أنصُت إلى أغنيةِ الحياة
إحفظ النغمةَ التي تسمَعها
تَعلّم منها درس التّناسق والتناغم
إنك تستطيع الآن أن تقفَ منتصباً ثابتاً كالصخرةِ في وسط المعركة ، مطيعاً المقاتل الذي هو في نفسك ومِلكُك ، لا يَعنيكَ من المعركةِ إلا تنفيذُ أوامره ، غير مهتمٍ بعد ذلك بنتيجة المعركة ، لأن شيئاً واحداً له كل الأهمية ، … ذلك أن المقاتل فيك سَينتصِر ، وقد علمت أنه غير قابلٍ للهزيمة ، قِف هادئاً واستعمل قوة السّماع التي اكتسبتها بالألم والتغلّبِ على الألم ، فإن وصلكَ قليلٌ جداً من الصوت للأغنيةِ العُظمى ، فإن سمعت ذلك الصوت فاحفظهُ بأمانةٍ حتى لا يضيعَ منهُ شيء ، واجتهد أن تعرف معنى ما يدورُ حولِك مستعيناً بما سمَعت ، فكما أن للفردِ صوتاً ، كذلك لما يحيط به صوت ، فللحياة حديثٌ لا تَكُفّ عنه ولا تسكت ، وليس صوتها كما يبدو لأمثالنا الصُم ، على أنه صيحة ، إنما هو أغنية ، فتعلّم منها أنك جزء من مقاطِعِها ، تعلّم منها أن تخضع لقانونِ التناسقِ بين ألحانها ، واسترح فترةً ثم أعد الكرَّة ... إن في قلبِ كل إنسانٍ نبعاً خفياً له صوتُ خَرير المياه
تعلّم أنه متى عرف الإنسان طبيعة الألم ، عند ذلك يصبح الألم بلا ألم ويتغلب الإنسان عليه
عندما تصبح غير محتاج إلى مُعلّمٍ من البشر ، فإن نور الروح سيسطع على كل ما تُبصر ، والأذن تسمع من خلال الروح لدروس آتيةً من كل ما في الوجود ، من الحجر والنبات والجبال والعواصف ، من الشمس والنجوم ، من كل جليلٍ وضئيل ، تسمع حديث الحياة النابضة التي أنت جزء منها ، وتسمع منها كلها نغماتِ الأغنية العظمى ، حتى من نفسك يَتَردّدُ الصّوت قائلاً : أحد أحد ، الكل واحداً أحد ، ولكنها ليست صيحة ، إنها أنشودة نصر عظيم تُرَدّدهُ الحياة بعد خالق الحياة …
ثم تأتي مجموعة أخرى من القواعد
أنظر جيداً إلى كل الحياة المحيطة بك
تَعلّم توجيه النظر الثاقب ، الذي يخترق قلوبَ الناس
رَكّز كلّ اهتمامك في النّظر إلى قَلبك
لأنه من قلبك أنت ، يخرج الشعاع الذي يضيء الحياة ، ويجعلها واضحةً جليةً لعينيك
افحَص قلوب البشر حتى تَلم بهذه الدنيا التي تعيش فيها ، وراقِب بدقةٍ حركةَ الحياة التي تتغيّر كل لحظة ، لأنها مِن قلوبِ البشر تَتكوّن ، فكلّما تعلمتَ أن تفهمَ تَكوين القُلوب وتقلُّباتها ومَراميها ، تَدرّجتَ في قراءةِ كلمةِ الحياةِ الكبرى …
المعرفة لا تتحيز ، فليس من الناس من هو عدوٌ لكَ أو صَديق ، إنهم جميعاً مُعلِّمونَ لك ، عدوّكَ لغزٌ يجبُ حلّه وفهمه مهما كلّفك ذلكَ الحل مِن وقت ، لأن الإنسان يجب أن يَفهم ، وصديقكَ جزءٌ منك ، إنه امتدادٌ لِنفسِك ، ولكنه أحجيةً تَصعبُ قِراءتها ، ولكن شيئاً واحداً أصعبَ من هذا وذاك ، وأعسرَ فَهماً ، ذلكَ هو قَلبُك أنت …
في طبيعتك تجد كلّ ما في طبائعِ غَيرك مِن الخيرِ والشّر ، كلّها في قَلبك ، وقد يكون الطالح قد فات أوانَهُ وتخلّصت منه ، وقد يكون الصالح أمامك تَعمَل به ، ولكن الكُلّ هناك ، فإن شِئت أن تَفهم البشر , وأن تعرف ما بأنفُسِهم من دوافعَ وأفكارَ ونوازع ، أنظر إلى داخلِ قلبك تفهم الناس فَهماً أدق ، ولكن لا تنظر لأفكارِ قلبكَ على أنها أفكارك ، بل أنظر إليها وكأنك غريبٌ مُشاهِدٌ لمعروضاتٍ في متحف ، تذكر وأنت تستعرض هذه الأفكار التي في قلبك أنه ليس منها فِكرٌ واحد يستحِقً أن يَستخدِمكَ لتحقيقه ، وأن يجعلك عبداً له ، وإن كان الكثير منها يصلحُ لأن تستخدِمه أنت ، أو أن تعمل على تحقيقهِ للخير ، فأنت السّيدُ لا المستَعَبد ، ذلك إذا كنتَ نفساً تَفتّحت وَوَصَلت …
والقاعدة التالية تقول : الكلام وليدُ المعرفة ، فتوصّل إلى المعرفةِ أولاً ، وعندها تستطيعُ الحديث …فإذا كنت قد أدركت فهمَ القواعد السابقة ودخلتَ بهوَ المعرفة ، ونَمَت قِواكَ وتَحَطّمت قيودُ حواسِّك ، فإنك تجد في قرارِة نفسك ينبوعاً يَفيضُ منه الحديث ، لا تنزعج إذا توقعت أن يُطلبَ إليك أن تُلقي إلى الغَيرِ كلماتَ الإرشادِ والتّشجيع ، وأنت تَظنُّ أنّك بحاجةٍ للتحضير لها ، إن ذلك الغير سَيستَدرُّ منكَ بقوةِ الروح ما هم بحاجةٍ إليه ، فائتمِن ولا تَخَف …
الكلمات محدودةٌ والحق غير محدود ، وإنه لمن العسير أن نحاول
تحميلُ المحدودِ *من الكلمات ، عِبءَ غير المحدودِ مِن المعاني
نعتقد أن هذه الكلمات ما كانت تَبرز للوجود ، لو لم يكن قد قُدِّرَ لها أن يكون لها أثر ، وأن تَكونَ جزءاً من العمَل العظيم ، لذلك نُرسلها لتمضي في السّبيل الذي قُدرَ لها أن تمضي فيه ، وليس لنا علمٌ بالمدى الذي ستبلغه ، وقد يُدرك بعض من يقرأها السرُّ في إرسالها أكثرَ من إدراكنا نحن ، لقد كُتِبَت هذه الكلماتُ بإملاءِ الروح ، فالتَتَولىّ الروح وضعِها حيثُ تَدعو الحاجة لها* ،… فحيث أسير سَيعرفَني أطفالي ، كذلك أبناءُ النور ، سيعرفون أن هذه الكلمات لهم …
إن طريقة التعامُلِ في تَلقين هذه الكلمات ، يجب أن تكون على طريقة أن يقوم المعلِّم بتلقين تلميذه رسالته حسب تَدَرُّج مستوى التلميذ ، ولا يُلقّن قاعدةً إلا بعد أن يكون قد عمل واستوعب ما سَبَقها في الطريق تماماً ، فأصبح بذلك أهلاً لأن يَلحَقَ بمن في المستويات التالية ، والذين وضعَت لهم القاعدة التي وقفَ عِندها ، تَذَكر أنه إذا رَسَخَت قَدمِك في أول خطوة ، ستجد ضوءاً يُلقى أمامكَ على الدّرجةِ التالية ، ولا تيأس من شيءٍ أبداً ، إن مجرّد اتجاهِك نحوَ هذهِ الكلمات ، واهتمامِكَ بها ، دليلٌ على أن الرسالةَ التي تحمِلها موجهةً لك ، وأنّك لا بد مُدركٌ جوهرِها ، وسائرٌ على هَديِها ، وأنّ القواعدَ لا بُدّ سَتَتضح لكَ فتتقدم خُطوةً بعد خُطوة .
إقرأ كل هذا مرةً بعد مرة ، تجدُ حِجاباً ينكشف عليك بعدَ حِجاب ، واعلم دائماً أن حُجُباً كثيرةً سَتبقى بينكَ وبين الخالق الأعظم ، عليك أن تَجِدَّ في السّعيِ لرَفعِها حِجاباً بعدهُ حِجاب …
إحفظ النغمةَ التي تسمَعها
تَعلّم منها درس التّناسق والتناغم
إنك تستطيع الآن أن تقفَ منتصباً ثابتاً كالصخرةِ في وسط المعركة ، مطيعاً المقاتل الذي هو في نفسك ومِلكُك ، لا يَعنيكَ من المعركةِ إلا تنفيذُ أوامره ، غير مهتمٍ بعد ذلك بنتيجة المعركة ، لأن شيئاً واحداً له كل الأهمية ، … ذلك أن المقاتل فيك سَينتصِر ، وقد علمت أنه غير قابلٍ للهزيمة ، قِف هادئاً واستعمل قوة السّماع التي اكتسبتها بالألم والتغلّبِ على الألم ، فإن وصلكَ قليلٌ جداً من الصوت للأغنيةِ العُظمى ، فإن سمعت ذلك الصوت فاحفظهُ بأمانةٍ حتى لا يضيعَ منهُ شيء ، واجتهد أن تعرف معنى ما يدورُ حولِك مستعيناً بما سمَعت ، فكما أن للفردِ صوتاً ، كذلك لما يحيط به صوت ، فللحياة حديثٌ لا تَكُفّ عنه ولا تسكت ، وليس صوتها كما يبدو لأمثالنا الصُم ، على أنه صيحة ، إنما هو أغنية ، فتعلّم منها أنك جزء من مقاطِعِها ، تعلّم منها أن تخضع لقانونِ التناسقِ بين ألحانها ، واسترح فترةً ثم أعد الكرَّة ... إن في قلبِ كل إنسانٍ نبعاً خفياً له صوتُ خَرير المياه
تعلّم أنه متى عرف الإنسان طبيعة الألم ، عند ذلك يصبح الألم بلا ألم ويتغلب الإنسان عليه
عندما تصبح غير محتاج إلى مُعلّمٍ من البشر ، فإن نور الروح سيسطع على كل ما تُبصر ، والأذن تسمع من خلال الروح لدروس آتيةً من كل ما في الوجود ، من الحجر والنبات والجبال والعواصف ، من الشمس والنجوم ، من كل جليلٍ وضئيل ، تسمع حديث الحياة النابضة التي أنت جزء منها ، وتسمع منها كلها نغماتِ الأغنية العظمى ، حتى من نفسك يَتَردّدُ الصّوت قائلاً : أحد أحد ، الكل واحداً أحد ، ولكنها ليست صيحة ، إنها أنشودة نصر عظيم تُرَدّدهُ الحياة بعد خالق الحياة …
ثم تأتي مجموعة أخرى من القواعد
أنظر جيداً إلى كل الحياة المحيطة بك
تَعلّم توجيه النظر الثاقب ، الذي يخترق قلوبَ الناس
رَكّز كلّ اهتمامك في النّظر إلى قَلبك
لأنه من قلبك أنت ، يخرج الشعاع الذي يضيء الحياة ، ويجعلها واضحةً جليةً لعينيك
افحَص قلوب البشر حتى تَلم بهذه الدنيا التي تعيش فيها ، وراقِب بدقةٍ حركةَ الحياة التي تتغيّر كل لحظة ، لأنها مِن قلوبِ البشر تَتكوّن ، فكلّما تعلمتَ أن تفهمَ تَكوين القُلوب وتقلُّباتها ومَراميها ، تَدرّجتَ في قراءةِ كلمةِ الحياةِ الكبرى …
المعرفة لا تتحيز ، فليس من الناس من هو عدوٌ لكَ أو صَديق ، إنهم جميعاً مُعلِّمونَ لك ، عدوّكَ لغزٌ يجبُ حلّه وفهمه مهما كلّفك ذلكَ الحل مِن وقت ، لأن الإنسان يجب أن يَفهم ، وصديقكَ جزءٌ منك ، إنه امتدادٌ لِنفسِك ، ولكنه أحجيةً تَصعبُ قِراءتها ، ولكن شيئاً واحداً أصعبَ من هذا وذاك ، وأعسرَ فَهماً ، ذلكَ هو قَلبُك أنت …
في طبيعتك تجد كلّ ما في طبائعِ غَيرك مِن الخيرِ والشّر ، كلّها في قَلبك ، وقد يكون الطالح قد فات أوانَهُ وتخلّصت منه ، وقد يكون الصالح أمامك تَعمَل به ، ولكن الكُلّ هناك ، فإن شِئت أن تَفهم البشر , وأن تعرف ما بأنفُسِهم من دوافعَ وأفكارَ ونوازع ، أنظر إلى داخلِ قلبك تفهم الناس فَهماً أدق ، ولكن لا تنظر لأفكارِ قلبكَ على أنها أفكارك ، بل أنظر إليها وكأنك غريبٌ مُشاهِدٌ لمعروضاتٍ في متحف ، تذكر وأنت تستعرض هذه الأفكار التي في قلبك أنه ليس منها فِكرٌ واحد يستحِقً أن يَستخدِمكَ لتحقيقه ، وأن يجعلك عبداً له ، وإن كان الكثير منها يصلحُ لأن تستخدِمه أنت ، أو أن تعمل على تحقيقهِ للخير ، فأنت السّيدُ لا المستَعَبد ، ذلك إذا كنتَ نفساً تَفتّحت وَوَصَلت …
والقاعدة التالية تقول : الكلام وليدُ المعرفة ، فتوصّل إلى المعرفةِ أولاً ، وعندها تستطيعُ الحديث …فإذا كنت قد أدركت فهمَ القواعد السابقة ودخلتَ بهوَ المعرفة ، ونَمَت قِواكَ وتَحَطّمت قيودُ حواسِّك ، فإنك تجد في قرارِة نفسك ينبوعاً يَفيضُ منه الحديث ، لا تنزعج إذا توقعت أن يُطلبَ إليك أن تُلقي إلى الغَيرِ كلماتَ الإرشادِ والتّشجيع ، وأنت تَظنُّ أنّك بحاجةٍ للتحضير لها ، إن ذلك الغير سَيستَدرُّ منكَ بقوةِ الروح ما هم بحاجةٍ إليه ، فائتمِن ولا تَخَف …
الكلمات محدودةٌ والحق غير محدود ، وإنه لمن العسير أن نحاول
تحميلُ المحدودِ *من الكلمات ، عِبءَ غير المحدودِ مِن المعاني
نعتقد أن هذه الكلمات ما كانت تَبرز للوجود ، لو لم يكن قد قُدِّرَ لها أن يكون لها أثر ، وأن تَكونَ جزءاً من العمَل العظيم ، لذلك نُرسلها لتمضي في السّبيل الذي قُدرَ لها أن تمضي فيه ، وليس لنا علمٌ بالمدى الذي ستبلغه ، وقد يُدرك بعض من يقرأها السرُّ في إرسالها أكثرَ من إدراكنا نحن ، لقد كُتِبَت هذه الكلماتُ بإملاءِ الروح ، فالتَتَولىّ الروح وضعِها حيثُ تَدعو الحاجة لها* ،… فحيث أسير سَيعرفَني أطفالي ، كذلك أبناءُ النور ، سيعرفون أن هذه الكلمات لهم …
إن طريقة التعامُلِ في تَلقين هذه الكلمات ، يجب أن تكون على طريقة أن يقوم المعلِّم بتلقين تلميذه رسالته حسب تَدَرُّج مستوى التلميذ ، ولا يُلقّن قاعدةً إلا بعد أن يكون قد عمل واستوعب ما سَبَقها في الطريق تماماً ، فأصبح بذلك أهلاً لأن يَلحَقَ بمن في المستويات التالية ، والذين وضعَت لهم القاعدة التي وقفَ عِندها ، تَذَكر أنه إذا رَسَخَت قَدمِك في أول خطوة ، ستجد ضوءاً يُلقى أمامكَ على الدّرجةِ التالية ، ولا تيأس من شيءٍ أبداً ، إن مجرّد اتجاهِك نحوَ هذهِ الكلمات ، واهتمامِكَ بها ، دليلٌ على أن الرسالةَ التي تحمِلها موجهةً لك ، وأنّك لا بد مُدركٌ جوهرِها ، وسائرٌ على هَديِها ، وأنّ القواعدَ لا بُدّ سَتَتضح لكَ فتتقدم خُطوةً بعد خُطوة .
إقرأ كل هذا مرةً بعد مرة ، تجدُ حِجاباً ينكشف عليك بعدَ حِجاب ، واعلم دائماً أن حُجُباً كثيرةً سَتبقى بينكَ وبين الخالق الأعظم ، عليك أن تَجِدَّ في السّعيِ لرَفعِها حِجاباً بعدهُ حِجاب …