إن أول الأيام يوم الأحد وكوكبه كما تقدم هو النير الأعظم ومعدنه الذهب وحرفه الألف فانظر يا أخي هذه المناسبة اللطيفة التي خصت هذا اليوم دون غيره فالشمس عند المنجمين حارة يابسة وجهتها الشرق وعند الحكماء أن كوكب الشمس وإن كان حاراً فإنه أقرب إلى الاعتدال لأن العناصر استوت فيه فلا يزيد أحدهم عن الآخرة دقيقة ولا أدنى منها ومعدنه وكذلك ولو كان حارا يابسا ما يزعمون لأفسد كل ما ظهر عليه أما ترى الى النار كيف مجعل المياه بوارق صاعدة والأجساد ترابا محرقا فهي لا تبق روحا ولا جسدا فتصعد الأرواح دخانا والأجساد زيابعا فتصير لا رطوبة فيها وكوكب الشمس إذا حل في أقليم أنعشه وأظهر مكنون ما في الأرض ذلك الإقليم من النبات وتنعش الإبدان وتنضج الثمار وتروق الأنهار وتجفف الرطوبات المعفنة للأرض وغيرها ويدل على ذلك ما نشاهده من تأثير هذا الكوكب في المعدن والحيوان والنبات وما تراه من معدن الشمس وهو الذهب فإنه لم يتغير أبدا ولم تحلله النار ولا التراب ولا الماء ولا الهواء ولو مكث في كل منها دهرا طويلا وترى في النحاس والزنجرة وفي الحديد الزعفرة وفي القلعي الزرقة والنتان والصرصرة وفي الأسرب السواد واللين والتفت وفي الزئبق السواد والرجراجية وفي مكث الفضة زنجرة ولاترى شيئا من ذلك في معدن الذهب فهو لا يحتاج الى تدبير إلا عند جعله إكسيرا
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.