مفتاح التغيير
لا يمكننا مراقبة كل الأفكار الصادرة عنا لأنها كما عدها الخبراء بنحو 60000 فكرة في اليوم كما لا يمكننا تجفيف منابع القلق الذي أدمناه كما لا يمكن منع مسبباته الحقيقية من الحدوث.
إذن نخلص إلى نتيجة مفادها أن العقل الذي ترتاده وتغادره آلاف الأفكار نرقبها من خلال استشعارها بكل سهولة بمجساتها الطبيعية وهي المشاعر، فكل لحظة تمر في حياتنا تحمل غالباً شعوراً إما أن يكون حسناً أو سيئاً وعلينا توجيه تلك المشاعر لوجهتها السوية بتحييد المشاعر السيئة إن لزم كل بضع دقائق أو كل ساعة أو كل يوم بواسطة التأمل، ومثالي وشاهدي على ذلك:
1- اللحظة:-
فاللحظة التي نعيشها لا شك هي الجزء الزمني الذي نملكه وعداه مما مضى أو الذي لم يحن بعد فهو خارج تصرفنا. إذن فاللحظة إما أن تكون حسنة أو سيئة. وعليه وبما أننا نمتلك تلك اللحظة فذلك هو مفتاح التغيير.
لحظة الامتنان
كل لحظة نحن فيها هي نعمة بحد ذاتها. في اللحظة دفئ نحن فيه في حين هناك من يرتجف برداً.
في اللحظة عافية، في حين أن هناك من يتلوى ألماً.
في اللحظة شبع وارتواء في حين أن هناك من هو ظاميء جوعان.
في اللحظة أمان في حين أن هناك في الوقت ذاته من هو هالع تكاد روحه تزهق أو عياله أو يبدد ماله الذي جمع.
بل في لحظة الألم التي قد يكون أحدنا فيها لن يجد صعوبة في التفتيش عن أي من لحظات النعيم التي نحن فيها فنمتنّ لمانحنا اياها لحظة بعد لحظة.
2- استحضار لحظة الإمتنان حسياً بالتوازي مع استحضارها معنويا بالتأمل الحسي وكما ذكر لنا الأستاذ المحسن جزاه الله عنا خير الجزاء بالتأمل في الاحساس بالنفس الداخل والخارج بجزء فتحتَي المنخار. وهذا التأمل يعطينا اللحظة الظرفية التي نملكها ونعيشها لنمتن فيها وننصرف عما يجب الانصراف عنه.
الفكرة مما طرحت:
أولاً أن تحييد الأفكار أمر سهل وقابل للتطبيق بيسر. وثانياً إضفاء عليها مشاعر الشكر والامتنان لله جل وعلا مما يهيء الشخص للارتقاء الروحي والتفاعل الإيجابي بالمحيط الحاضر وتكرار هذا الأسلوب السهل بعد كل استشعار سلبي لدينا حتى تغدو صفة الشكر والرضى حالة وعادة جارية نبني عليها الأمل وتفعيل قانون الجذب.
ولعلي وجدت من صعوبة بمكان في محاولة الانتقال الفوري من الأفكار السوداوية مع مشاعر الحزن أو القلق لحالة تخيل أو تذكر حالات بهيجة حصلت بالفعل لا يسهل استحضارها وهي كانت بسياقها وظرفها الطبيعيين وقتئذ.