الوقائع الحقيقية لخوارق بشرية للذين يتمتعون بقوى خارقة، ويصنفها العلماء بأنها "فوق الطبيعة" أو"Paranormal".
في مارس عام 1972. وبالتحديد في مؤسسة "ستانفورد" للبحوث بكاليفورنيا، تحت إشراف عالمي الفيزياء "راسل تارج" و "هارولد باثوف" خضع الأمريكي من أصل صيني" إنج سوان" لسلسلة من الأبحاث والتجارب الدقيقة.
كان "سوان" يمتلك قدرة غريبة على الجلاء البصري اللامتناهي. فقد كن باستطاعته أن يصف بدقة المناظر والحوادث التي يمكن أن تقع في ذات اللحظة على بعد آلاف الكيلومترات في أي بقعة تحدد له على الكرة الأرضية!! وقد أخضع على مدى ثلاث سنوات كاملة للعديد من التجارب التي تعتبر قمة في البحث العلمي عن الخوارق، والظواهر غير الطبيعية في بعض البشر.
وقد وضع العالمان الأمريكيان نتائج أبحاثهما في كتاب أطلقا عليه اسم"عقول بلا حدود" وقد أورد فيه بعض الحالات التي تكاد تكون مستحيلة بالنسبة للقوانين العلمية المعروفة، ومنها حالة "إنجو سوان". ومنذ اللحظة الأولى لاجتماعهما مع "سوان" ذهل العالمان لقيامه بالوصف الدقيق لجهاز مخصص لقياس قوة المجال المغناطيسي للأرض. بل إنه استطاع بتركيزه الإرادي التشويش على عمل هذا الجهاز بطريقة لم يسبق لها مثيل، ولقد أجريت على "سوان" تجارب أخرى منها: محاولة تمييز ألوان بعض البطاقات الملونة التي تعرض للنظر بطريقة عشوائية وأمكنة بعيدة.
كما رفض إجراء اختبار الاختبارات الأخرى وقال إنها أقل من قدراته، تعمل على تعطيل مواهبه! ولمعرفة قدرته على الجلاء البصري والعقلي كان يحدد " سوان" منطقة ما من العالم عبر خطوط العرض والطول وهي منطقة لم يراها في حياته... ثم يطلب من " سوان" أن يذهب بعقله وبصره إلى هناك، وأن يصف بعين العقل ما يراه، وكان يصف أمورا في غاية الدقة.
عمد العلماء إلى وضع العقبات أمام " سوان" ولكن نظرا لإصراره على التجربة، وافق العالمان على تجربة أسمياها " الفحص التناسقي" فنجح " سوان" في تسع حالات من عشرة، وكان دقيقا في أجوبته... فهو مثلا قد أعطى منطقة خط عرضها درجتان جنوب خط الاستواء 342 درجة خط طول شرقي " جرينيتش" وكان هذا موقع بحيرة " فيكتوريا" في إفريقيا، فأخذ يصف المكان بدقة متناهية، وقد أصر على أن وصفه صحيحا، وقد اتضح بعد قراءة الخرائط، والزيارة الميدانية للمنطقة أن ما ذكره " سوان" صحيحا بنسبة 100% وشك العالمان في ذلك، فربما كان يحفظ، خطوط الطول والعرض لكل مكان على الأرض، وبالتالي استطاع وصف جغرافية المكان.
أماكن غير موجودة على الخرائط!!
ولتعقيد المسألة أكثر لاختبار هذه القدرة... عمد العالمان " بوثوف" و " تارج" إلى إقناع زملائهم الذين بدؤوا يشاركونهم البحث في مقدرة " إنجو سوان" فاختاروا أماكن غير موجودة على الخرائط المتداولة، فعلى سبيل المثال، اختاروا مواقع بعض النباتات وتفاصيل نشأتها وألوانها، وأشكال بعض الأبراج والجسور، وفي هذه المرة سألوا " سوان" عن جزيرة واقعة في المحيط الهندي الجنوبي تدعي " كير جولين" وهي تستعمل كقاعدة للأبحاث المشتركة الفرنسية الروسية للأرصاد الجوية. وكانت إجابة " سوان" فورية، حيث قال: " إن هذه جزيرة بها جبل مرتفع مغطى بالسحب الثقلية الممطرة، والأرض في معظمها صخرية، وإن كانت هناك بعض النباتات التي تنمو على حواف الجزيرة، والضباب متراكم هناك بشكل كثيف، والطقس بارد جدا،
كما أنني أرى أن بعض النباتات المنتشرة تكاد تكون شبيهة باللون البرتقالي، وفي الجزيرة رادار هوائي، وقرص كبير مستدير" وبعدها بدأ " سوان" في رسم خريطة لما رآه بعقله، فرسم خزانين كبيرين بيضاويين، ثم رسم صورة لطائرة صغيرة واقفة في الجهة الشمالية الغربية من الجزيرة، وقال إن الرياح تهب الآن في صورة إعصار خفيف، وأن هناك شاحنتين كبيرتين أو ثلاث تقفان أمام بناية ملحق بها منزل، ثم استطرد قائلا: إن الظلام بدأ الآن يخيم على المكان، ولكني أرى تلالا متقاربة إلى الغرب، أما في الشمال فهناك أرض منبسطة، وفي الشرق يقع المحيط، ولكني لا أرى شيئا في الجنوب. وفي الحال تمت الاتصالات، والتحقق من كل ما قاله " سوان" وخلص العالمان بعد العديد من التجارب الأخرى عليه إلى أن الرؤية عن بعد تؤلف ظاهرة فذة يمكن من خلالها وصف الموقع والصور، بواسطة الكلمات والرسوم إلى درجة تزيد عن أي حدود معقولة للربط، أو إقامة علاقات متبادلة، فالمواقع والتجارب كانت في أماكن متباعدة، وعشوائية، وفي قارات مختلفة قال العلماء بعد تجاربهم عليه أن " إنجو سوان" كان قمرا صناعيا بشريا صالحا للتجسس.
يضرب خبراء " البارسيكولوجي" و " البارانورمال" مثلا آخر عن الاستبصار، أو رؤية ما هو واقع وراء نطاق البصر العادي... بذلك المتبصر الهولندي الطائر " جيرارد كرويست" فقد كان يمتلك القدرة الخارقة لتعيين مواقع الطائرات المفقودة والأشخاص التائهين بمجرد إخطاره بذلك، وإعطائه صورة شخصية أو صورة لما هو مفقود.
وبالمثل كان البلجيكي " توماس ترانش" مكتشف الجرائم الغامضة الذي كانت تستعين به الشرطة بعد أن عمت شهرته الآفاق، فقد طلبت منه الشرطة ذات مرة البحث عن حثة ضابط قتل أثناء حادث شغب، ولم يكتف القتلة بذلك، بل خطفوا الجثة نفسها، وحملوها في إحدى السيارات حتى لا تظهر جريمتهم، ثم دفنوها في مكان مهجور، وما كان من " توةماس ترانش" إلا أن ركز تفكيره قليلا، ثم أخبر المحققين بمكان الجثة بالتفصيل مع وصف كامل لمن ارتكبوا الحادث دون أن يترك بيته أو يتحرك من مكانه.
التنقيب عن البترول!
وما تقوم به الشرطة في بلجيكا لجأت إليه أحيانا شرطة لندن للبحث عن بعض المسروقات القيمة بواسطة هؤلاء الأشخاص، كما تستعين بهم أحيانا شركات التنقيب عن البترول أو معرفة أماكن وجود الماء، وإن كان ذلك يتم بصورة سرية، وبصورة محدودة، وعندما سئل أحد رجال شرطة لندن عن أسباب الاستعانة بمثل هؤلاء الأشخاص قال: " إنها ليست عودة للخرافة، أو إلغاء للتقدم العلمي، ولكن الاستعانة بذوي البصيرة النافذة كالاستعانة بالكومبيوتر طالما كان قادرا على تقديم المعلومة السليمة والمفيدة والمؤكدة التي تجعلنا نلقي القبض على هؤلاء المجرمين".
التصديق بالقدرات الخارقة.
ولكن لماذا لا يصدق كثير من الناس هؤلاء الذين يتمتعون بقوى استبصار غير عادي،هم أشخاص فوق العادة والجواب، أن العقل البشري العادي، والقاصر عن الفعل هو الذي ينكر رغم خضوع هذه الحالات للبحث العلمي في مختبرات العلماء.