يقول تبارك وتعالى : { قُل يا عباديَ الذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لا تَقنَطوا من رحمةِ الله إنَّ اللهَ يَغفِرُ الذنوبَ جَميعا إنه هوَ الغفورُ الرَّحيم ، وأَنيبوا إلى ربِّكُم وأسلِموا لهُ مِن قَبلِ أن يَأتِيَكُمُ العَذابُ ثمَّ لا تُنصَرون } [ الزمر : 53 ، 54 ]
هل قرأت الآية ..؟ .. اعد قراءتها مرات ومرات ...
ودعنا نقف وقفات ..
قال تعالى : { قل يا عبادي الذين أسرفوا } .. الذين أسرفوا .. أي من أكثر من المعاصي وعاش عاصياً ، وازدادت ذنوبه بشكل كبير ..
وفجأة .. يريد التوبة ..!! .. ويقول : هل سيقبل الله توبتي؟؟ لا لا أظن ذلك ..
لا بل ثق بذلك .. لا تظن فقط ..
فإن الله تعالى يقول : { لا تَقنَطوا من رحمةِ الله إنَّ اللهَ يَغفِرُ الذنوبَ جَميعا إنه هوَ الغفورُ الرَّحيم }
أرأيت ؟؟ نعم لا تقنطوا .. لا تقنطوا .. أي لا تشك يا عبدي ولا تستغرب ولا تبخل على نفسك يا عبدي بالتوبة .. فإني ربك .. إني أغفر الذنوب كلها { جميعا } ..
الله أكبر .. جميعا .. وماذا تريد أكثر من ذلك ..؟ وماذا تنتظر؟؟
هل تنتظر الغد أم بعد غد؟ وربك وربي ورب العالمين يقول : { لا تَقنَطوا من رحمةِ الله إنَّ اللهَ يَغفِرُ الذنوبَ جَميعا إنه هوَ الغفورُ الرَّحيم } ..
ويقول :{ وأَنيبوا إلى ربِّكُم وأسلِموا لهُ } .. أسلموا لله .. استسلموا له .. قفوا مع أنفسكم وعودوا .. متى؟؟ متى كل هذا ؟؟
{ مِن قَبلِ أن يَأتِيَكُمُ العَذابُ ثمَّ لا تُنصَرون } .. ومتى ذلك العذاب؟
قد يكون غداً .. قد يكون اليوم .. قد يكون الآن ..!!!؟؟؟؟ فماذا تنتظر أيها المسرف؟؟
وقد نتساءل .. لماذا يريد الله أن نتوب ..؟؟ فهو غني عنا
يقول الله تعالى : { يُريدُ أن يُخفِّفَ عَنكم وخُلِقَ الإنسانُ ضَعيفاً } [ النساء : 28 ]
الله أكبر .. يريد أن يخفف عنا وهو غني عنا .. يريد أن يجعل وقفتنا يوم القيامة خفيفة لأننا إن لم نتب فستكون وقفتنا ثقيلة جداً يوم القيامة .. كم هو رحيم ربنا ...؟
فابدأ الآن .. الآن .. وأنت تقرأ وأنت تصل إلى هذه السطور ..
وقل : رب اغفر لي وتب عليَّ ، إنك أنت التواب الرحيم ..
أستغفرك اللهم وأتوب إليك ..
هل استغرق ذلك منك شيء ..؟؟ بضع ثوان أليس كذلك؟
فلماذا تستخسر على نفسك هذا الثواب والأجر العظيم؟؟
تخيل ... وقارن .. هل تريد أن تكون ثقيلاً يوم القيامة .. أم تريد أن تكون خفيفاً ..؟
أنت حدد .. وقرر .. ونل
إما الجنة ... أو النار ..!!
وأخيراً وليس آخراً .. اقرأ قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( يتنزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فينادي : هل من تائب فأتوب عليه؟ .. هل من مستغفر فأغفر له )) ..