إن على المؤمن أن يكون على بصيرة من أمر نفسه دائماً، فيعلم ما لها وما
عليها، وأما ما يقوله الخلق مدحاً أو ذماً، فهو إخبار عما يكون المرء أخبر به
منهم.. فلا داعي (للأنس) بمدحهم، كما لا داعي (للضيق) بذمهم، ما دام يعلم
انطباق ما قيل في حقه أو يعلم عدم انطباقه للواقع، فيكون التأثر (للواقع)، لا
لما كشف عنه من قول الآخرين.. وهذا مما علّمه الإمام الكاظم (ع) هشاماً
بقوله: (يا هشام!.. لو كان في يدك جوزة، وقال الناس: لؤلؤة، ما كان ينفعك،
وأنت تعلم أنها جوزة؟!.. ولو كان في يدك لؤلؤة، وقال الناس: أنها جوزة، ما
ضرّك، وأنت تعلم أنها لؤلؤة)؟
وايضا يقول الامام علي عليه السلام --من ظن بك خيرا فصدق ظنه --اي المقصود ان تكون بالمستوى الذي يؤهلك لتستحق الخير الذي ظنه بك