ان الصدقة تقع في يد الله قبل ان تقع في يد الفقير , والصدقة في جوها الاسلامي انما تفيد المتصدق أكثر مما تفيد
الآخذ ذلك لان فائدتها للآخذ تكاد تكون فائدة مادية وحسب , انها بالنسبة له لا تعدو ان تكون علاجا للجوع , اما بالنسبة للمعطي
فأنها تفيده في دنياه وتفيده في الآخرة , اما فائدتها في الدنيا فان الله سبحانه وتعالى يخلف عليه لا بالمثل فحسب بل بأضعاف
مضاعفة , ويقول الله تعالىى - وما انفقتم من شيء فهو يخلفه , والصدقة دواء من المرض يقول صلوات الله عليه : داووا مرضاكم
بالصدقات . ويقول صلوات الله عليه في اجمال وفي شمول , الصدقة تسد سبعين بابا من الشـــر , اما فائدة الصدقة في الآخرة فانها كما
يقول صلوات الله عليه : ( تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار ) , ويقول صلوات الله عليه : ( اتقوا النار ولو بشق تمره فان لم تجدو
فبكلمة طيبة ) ومن اجل فائدتها دنيا واخرى كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم عندهم شعور مرهف , واحساس دقيق , واندفاع الى
الخير في صورة الصدقة , فلقد تصدقت عائشة رضوان الله عليها بخمسين الفا وان ثيابها لمرقعة , ولقد كانت رضوان الله عليها كغيرها
من الصحابيات الفاضلات في ذاك العهد الكريم اذا ارسلت صدقة الى فقير قالت لمن ترسله بالصدقة : احفظ ما يدعو به ثم كانت تردد
عليه مثل قوله فتدعو له بمثل ما دعا لها وتقول هذا بذلك حتى تخلص لنا صدقتنا , بل كانت لا تتوقع الدعاء لانه شبه المكافأة وكانت تقابل
الدعاء بمثله ويقول سبحانه وتعالى ( وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ) وهو سبحانه المعطي للمال فالفضل منه واليـــه ولو شاء لأغنى
الفقراء ولكنه سبحانه فتح امام الاغنياء بالصدقة بابا هو الصدق في الايمان حتى تكتمل نفوسهم وتزكو فيرضى عنهم ويدخلهم في رحاب
رحمته ورضوانه .
قال صلى الله عليه وسلم من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب , ولا يقبل الله
الا الطيب , فإن الله يتقبلها بيمينه ’ ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه . حتى تكون مثل
الجبل ) متفق عليه