ورد عن الإمام الحسن الزكي المجتبى عليه السلام : " ما أعرف أحداً إلا وهو أحمق فيما بينه وبين ربه "؛ تعبير فيه الكثير من العتب والمرارة.. ولكن لا ينبغي الاستيحاش كثيراً من هذا التعبير، فالأحمق هو ذلك الذي يفوت على نفسه الفرصة.. مثلاً : لو جئت بجوهرة قيمتها الملايين، وقلت لإنسان : أبيعك هذه الجوهرة بدرهم، إذا لم يقبل هذه المعاملة، ألا تصفه بالسفه، وعدم التدبير، حتى لو لم يكن مجنونا ؟!!.. فالذي يفوت الفرص الذهبية، إنسان قريب من عالم عدم التدبير.
اغلبنا في أمورنا الدنيوية، في أعلى درجات : الانتباه، والحذاقة، والالتفات، والذكاء.. وهذه الأيام الناس يصنفون البشر، حسب مناصبهم اموالهم او نفوذهم الخ . ولكن الإمام عليه السلام يريد أن يقول : كما أن هناك الإنسان الكيس في أمور الدنيا، كذلك هنالك الكيس في أمور الآخرة : فـ( المؤمن كيس فطن ).. ومن أعلى صور الكياسة والفطانة، أن يستغل الإنسان وجوده في هذه الحياة الدنيا، ليحقق أعلى وأغلى المكاسب، قال الإمام علي الهادي عليه السلام : " الدنيا سوق؛ ربح فيها قوم، وخسر آخرون ".