قالَ اللهُ عَزَّ و جَلَّ:
الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا
اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ
أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ
أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى
معنى اللمم:
المقصود باللمم الذنوب التي تصدر من الإنسان تارةً، و قد يتكرر صدورها لكنها
ليست من عادته، ثم يستغفر منها.
و اللمم هو ما يقابل الفواحش من الذنوب، و إن صح تقسيم الذنوب إلى كبائر و
صغائر فالمقصود باللمم الصغائر دون الكبائر.
جاء في مجمع البحرين أنَّ ابن عرفة قال: اللمم عند العرب أن يفعل الإنسان
الشيء في الحين، لا يكون له عادة، و يقال اللمم هو ما يلمُ به العبد من ذنوب
صغار بجهالة، ثم يندم و يستغفر و يتوب، فيغفر له.
و جاء في تفسير علي بن إبراهيم القمي في معنى اللمم: هو ما يلم به العبد من
ذنوب صغار بجهالة، ثم يندم و يستغفر الله و يتوب، فيغفر الله له.
اللمم في الأحاديث:
رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ: "مَا
مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَ لَهُ ذَنْبٌ يَهْجُرُهُ زَمَاناً ثُمَّ يُلِمُّ
بِهِ، وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ "إِلَّا اللَّمَمَ".
قالَ الرَّاوي: وَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ:
الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا
اللَّمَمَ ...
قَالَ: "الْفَوَاحِشُ: الزِّنَى وَ السَّرِقَةُ. وَ اللَّمَمُ: الرَّجُلُ
يُلِمُّ بِالذَّنْبِ فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْهُ"
وَ رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ: "مَا
مِنْ ذَنْبٍ إِلَّا وَ قَدْ طُبِعَ عَلَيْهِ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ يَهْجُرُهُ
الزَّمَانَ ثُمَّ يُلِمُّ بِهِ، وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ
الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا
اللَّمَمَ ...
، قَالَ: "اللَّمَّامُ، الْعَبْدُ الَّذِي يُلِمُّ الذَّنْبَ بَعْدَ
الذَّنْبِ لَيْسَ مِنْ سَلِيقَتِهِ ـ أَيْ مِنْ طَبِيعَتِهِ ـ"