الله معنا
عزمت قريش على قتل النبي (صلى الله عليه وسلم) حين بلغها نبا هجرته في تلك الليلة ..قال ابن اسحاق: فلما كانت عتمة الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه.
وقد كانت كل حسابات البشر تقطع بهلاك الرسول (صلى الله عليه وسلم), كيف لا ,وهو في الدار والقوم محيطون به احاطة السوار بالمعصم ,ومع ذلك صنع رسول الله الامل ,واوكل امره الى ربه .وخرج يتلو قوله تعالى:{وجعلنا من بين ايديهم سدا" ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لايبصرون}..خرج الاسير المحصور يذر التراب على الرؤوس المستكبرة التي ارادت قتله ! وكان هذا التراب المذرور رمز الفشل والخيبة اللذين لزما المشركين فيما استقبلوا من امرهم فانظر كيف انبلج فجر الامل من قلب ظلمة سوداء ؟!
ويمضي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في طريقه يحث الخطى حتى انتهى وصاحبه الى جبل ثور ,ومكثا هناك ثلاثة ايام,ويصل المطاردون الى باب الغار,ويسمع الرسول (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه وقع اقدامهم ,ويهمس ابوبكر :يارسول الله,لو ان بعضهم طاطا بصره لرانا .فيقول(صلى الله عليه وسلم) : ياابابككر ماظنك باثنين الله ثالثهما
وكان ماكان ,ورجع المشركون بعد ان لم يكن بينهم وبين النبي (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه الا خطوات ,فانظر مرة اخرى كيف تنقشع عتمة الليل عن صباح جميل ,وكيف تتغشى عناية الله عباده المؤمنين:{ان الله يدفع عن الذين امنوا}
ويسير الصاحبان في طريق طويل موحش غير مأهول لاخفارة لهما من بشر ولاسلاح عندهما يقيهما..كانا في طريق الساحل فلحق بهما سراقة بن مالك طامعا في جائزة قريش,مؤملا ان ينال منهما ماعجزت عنه قريش كلها,فطفق يشتد حتى دنا منهما ,وكان يوشك ان يقبض عليهما ,,ليقودهما اسيرين الى قريش تذيقهما النكال ,ولكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) لايلتفت اليه ولايبالي به فيقول له ابوبكر يارسول الله هذا الطالب قد لحقنا ,فيقول له مقالته الاولى: لاتحزن ان الله معنا
لقد اصطنع الامل في الله ونصره ,فنصره الله وساخت قدما فرس سراقة,فلما استوت قائمة اذا لاثر يديها غبار ساطع في السماء كالدخان ,فادرك سراقة انهما ممنوعان منه ,ومرة ثالثة جاء النصر للرسول (صلى الله عليه وسلم ) من حيث لايحتسب .وعاد سراقة يقول لكل من قابله في طريقه ذاك :ارجع فقد كفيتكم ماههنا.
مااحوجنا ,ونحن في هذا الزمن ,زمن الهزائم والانكسارات والجراحات الى تعلم فن صناعة الامل ومحاربة الياس.