قال الله تعالى (( اقتِربَتِ السّاعةُ وانشقّ القمَرٌ ))
وتوجد قصيدة لامرؤ ألقيس يقول في صدرها احد أبياتها دنت الساعة وانشق القمر
قيل لابنة امرؤ ألقيس لا فرق بين كلام الله تعالى وكلام أبيك ؟
أجابت وهي مبهورة بكلام الله عز وجل من أن الفرق بين اقتربت ودنت كالفرق بين
لسماء والأرض
كلنا نعلم إن كلام الله لا يعلوا عليه شيء فهل تعلمون الفرق بين الكلمتين ؟؟
الاقتراب : بمعنى تقليل البعد والدنو : انتفاء البعد فيصح أن نقول : اقترب
علي منا ولكنه ما زال بعيدا عنا فأشرت بهذا إلى أن المسافة قد قلت ولكنها
ليست قليلة ولم تنف بقاء البعد بينكما أما إن قلت دنا على مني معناه إن
المسافة التي تفصلني عنه في القلة وأوشك أن يلامسني وعلى هذا : معنى ( اقتربت
الساعة ) أي إن المدة الزمنية لدنوها أو قيامها قلت لكن ليس هناك إشارة إلى
إنها غدا أو بعده بل تحتمل حتى أن تكون بعد آلاف السنين وكل ساعة تمر نقترب
فيها إلى النهاية عمرنا لكن قد يكون عمرنا طويلا والموت بعيد نسبيا عنا لكننا
نقترب منه كل يوم فلاقتراب تقليل البعد مطلقا أما معنى ((دنت الساعة )) أي
إنها أوشكت أن تقع الآن وفيها دلالة على انتفاء البعد وبهذا يكون تعبير
الشاعر إن الساعة ستقع الآن أو غد ونحو ذلك وهو خلاف الواقع فانه قالها قبل
15 قرنا ولم تقع بعد فكلام ابنته غاية في الدقة فالفرق بينهما كالفرق بين
السماء والأرض اي كثير من حيث دلالة الكلام على قلة الزمن وكثرتة والعلاقة
التي تجمع بينها هي العموم المطلق من الدنو فالاقتراب اعم مطلقا من الدنو