كان نوح عليه السلام أول من صام بعد أن نجاه الله ومن معه من المؤمنين بالسفينة من الطوفان الذى أهلك القوم الكافرين. كما كان ابراهيم أبوالأنبياء يصوم على الدين الحنيف كما يستدل من قوله "الذى خلقنى فهو يهدين والذى هو يطعمنى ويسقين" فقد كان يصوم عن الطعام والشراب ساعات كثيرة من اليوم والليلة. وثبت أن نبى الله داوود كان يصوم يوما ويفطر يوما.
وترجع أسباب صيام الناس لأغراض متعددة ومتنوعة فمنهم من يصوم تقربا لله كالمسمين ومن يصوم للتكفير عن ذنب أو إثم مثل اليهود وهناك لأسباب تتعلق بالزهد والسمو بالروح والجسد كالمتصوفين والزاهدين أو كشعيرة دينية أو لأسباب اخلاقية وصحية وهناك أيضا الصيام السياسى مثل المهاتما غاندى.
ويعتبر بعض المفسرين أن أول صوم كان لسيدنا آدم عندما أمره الله بعدم الأكل من إحدى أشجار الجنة ولكن آدم استجاب لما تشتهيه النفس متناسيا أمر الله تعالى ومع ذلك شمله الله برحمته الواسعة لذا أصبح الصيام تعبيرا عن الخضوع التام للإرادة الإلهية وتقر بالإنسان من الله بل أن الله جعل الصوم مضمار العبادة ليستبق للإنسان الى الله وتعالي.
والصيام هنا يكون بالإمساك عن الطعام أو الشراب أو كليهما معا وعن الشهوات كما يعد الصمت وعدم الحركة صياما وقد يكون الإمتناع كليا أو جزئيا لفترة زمنية قد تطول أو تقصر.
والصيام فى مجمله تعبير عن خضوع الإنسان الى الله، فقد مارس قدماء المصريون ومن قبلهم اليونانيون والرومان والبراهمة والبوذية والمانوية كل بطريقته واسلوبه وكذلك الصائبون من عبدة الكواكب فكان صومهم شكرا للقمر.
كما كانت قريش تصوم قبل مجيء الإسلام يوم عاشوراء ليس تشبها باليهود ولكن قيل ان قريشا أذنبت ذنبا فى الجاهلية فعظم فى صدورهم فقيل لهم صوموا عاشوراء فإن صيامه يكفر ذلك الذنب. كما عرف العرب فى الجاهلية الصيام ويذكر المسعودى فى مروج الذهب أن خالد بن سنان العبسى كان يأمر قومه بدين غير دين الوثنية فيأمرهم بالصلاة والصوم كما كان عامر بن عامر من العرب وهو كاهن وأديب يكثر من الصيام ويأمر به قومه ويقول إنه ضرورى لنور النفس حتى كان يعتزل الناس عند صومه.