بما أن اليابانيين يتبعون أكثر من ديانة وكلها تقع تحت حكم الشنتو إلا أنهم في الجنائز يتبعون تقاليد البوذية ..عنـد وفـاة شخـص .. يتـوجـه أحـد مـوظفـي دار الجنـائـز لعـائلتـه .. وغـالبـاً للـولـد الكبيـر .. حتـى يتفـق معـاه على التجهيـزات .. مثـل نـوع القـداس الذي سيقيمونه والتـابـوت .. واليـوم المنـاسـب ..والطعـام الذي سيقـدم فـي الجنـازة وفـي طقـوس السهـر على الميّـت .. وغيـرهـا ..
وطبعـاً عندما يـزيـد حجـم التـابـوت والـزخـارف يكلّـف مبلغ أكثـر .. ويـزين التابوت من قبل عمّـال دار الجنـائـز بالـورود وأحيـانـاً بالفـواكـه ..
وتكلّـف الجنـازة بالمتـوسـط .. حـوالـي 4 مـلاييـن يـن – مـا يقـارب 35 ألـف دولار .. وتعتبـر أغلـى الجنـائـز فـي العـالـم ..
بعد الموت .. يجب غسل الجثمان وسابقآ كانت العائلة هي التي تهتم بغسل الميت
لكنهم أصبحوا ينقونها إلى المستشى .. ويستخـدمـون القطـن والشـاش لسـد فتحـات الجسـم .. مـن غيـر تعطير الميت أبدآ .. ويلبـس الـرجـال إمـا بـدلـة رسميـة .. أو كيمـونـو تقليـدي .. أمـا المـرأه كيمـونـو .. ويضع لهـم شخـص متخـصص مـن دار الجنـائـز المكياج اللازم .. وبعـدهـا ينقلـونـه لتبدأ طقـوس السهـر على الجثمـان ..
حيث يـوضـع الجثمـان فـي ثلـج جـاف وتكـون فـي أحـد غُـرف دار الجنـائـز .. ويسهـر عنـدهـا الأقـربـاء إلى ان تـوضـع فـي التـابـوت ..
ويكـون الكـل متشـح بالسـواد .. سـواء عـائلـة المتـوفـي أو الأقـارب والأصـدقـاء .. سـابقـاً كـان البيـاض هـو لبـس الحـداد .. لكـن استبـدل بالسـواد وبعـد مـا يـوضـع فـي التـابـوت .. يـوضـع معـه : كيمـونـو أبيـض تقليـدي \ حـذاء \ أمـوال ورقيـة \ عصـابـة بيضـاء للـرأس
تحمـل رمـز المثلـث فـي الـوسـط بالإضـافـة لأشيـاء قـابلـة للحـرق مِن مَن يحبهم المتـوفـي ..مثـل سجـائـر \ حلـوى .. وغيـرهـا .. ويضـاف مـزيـد مـن الثلـج ..
والثلـج الجـاف نـوع يتكـون مـن ثـانـي أكسيـد الكـربـون بحـالتـه الجـامـده .. أي عندما يـذوب سيتحـوّل لغـاز .. ولن يكون له أي أثر ..
وتقـام طقـوس السهـر على الميّـت .. إمـا فـي نفـس دار الجنـائـز التي يقـام فيهـا الجنـازة ..أو فـي منـزل العـائلـة ..
وحينها توضع طـاولـة فـي الـوسـط .. وبجنبهـا 2 أو 3 حتـى يحيّـون من يسلمون على الميّـت .. بـالإضـافـة لنـوع مـن العـود حتـى يبخـر المكـان ..
وكـل شخص مـن الحـاضـريـن يسجـل اسمـه فـي سجـل .. ويقـدم مبلـغ مـن المـال كمـواسـاة للعـائلـة ..ويختلـف المبلـغ بحسـب عـلاقتـك بالشخـص .. وحـالتـك المـاديـة ..
ويـوضـع المـال فـي مغلّـف خـاص .. حـولـه شـريطيـن أبيـض وأسـود
ولابد من كتابة المبلـغ المقدم علـى ظهـر المغلّـف .. ومن يستلـم المـال .. يكتـب عنـد اسـم كـل شخـص فـي السجـل المبلغ الذي قدمه .. ثـم يعطيـه العـائـلة مـع مغلّفـات المـال بعـد الجنـازة ..
وتقـدم للمعـزيـن هـدايـا رمـزيـة مـن العـائلـة بمثـابـة شكـر لهـم .. قبـل مغـادرتهـم .. وبعـدهـا تسهـر العـائلـة بـاقـي الليلـة عنـد الميّـت ..
فـي اليـوم التـالـي يُنقـل الميّـت للمعبـد .. ويـوضـع جثمـانـه على المـذبـح اللـي أقـامـوه عمـال الـدار .. ويـوضـع فـوق المـذبـح أو مقـابلـه .. لـوح خشبـي عليـه اسـم للمتـوفـي ..
غيـر الإسـم اللـي كـان يسمـى فيـه اثنـاء حيـاتـه .. ويعـرف بالـ kaimyo .. بمعنـى “ الإسـم المُـلازم ”
وهـذا الشيء حتـى يمنـع روح المتـوفـي مـن ان تـرجـع عندما يـذكـرون اسمـه ..
ويختلـف طـول وهيبـة الإسـم بحسـب اللـي تـدفعـه العـائلـة للمعبـد .. ومع زيادة المبلغ يعطى أسم مميزآ وأفضل .. حتـى انـه قد يـصـل سعـره لمليـون يـن !
ويتكـون مـن أحـرف كـانجـي قـديمـة وصعبـة .. حتى أن بعضهم لايستطيع قرائتها .. والكـاهـن هـو الذي ينقـش اسمـه علـى هـ اللـوح ..
وبعـدهـا تتكـرر طقـوس شبيهـة بطقـوس تـوديـع الميّـت .. وقبـل أن يغـادر الكـاهـن الغـرفـة .. ينحنـي لـه المـوجـوديـن ..
ثـم يتقـدم المتحـدث بـإسـم العـائلـة – وعـادة يكـون الـولـد الأكبـر – حتـى يشكـر المعـزيـن .. ثـم يقـرأ رسـائـل التعـزيـة اللـي وصلتهـم مـن الأصـدقـاء أو الشـركـات ..وفـي بعـض المنـاطـق يضعون ورد داخـل التـابـوت .. وبعـدهـا يتـم إغـلاقـه ..
ويُنقـل لعـربـة المـوتـى .. اللـي تكـون مُـزيّنـة بـإتقـان .. وكـأنهـا معبـد متحـرك
وتتبـع العـائلـة المقـربـة العـربـة للمحـرقـة .. وهنـاك ينقـل التـابـوت للـوح منـزلـق مـرتبـط بالفـرن .. بينمـا العـائلـة تـراقـب التـابـوت إلى أن يـدخـل للفـرن
ويبلغـونهـم عمّـال المحـرقـة في أي وقـت يستلمـون الـرمـاد .. ويستغـرق عـادة حـوالـي السـاعتيـن .. ويختلـف بحسـب العمـر .. مـابيـن 15 دقيقـة لـ سـاعـة ونـص .. وبعـد مـا يخرجونها تتـرك 15 دقيقـة حتـى تبـرد ..
بعـدهـا يتـوجهـون إمـا لـدار الجنـائـز أو المنـزل .. إلى أن يأتي المـوعـد المحـدد .. وعـادة يسلكـون طـريـقآ مختلـفاً عـن اللـي جائو منها ..حتـى لا تلحقهـم روح الميّـت وعندما يحيـن مـوعـد استـلام الـرمـاد يـرجعـون للمحـرقـة .. ويخرجون اللـوح الذي عليـه التـابـوت مـن الفـرن ..
ويُعطـى كـل فـرد مـن أفـراد العـائلـة Chopsticks ! حتـى يلتقطـون العظـام اللـي مـا احتـرقـت ويمـررونهـا بينهـم .. ثـم يضعون 2 منهـم فـي قـارورة الـرمـاد .. بكـل تنـاغـم وتنسيـق ممكـن
ولهذا .. مـن عـادات اليـابـانييـن عنـد الأكـل .. انـه عندما يمسـك شخصيـن نفـس القطعـة مـن الأكـل .. كلاهما يتراجعان ..
وشـي آخر .. انهـم لايمررون قطعـة مـن الأكـل بينهـم .. بل من الممكـن يأخذها ويضعها بصحنـه وليس مباشرة للـ Chops.
كـ نـوع مـن التشـاؤم ..
لأنـه الـوقـت الـوحيـد اللـي يتشـارك شخصيـن قطعـة واحـدة هـو فـي المحـرقـة ..
يشـرف أحـد عمّـال المحـرقـة علـى العمليـة حتـى يـوضـح لهـم أهـم الأجـزاء التي يجب أن يـأخـذونهـا ..
حيث يبـدأون بعظـام القـدميـن .. إلى أن يـوصلـون لعظـام الـرأس ..
وتعتبـر “ تفـاحـة آدم ” .. أهـم جـزء يـوضـع مـع الـرمـاد
وبعـد الإنتهاء تمـلء إمـا قـارورة أو قـارورتيـن .. تغطى وتلف بقمـاش أبيـض .. في بعض الأوقات تترك فـي المعبـد أو ضـريـح العـائلـة .. والثـانيـة تؤخذ للبيـت ..
ويتـركـونهـا حتـى اليـوم 49 مـن ذكـرى مـوتـه .. قبـل دفنـه ..
أو بحسـب السـائـد فـي المنطقـة .. فمثـلاً بعضهـم يـدفنـونـه مبـاشـرة .. وبعضهـم يقومون بعمل مسيـرة فيـه .. ويحملـون اللـوح الذي نقـش عليـه اسمـه مـع صـور لـه وبعـض الحلـي ..
أي انها تختلـف مـن منطقـة لأخرى …
