ماهو التوتر أو الضغط العصبي Stress؟
هو رد فعل طبيعي لجسم الإنسان عندما يشعر بالخطر أو عندما يتعرض لتهديد ما أو يشعر باختلال في توازنه،
فيقوم الجسم بمكافحة هذا الخطر أو الهروب منه، وبالتالي يصبح رد الفعل هذا مفيداً لحماية الجسم من الأخطار،
فشعورك بالتوتر والضغط يشحذ حواسك ويساعدك في التركيز في العمل والإجتماعات المهمة ومواجهة التحديات اليومية،
وهو الذي يدفعك لتذهب لأداء الإمتحانات بدلاً من الجلوس ومشاهدة التلفاز
إذاً فهو شعور إنساني إيجابي لابد منه، ولكن إذا تخطى حدوده الطبيعية أصبح مرهقاً ومؤذياً كذلك،
فيؤثر على صحتك ومزاجك وعلاقتك بالآخرين وعلى جودة الحياة ككل.
وتقسم الطبيبة النفسية كوني ليلاس استجابة الإنسان للضغط العصبي إلى ثلاث أقسام،
وشبهت فيهم الأشخاص بسائق السيارة:
الأول: ضاغط الوقود:
وهو الشخص الذي يكون رد فعله الأساسي على ضغوط الحياة ومشاكلها هو الغضب والإنفعال الشديد
الثاني: الضاغط على المكابح:
وهو رد الفعل الإنسحابي ، فينسحب الشخص ويبتعد عن المؤثر السلبي ويصاب بالإحباط والإكتئاب.
الثالث: الضاغط على المكابح والوقود معاً:
وهو الشخص الذي يتجمد تماماً في مكانه كاستجابة سلبية للمؤثر،
ولكن في نفس الوقت يشتعل من داخله بالانفعالات.
والجدول التالي يوضح أكثر الأعراض شيوعاً:
وتنتج بعد هذه الأعراض مشاكل صحية عديدة تتفاوت شدتها من آلام متفرقة بالجسم ومشاكل
في الهضم وسمنه واكتئاب وأمراض جلدية وصولاً إلى أمراض المناعة والقلب.
كما يمكن للضغط العصبي المتواصل أن يزيد حالات مرض السكر والربو سوءاً.
وحتى نستطيع التعامل مع الضغط العصبي فيجب ان نعرف مسبباته،
بالتأكيد تتفاوت من شخص لآخر ولكن يمكن جمع المسببات العامة له الخارجية من عوامل مختلفة من حولنا،
والداخلية من استجابتنا الداخلية وما نشعر به في الجدول التالي:
ولكن كيف نعرف ما إذا كان توترنا مضر و يتخطى الحدود المعقولة؟
كل شخص منا يختلف عن الآخر في الاستجابة للمؤثرات من حوله كما وضحنا،
وكما يتفاوت رد الفعل تتفاوت أيضاً مدى قابلية الإنسان لإحتمال ما يحدث أمامه
فهناك من يتأثر بالضغوط البسيطة فيتوتر بشدة وتتدهور حالته النفسية والصحية بسرعة،
وهناك من يستطيع تحمل ما لا يحتمل!
يوجد عدة عوامل تؤثر على قوة تحملنا لضغوط الحياة:
أولاً: الأصدقاء والعائلة:
فكلما تواجد عدد أكبر من الأشخاص بجانب الشخص لدعمه،
وتوفرت علاقات اجتماعية ووديه صحية أكثر كان الشخص أكثر قدرة على تحمل مصاعب الحياة،
لذا فالأشخاص الذين يعانون من الوحدة هم أكثر ضعفاً وأقل تحملاً.
ثانياً:سيطرتنا وتحكمنا في حياتنا:
كلما كانت سيطرتك على الأمور في حياتك وثقتك في نفسك
أكبر كلما قل شعورك بالضغط العصبي.
ثالثاً:طريقتنا في التعايش مع ما حولنا:
يتميز الأشخاص الذين لا يعانون من الضغط العصبي بالتفاؤل وتقبل الآخرين
وتقبل التغييرات المختلفة في الحياة والإيمان بالأهداف السامية.
رابعاً:تحكمنا في انفعالاتنا:
أنت معرض للضغط العصبي بشكل كبير جداً إذا كنت ممن لا يستطيعون إخراج أنفسهم
من حالات الغضب والحزن لإحداث التوازن المطلوب في انفعالاتهم.
خامساً:استعدادنا وتوقعنا للضغط العصبي:
كلما كانت معرفتك لما سوف تواجهه في الحياة أكبر كلما كانت قابليتك للتعامل معه وتقليل الضغط العصبي أكبر،
فمثلاً إذا كنت تتوقع الألم فسيمكنك احتماله والعامل معه بشكل أفضل مما لو كنت تألمت فجأة.
ولتعرف مدى قابليتك للتحكم في الضغط العصبي الواقع عليك، اسأل نفسك هذه الأسئلة:
-عندما أشعر بالضيق هل أستطيع التخلص من هذا الشعور وتهدئة نفسي بسرعة؟
-هل أستطيع أن أخرج من غضبي بسهولة؟
-لدى عودتي إلى المنزل هل أشعر بأني يقظ ومسترخي؟
-هل أشعر عادة بالتشتت وعدم التركيز أو هل أنا مزاجي؟
-هل أستطيع أن أشعر بالضيق الذي يعاني منه الآخرون حولي؟
-هل أتجه بسهولة إلى الأصدقاء أو العائلة لأشعر بالتحسن؟
-عندما تكون طاقتي منخفضة، هل أعرف كيف أعيد رفعها من جديد؟
بعد أن تعرفنا على الضغط العصبي ومسبباته وأعراضه ،
وتعرفنا على أصناف البشر المعرضين له، يمكننا الآن التحكم فيه بشكل أكبر عن طريق السيطرة على مشاعرنا
وانفعالاتنا بعد فهم كيفية استجابتنا للمؤثرات من حولنا حتى نقلل من تأثيره السيء علينا،
فيمكننا حينها أن نغير من الأوضاع التي تسبب لنا الضغط العصبي ونبتعد عنها،
أو أن نتعلم كيف نتقبلها ونتعامل معها بشكل مختلف إذا لم نستطع تغييرها.