نزل جبريل عليه السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم فوجده يبكي
فقال له : ما يبكيك يا رسول الله ؟
قال : قرأت قول الله تعالى على لسان ابراهيم :
{ رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم }
وقوله تعالى على لسان عيسى عليه السلام :
{ إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم }
فرفع يديه وقال : اللهم أمتي أمتي ، وبكى ، فقال الله عز وجل : يا جبريل ، اذهب إلى محمد ، فقل له : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك
{ ولسوف يعطيك ربك فترضى }
رواه مسلم ..
--------
في بعض الأخبار : " يا داود ، بشر المذنبين ، وأنذر الصديقين .." فتعجب داود عليه السلام ، فقال : يارب ، فكيف أبشر المذنبين وأنذر الصديقين ؟
قال الله تعالى : " يا داود ، بشر المذنبين ألا يتعاظمني ذنب أغفره ، وأنذر الصديقين ألا يعجبوا بأعمالهم ، فإني لا أضع حسابي على أحد إلا هلك ..
يا داود ، إن كنت تزعم أنك تحبني فاخرج حب الدنيا من قلبك ، فإن
حبها وحبي لا يجتمعان في قلب واحد ...
يا داود ، من أحبني ، يتهجد بين يدي إذا نام البطّالون ، ويذكرني في خلوته
إذا لهى عن ذكري الغافلون ، ويشكر نعمتي إذا غفل عني الساهون " ....
--------
قال وهب بن منبه : أوحى الله تعالى إلى بعض أنبيائه :
ما غضبت على شيء كغضبي على من أخطأ خطيئة فاستعظمها في جنب
عفوي ، ولو تعاجلت بالعقوبة أحدا وكانت العجلة من شأني ، لعاجلت
القانطين من رحمتي ..
ولو رآني خيار المؤمنين كيف أستوهبهم ممن اعتدوا عليهم ، ثم أحكم لمن
وهبهم بالخلد المقيم ، ما اتهموا فضلي وكرمي ..
ولو رآني عبادي يوم القيامة ، كيف أرفع قصورا تحار فيها الأبصار فيسألوني لمن ذا ؟ فأقول :
لمن رهب مني ، ولم يجمع على نفسه معصيتي والقنوط من رحمتي .. وإني مكافئ على المدح فامدحوني ....
--------
أوصى لقمان الحكيم ابنه فقال :
" يا بني ، عود لسانك الاستغفار ، فإن لله ساعات لا يُرد فيها سائل "
--------
يقول يحيى بن معاذ رحمه الله :
" يا غفول ، يا جهول ، لو سمعت صرير الأقلام في اللوح المحفوظ وهي تكتب اسمك عند ذكرك لمولاك ، لمت شوقا إليه ..
ولو سمع الخلائق صوت النياحة على الدنيا في الغيب من ألسنة الفناء ، لتساقطت القلوب منهم حزنا ..
ولو رأت العقول بعيون الإيمان نزهة الجنة ، لذابت النفوس شوقا ..
ولو أدركت القلوب كنه المحبة لخالقها ، لانخلعت مفاصلها ولهاً ، ولطارت الأرواح إليه من أبدانها دهشاً "
--------
سُرق لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، فجعل من حوله يدعون على من أخذها ، فقال لهم :
" إن كان حمله على أخذها حاجة ، فبارك الله له فيها .. وإن كان حمله
جراءة الذنب ، فجعلها الله آخر ذنوبه "
يالها من أقباس من نور ..لاتنسوا الاستضاءة منها