بأن يستمروا على ماكان هو سائر عليه و أن لاينسوا حق الفقراء في مالهم.
بعدها مات الرجل الصالح الكريم وأصبحت المزرعة ملكا لأولاده الخمسة إلا انهم لم يوافقوا على تنفيذ وصية أباهم والسير على طريقه فقالوا هذا جهدنا وتعبنا لماذا نوزعه على غيرنا نحن أولى به فأبانا كان يوزع تعبنا على الفقراء وهو الآن ميت اما نحن لانعطي تعبنا لأحد إلا أن أخاهم الاوسط اعترض على كلامهم واخبرهم بأنهم على خطأ ويجب عليهم تنفيذ وصية أباهم إلا أنهم أبوا ذلك وقالو لا شأن لك بذلك فنحن لسنا مخطئين لأننا لم نأكل مال أحد وإنما هذا مالنا ونحن أحق به.
عندما جاء وقت الحصاد قرر الاخوة الاربعة أن يذهبوا ليلا للحصاد كي لايعلم الفقراء ويطالبو بنصيبهم وفعلا ذهبوا في الليل ليحصدو الحصاد ولكنهم عندما وصلو إلى مزرعتهم لم يجدوا المزرعة مثلما اعتادوا عليها فقد وجدوها محترقة حتى أنهم قالو أننا اخطأنا بالطريق إلى المزرعة ولكنهم لم يخطوا بالطريق وانما اخطأوبعدم تنفيذ وصية اباهم فبقدرة الله عزوجل جاء ساحق من السماء واحرق المزرعة بالكامل واصبحت رمادا بعد أن كانت تزخر بالثمار ثم عادو خائبين الى بيتهم نادمين لما اقدموا عليه فقال لهم أخاهم الأوسط الم أحذركم بأن تنفذوا ما أوصاكم به أبانا فالله بارك فيها لأن أبانا لم ينس حق الفقراء في ماله قالتعالى"مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم" أما أنتم أردتم أن تأكوا حق الفقراء وهذا جزاءكم قال تعالى"هذا ماكنزتم لانفسكم ذوقوا ماكنتم تكنزون" ,"والذين يكنزون الذهب والفضة ولاينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم"وقال رسولنا (من لايرحم الناس لايرحمه الله).
بعد ذلك تاب الاخوة الاربعة وندموا على ما فكروا وليس فعلتهم لأنهم بمجرد التفكير عاقبهم الله قبل أن يفعلوا فعلتهم فطلبوا ودعوا الله أن يغفر لهم ويتوب
عليهم وقالو لانريد غير أن يرحمنا ويغفر لنا الله ويتقبل توبتنا .
أرأيتم كيف عاقب الله هولاء لأنهم لم يعطوا الفقراء نصيبا من أموالهم فمابالنا اليوم وهناك بعض الناس لاتعطي الفقراء من اموالها بل تأكل حق الفقير واليتم والمسكين فكيف سيواجهون ربهم يوم القيامة بأي وجه وهم آكلين من اموال الفقراء واليتمى والمساكين (حسبنا الله ونعم الوكيل).
علينا أن نتعض ونعتبر ونخاف الله في الفقراء واليتامى والمساكين وأن لاننساهم لأنهم هم من يدخلنا الى الجنة فكافل اليتيم يأتي يوم القيامة بجوار رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم)
فمن له المقدرة عليه ان لايقصر ولو حتى القليل من ماله لأن الله يبارك بماله فالزكاة تطهر الاموال والصدقة تحفظ صاحبها من كل مكروه
