كيف يعيش الربانيون حياتهم الجزء الرابع
يا صاحب كل غريب ، يا مؤنس كل وحيد ، يا ملجأ كل طريد ، يا مأوى كل شريد ، يا حافظ كل ضالة ، يا راحم الشيخ الكبير ، يا رازق الطفل الصغير ، يا جابر العظم الكسير ، يا فاك كل أسير ، يا مغني البائس الفقير ، يا عصمة الخائف المستجير ، يا من له التدبير والتقدير ، يا من العسير عليه سهل يسير ، يا من لا يحتاج إلى تفسير ، يا من هو على كل شــيء قدير أعنّا على اصلاح أنفسنا وخذ بنواصينا اليك فنحن بك لا بغيرك .
ولنستكمل أخى الكريم ماذكرناه فى مقالاتنا الثلاثة السابقة عن اصلاح النفس وكيف تكون ربانيتها بداية الخير والفلاح والعز والنجاح .
انهض بعلاقاتك
انهض دائماً بعلاقاتك الطيبة مع الناس وجددها ، وجدد معها كل جميل من الإحساس .
فإن كنت محسناً للناس فزد كثيراً في الإحسان ، وإن كنت مسيئاً فاستغفر ربك وارجع إليه واطلب العفو منه والهجران لكل ما فيه إساءة لعباد الرحمن ، واهرع لمن أسأت إليه واطلب عفوه وأحسن إليه تنل بذلك رضا ربك وحُب خصمك والفوز بالجنان .
زيارة
اجعل أمام عينيك دائما منظار الدكتور مصطفي السباعي – رحمه الله - الذي يقول فيه:
زر المحكمة مرة في العام لتعرف فضل الله عليك في حسن الخلق..
وزر المستشفي مرة في الشهر لتعرف فضل الله عليك في الصحة والمرض..
وزر الحديقة مرة في الأسبوع لتعرف فضل الله عليك في جمال الطبيعة .
وزر المكتبة مرة في اليوم لتعرف فضل الله عليك في العقل..
وزر ربك كل آن لتعرف فضله عليك في نعم الحياة..
عليك بالذكر
أَلْزم نفسك وجاهدها بالمحافظة على ذكر الله كل يوم بورد لا يقل عن ألف مرة ما بين سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم والاستغفار ولا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .
وتميز أنت أيها المسلم الحبيب بهذه الأوراد عن غيرك ولتجعلها ديدنك وسمتك وروحك وحياتك ففيها البركة وفيها النور وفيها البِشر وفيها السرور وفيها الربانية وفيها الرضا من الرب الغفور والحب من الرسول صاحب المقام المحمود.
الإنفاق
عود نفسك وأهل بيتك على الإنفاق في سبيل الله وطهر نفسك من الشح وتذكر مكانة المنفق والإنفاق عند رب العباد.
والإنفاق في سبيل الله يعود خيره للنفس فالله عز وجل يقول : { وما تنفقوا من خير فلأنفسكم } يقول الحسن البصري : نفقة المؤمن عائدة لنفسه ولا ينفق المؤمن إلا إذا أنفق في سبيل الله .
والإنفاق من الخيرات يعلمه الله بقوله {وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم } أي لا يخفي عليه شيء منه.
ومن السهولة في الإنفاق أنه يكون ليلا ويكون نهاراُ ويكون سراُ ويكون جهاراُ لقوله الله {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } .
احرص على أن تكون حياً
اعلم وتذكر دائماُ أن مَثَلَ الذي يذكر ربه والذي لا يذكر كمثل الحي والميت.
إن الذكر يزيل الوحشة بين العبد وربه . قال صلي الله عليه وسلم ( إن مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتهليل والتحميد يتعاطفن حول العرش لهن دوى كدوى النحل يذكرِّن بصاحبهن ، أفلا يحب أحدكم أن يكون له مما يذكر به ) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.
والجميل في كثرة الذكر أن الإكثار منه والدوام عليه ينوب عن التطوعات الكثيرة التي تستغرق الجهد والوقت وفيها عوض لمن لا يستطيع أن يفعل الطاعات بدليل ما جاء في الحديث الصحيح : أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله : ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العُلا والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون قال : ألا أحدثكم بأمر إن أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير مَن أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله:
تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة)
كما أن الذكر يعطي قوة في القلب وقوة في البدن ومن أجمل الأمور في الذكر والإكثار منه هو أن شواهد الله في أرضه تشهد له فالذي يذكر الله في قمة الجبل أو في الطريق أو في السيارة أو في البيت أو على الكرسي أو على الأرض قائما كان أو قاعداُ أو مضطجعاُ على جنبه .
كل هذه البقاع والأماكن تشهد له عند الله .
جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية { يومئذ تحدث أخبارها } قال : أتدرون ما أخبارها ؟ قالوا الله ورسوله أعلم ؟ قال : فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها أن تقول عملت على كذا يوم كذا وكذا.
وجدير بالذكر أن ننبه هنا أن ذكر الله ليس مجرد أقوال تقال باللسان وفقط وإنما هي تفاعلات وأحاسيس وإيقاظ للنفس لتتحرك من حالها الذي هي عليه إلى حال أجمل ما يكون من الروحانية والشفافية والربانية والفراسة والإيمان بل أن الأمر قد يصل بالذاكرين الله كثيراُ إلى مرحلة الكرامات من الرب العظيم يعطيها لهم كرماُ وفضلاُ منه وتفضلاُ .
يا صاحب كل غريب ، يا مؤنس كل وحيد ، يا ملجأ كل طريد ، يا مأوى كل شريد ، يا حافظ كل ضالة ، يا راحم الشيخ الكبير ، يا رازق الطفل الصغير ، يا جابر العظم الكسير ، يا فاك كل أسير ، يا مغني البائس الفقير ، يا عصمة الخائف المستجير ، يا من له التدبير والتقدير ، يا من العسير عليه سهل يسير ، يا من لا يحتاج إلى تفسير ، يا من هو على كل شــيء قدير أعنّا على اصلاح أنفسنا وخذ بنواصينا اليك فنحن بك لا بغيرك .
ولنستكمل أخى الكريم ماذكرناه فى مقالاتنا الثلاثة السابقة عن اصلاح النفس وكيف تكون ربانيتها بداية الخير والفلاح والعز والنجاح .
انهض بعلاقاتك
انهض دائماً بعلاقاتك الطيبة مع الناس وجددها ، وجدد معها كل جميل من الإحساس .
فإن كنت محسناً للناس فزد كثيراً في الإحسان ، وإن كنت مسيئاً فاستغفر ربك وارجع إليه واطلب العفو منه والهجران لكل ما فيه إساءة لعباد الرحمن ، واهرع لمن أسأت إليه واطلب عفوه وأحسن إليه تنل بذلك رضا ربك وحُب خصمك والفوز بالجنان .
زيارة
اجعل أمام عينيك دائما منظار الدكتور مصطفي السباعي – رحمه الله - الذي يقول فيه:
زر المحكمة مرة في العام لتعرف فضل الله عليك في حسن الخلق..
وزر المستشفي مرة في الشهر لتعرف فضل الله عليك في الصحة والمرض..
وزر الحديقة مرة في الأسبوع لتعرف فضل الله عليك في جمال الطبيعة .
وزر المكتبة مرة في اليوم لتعرف فضل الله عليك في العقل..
وزر ربك كل آن لتعرف فضله عليك في نعم الحياة..
عليك بالذكر
أَلْزم نفسك وجاهدها بالمحافظة على ذكر الله كل يوم بورد لا يقل عن ألف مرة ما بين سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم والاستغفار ولا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .
وتميز أنت أيها المسلم الحبيب بهذه الأوراد عن غيرك ولتجعلها ديدنك وسمتك وروحك وحياتك ففيها البركة وفيها النور وفيها البِشر وفيها السرور وفيها الربانية وفيها الرضا من الرب الغفور والحب من الرسول صاحب المقام المحمود.
الإنفاق
عود نفسك وأهل بيتك على الإنفاق في سبيل الله وطهر نفسك من الشح وتذكر مكانة المنفق والإنفاق عند رب العباد.
والإنفاق في سبيل الله يعود خيره للنفس فالله عز وجل يقول : { وما تنفقوا من خير فلأنفسكم } يقول الحسن البصري : نفقة المؤمن عائدة لنفسه ولا ينفق المؤمن إلا إذا أنفق في سبيل الله .
والإنفاق من الخيرات يعلمه الله بقوله {وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم } أي لا يخفي عليه شيء منه.
ومن السهولة في الإنفاق أنه يكون ليلا ويكون نهاراُ ويكون سراُ ويكون جهاراُ لقوله الله {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } .
احرص على أن تكون حياً
اعلم وتذكر دائماُ أن مَثَلَ الذي يذكر ربه والذي لا يذكر كمثل الحي والميت.
إن الذكر يزيل الوحشة بين العبد وربه . قال صلي الله عليه وسلم ( إن مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتهليل والتحميد يتعاطفن حول العرش لهن دوى كدوى النحل يذكرِّن بصاحبهن ، أفلا يحب أحدكم أن يكون له مما يذكر به ) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.
والجميل في كثرة الذكر أن الإكثار منه والدوام عليه ينوب عن التطوعات الكثيرة التي تستغرق الجهد والوقت وفيها عوض لمن لا يستطيع أن يفعل الطاعات بدليل ما جاء في الحديث الصحيح : أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله : ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العُلا والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون قال : ألا أحدثكم بأمر إن أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير مَن أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله:
تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة)
كما أن الذكر يعطي قوة في القلب وقوة في البدن ومن أجمل الأمور في الذكر والإكثار منه هو أن شواهد الله في أرضه تشهد له فالذي يذكر الله في قمة الجبل أو في الطريق أو في السيارة أو في البيت أو على الكرسي أو على الأرض قائما كان أو قاعداُ أو مضطجعاُ على جنبه .
كل هذه البقاع والأماكن تشهد له عند الله .
جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية { يومئذ تحدث أخبارها } قال : أتدرون ما أخبارها ؟ قالوا الله ورسوله أعلم ؟ قال : فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها أن تقول عملت على كذا يوم كذا وكذا.
وجدير بالذكر أن ننبه هنا أن ذكر الله ليس مجرد أقوال تقال باللسان وفقط وإنما هي تفاعلات وأحاسيس وإيقاظ للنفس لتتحرك من حالها الذي هي عليه إلى حال أجمل ما يكون من الروحانية والشفافية والربانية والفراسة والإيمان بل أن الأمر قد يصل بالذاكرين الله كثيراُ إلى مرحلة الكرامات من الرب العظيم يعطيها لهم كرماُ وفضلاُ منه وتفضلاُ .