قوله تعالى : { ....وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ....} أي : ويتبعه شاهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهد أن محمداً رسول الله ، وهذا الشاهد هو أنوار ومحاسن وجهه الشريف صلى الله عليه وسلم التي تشهد العاقل أنه حقاً وجه نبي صادق.
كما أن أخلاقه العظيمة صلى الله عليه وسلم تشهد أنه رسول الله حقاً ، فقد قال سبحانه : {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم 4
ومن نظر في وجه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عرف أنه وجه رسول رب العالمين ، وهذا يكون مع من نظر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعين التعقل والإنصاف فقد أورد الإمام أحمد في مسنده والإمام الترمذي في سننه أن عبد الله بن سلام رضي الله عنه أول ما وقع نظره على وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وكان عبد الله بن سلام حَبراً من أحبار اليهود ـ قال :فلما استبنت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت أنه ليس بوجه كذاب.
يعني وجه رسول صادق مرسل من الله تعالى إلى العالمين .
ولقد أجمعت كلمة الصحابة رضوان الله عليهم ـ من باب ضرب المثل ـ على تشبيه نورانية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالشمس والقمر ؛ ومن ذلك ما رواه الإمام أبو نُعيم في كتابه "حلية الأولياء " أن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله أحسن الناس وجهاً ، وأنورهم لوناً ؛ ما وصفه واصف إلا شبهه بالقمر ليلة البدر.
وأورد الإمام أحمد في مسنده ما قاله هند بن أبي هالة لمَّا قيل له : صف لنا رسول الله ـ كان هند بن أبي هالة فصيحاً بليغاً، وصَّافاً وَصَفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن وأتقن ـ قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخماً مفخماً يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر.
وهند بن أبي هالة التميمي هو ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أمه : أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي هالة.
وأبوه : أبو هالة ، اختلف في اسمه ، فقيل : هو نماش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن عدي بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم؛ حليف بني عبد الدار بن قصي.
قُتِل هند بن أبي هالة مع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يوم الجمل.
و رَبِيبُ الرجل: ابن امرأته من غيره ، وهو بمعنى مَرْبُوبٍ ،والأنثى رَبِيبَةٌ.
وأورد الإمام أحمد في مسنده أيضاً أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : ما رأيت أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه.
وأورد الإمام البخاري في صحيحه أن البراء بن عازب رضي الله عنه لمَّا سئل : أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف ؟ أي : في لمعانه وإشراقه .
قال : لا ؛بل مثل القمر.
وفي صحيح الإمام مسلم أن رجلاً سأل جابر بن سمرة رضي الله عنه : أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف ؟
قال : لا ؛ بل مثل الشمس والقمر ، وكان مستديراً .
وعند الإمام البيهقي أن بعض التابعين سألوا الرُّبيع بنت معوذ رضي الله عنها أن تصف لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا بني لو رأيته رأيت الشمس طالعة .
ولقد نطق الصحابة رضوان الله عليهم بالحق وتكلموا بالحقيقة عندما شبهوا أنوار رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشمس والقمر ، ولم يبالغوا ولم يتكلفوا ، لأن حكاية أوصافه الشريفة هي من جملة الحديث فقد أورد الإمام البخاري في صحيحه عن الزبير بن العوام رضي الله عنه ، وأورد الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، وأرد الإمام أحمد في مسنده عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار.
فلو نسبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوصف ما ليس فيه لكذبوا عليه ـ وحاشاهم من ذلك ـ بل إن أنوار رسول الله صلى الله عليه وسلم الساطعة جعلتهم يتكلمون بها ، ويصفونها بالشمس والقمر ، ولو كان هناك من المحسوسات ما هو أشد نوراً من نور الشمس أو القمر لذكره الصحابة رضوان الله عليهم.
فإن قيل : ما دام الأمر كذلك فلِمَ أعرض كفار قريش ولم يؤمنوا ؟!
نقول لهم : لقد كانوا ينظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرة قاصرة ؛ نظرة المعاند المعارض ، التي لا ترى في رسول الله إلا أنه يتيم بني هاشم ، الذي تربى في كنف عمه أبي طالب ، ولو أنهم أنصفوا وتعقلوا لشهدوا أنواره الشريفة صلى الله عليه وسلم قال تعالى : {وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ }الأعراف198 أي : إنهم لا يسمعون ما تدعوهم إليه ، وتراهم يتوجهون إليك بأعينهم ولكن كبرهم وعنادهم حال بينهم وبين أن يبصروا أنوار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومحاسنه الشريفة ، وشمائله الحميدة ، وخصاله المجيدة .
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمل خلق الله على الإطلاق ، آتاه الله تعالى الحُسن والجمال كله ، وقد أورد الإمام الترمذي أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال : من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه .
ويردف علي رضي الله عنه : لم يُر قبله ولا بعده مثله .
فهو فرد في محاسنه وجماله وكماله صلى الله عليه وسلم .
ويقول الشيخ الإمام عبد الله سراج الدين : لقد آتى الله تعالى نبيه يوسف عليه السلام شطر الجمال فافتتنت به النساء لمَّا رأوا حسنه وجماله ، وأخذهن الهيام والشطح حتى قطعن أيديهن يقول سبحانه في محكم تنزيله :{... فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ }يوسف31
ولم تفتتن النساء بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رغم أنه حاز الحسن والجمال كله لأن الله تعالى أضفى عليه الهيبة ، ولم يستطع أن يصفه إلا الصغار من أبناء الصحابة ، أما الكبار فكانوا لا يستطيعون التحديق فيه ،ولا التمعن في وجهه ، ولا التأمل في ملامحه.
تقول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها :
ولو علموا في مصر أوصاف خده .... لما بذلوا في سوم يوسف من نقد
دواعي زليخـا لو رأين جبينه...... لآثرن قطع القلوب على الأيدي
وتقول أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها :
ولو أن لي في كل يوم وليلة ............... بساط سليمان وملك الأكاسرة
لَما عَدَلت عندي جناح بعوضة ......إذا لم تكن عيني لوجهك ناظرة
لأن نظرة إلى وجه سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحاسنه وكماله فيها سعادة الدنيا والآخرة.
ويكفينا لمعرفة وجاهة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وكرامته على الله تعالى ، أنه سبحانه ذكر وجهه الشريف صلى الله عليه وسلم { قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} وأنه سبحانه حقق رجاءه لِما له من وجاهة وكرامة ومنزلة عند الله تعالى ، وذلك بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة فقال جل شأنه : {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ..... }البقرة144
ففي هذه الآية الكريمة يلفت سبحانه الأنظار ، وينبه الأفكار إلى عظمة شرف وأسرار وأنوار وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك لأن نور كل وجه وشرفه يكون على حسب توجه ذلك الوجه ، وإن وجهة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع اللحظات والشؤون هي لله رب العالمين ففي الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة قال: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً ......فهو صلى الله عليه وسلم أعظم من توجه إلى الله تعالى توجهاً كاملاً ، في وجه جسمه ؛ وفي وجه قلبه .
ومن توجه إلى النور شمله النور ، وإن الله تعالى هو نور السموات والأرض ولذلك كان لوجهه الشريف صلى الله عليه وسلم أسرار وأنوار وآيات بينات في الحسن والجمال... اللهم أجمع وجوهنا بوجه سيدنا محمد صل الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة وبارك الله فيكم
كما أن أخلاقه العظيمة صلى الله عليه وسلم تشهد أنه رسول الله حقاً ، فقد قال سبحانه : {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم 4
ومن نظر في وجه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عرف أنه وجه رسول رب العالمين ، وهذا يكون مع من نظر إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعين التعقل والإنصاف فقد أورد الإمام أحمد في مسنده والإمام الترمذي في سننه أن عبد الله بن سلام رضي الله عنه أول ما وقع نظره على وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وكان عبد الله بن سلام حَبراً من أحبار اليهود ـ قال :فلما استبنت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت أنه ليس بوجه كذاب.
يعني وجه رسول صادق مرسل من الله تعالى إلى العالمين .
ولقد أجمعت كلمة الصحابة رضوان الله عليهم ـ من باب ضرب المثل ـ على تشبيه نورانية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالشمس والقمر ؛ ومن ذلك ما رواه الإمام أبو نُعيم في كتابه "حلية الأولياء " أن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله أحسن الناس وجهاً ، وأنورهم لوناً ؛ ما وصفه واصف إلا شبهه بالقمر ليلة البدر.
وأورد الإمام أحمد في مسنده ما قاله هند بن أبي هالة لمَّا قيل له : صف لنا رسول الله ـ كان هند بن أبي هالة فصيحاً بليغاً، وصَّافاً وَصَفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن وأتقن ـ قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخماً مفخماً يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر.
وهند بن أبي هالة التميمي هو ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أمه : أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي هالة.
وأبوه : أبو هالة ، اختلف في اسمه ، فقيل : هو نماش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن عدي بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم؛ حليف بني عبد الدار بن قصي.
قُتِل هند بن أبي هالة مع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يوم الجمل.
و رَبِيبُ الرجل: ابن امرأته من غيره ، وهو بمعنى مَرْبُوبٍ ،والأنثى رَبِيبَةٌ.
وأورد الإمام أحمد في مسنده أيضاً أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : ما رأيت أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه.
وأورد الإمام البخاري في صحيحه أن البراء بن عازب رضي الله عنه لمَّا سئل : أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف ؟ أي : في لمعانه وإشراقه .
قال : لا ؛بل مثل القمر.
وفي صحيح الإمام مسلم أن رجلاً سأل جابر بن سمرة رضي الله عنه : أكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف ؟
قال : لا ؛ بل مثل الشمس والقمر ، وكان مستديراً .
وعند الإمام البيهقي أن بعض التابعين سألوا الرُّبيع بنت معوذ رضي الله عنها أن تصف لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا بني لو رأيته رأيت الشمس طالعة .
ولقد نطق الصحابة رضوان الله عليهم بالحق وتكلموا بالحقيقة عندما شبهوا أنوار رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشمس والقمر ، ولم يبالغوا ولم يتكلفوا ، لأن حكاية أوصافه الشريفة هي من جملة الحديث فقد أورد الإمام البخاري في صحيحه عن الزبير بن العوام رضي الله عنه ، وأورد الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، وأرد الإمام أحمد في مسنده عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار.
فلو نسبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوصف ما ليس فيه لكذبوا عليه ـ وحاشاهم من ذلك ـ بل إن أنوار رسول الله صلى الله عليه وسلم الساطعة جعلتهم يتكلمون بها ، ويصفونها بالشمس والقمر ، ولو كان هناك من المحسوسات ما هو أشد نوراً من نور الشمس أو القمر لذكره الصحابة رضوان الله عليهم.
فإن قيل : ما دام الأمر كذلك فلِمَ أعرض كفار قريش ولم يؤمنوا ؟!
نقول لهم : لقد كانوا ينظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرة قاصرة ؛ نظرة المعاند المعارض ، التي لا ترى في رسول الله إلا أنه يتيم بني هاشم ، الذي تربى في كنف عمه أبي طالب ، ولو أنهم أنصفوا وتعقلوا لشهدوا أنواره الشريفة صلى الله عليه وسلم قال تعالى : {وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ }الأعراف198 أي : إنهم لا يسمعون ما تدعوهم إليه ، وتراهم يتوجهون إليك بأعينهم ولكن كبرهم وعنادهم حال بينهم وبين أن يبصروا أنوار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومحاسنه الشريفة ، وشمائله الحميدة ، وخصاله المجيدة .
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمل خلق الله على الإطلاق ، آتاه الله تعالى الحُسن والجمال كله ، وقد أورد الإمام الترمذي أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال : من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه .
ويردف علي رضي الله عنه : لم يُر قبله ولا بعده مثله .
فهو فرد في محاسنه وجماله وكماله صلى الله عليه وسلم .
ويقول الشيخ الإمام عبد الله سراج الدين : لقد آتى الله تعالى نبيه يوسف عليه السلام شطر الجمال فافتتنت به النساء لمَّا رأوا حسنه وجماله ، وأخذهن الهيام والشطح حتى قطعن أيديهن يقول سبحانه في محكم تنزيله :{... فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ }يوسف31
ولم تفتتن النساء بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رغم أنه حاز الحسن والجمال كله لأن الله تعالى أضفى عليه الهيبة ، ولم يستطع أن يصفه إلا الصغار من أبناء الصحابة ، أما الكبار فكانوا لا يستطيعون التحديق فيه ،ولا التمعن في وجهه ، ولا التأمل في ملامحه.
تقول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها :
ولو علموا في مصر أوصاف خده .... لما بذلوا في سوم يوسف من نقد
دواعي زليخـا لو رأين جبينه...... لآثرن قطع القلوب على الأيدي
وتقول أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها :
ولو أن لي في كل يوم وليلة ............... بساط سليمان وملك الأكاسرة
لَما عَدَلت عندي جناح بعوضة ......إذا لم تكن عيني لوجهك ناظرة
لأن نظرة إلى وجه سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحاسنه وكماله فيها سعادة الدنيا والآخرة.
ويكفينا لمعرفة وجاهة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وكرامته على الله تعالى ، أنه سبحانه ذكر وجهه الشريف صلى الله عليه وسلم { قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} وأنه سبحانه حقق رجاءه لِما له من وجاهة وكرامة ومنزلة عند الله تعالى ، وذلك بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة فقال جل شأنه : {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ..... }البقرة144
ففي هذه الآية الكريمة يلفت سبحانه الأنظار ، وينبه الأفكار إلى عظمة شرف وأسرار وأنوار وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك لأن نور كل وجه وشرفه يكون على حسب توجه ذلك الوجه ، وإن وجهة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع اللحظات والشؤون هي لله رب العالمين ففي الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة قال: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً ......فهو صلى الله عليه وسلم أعظم من توجه إلى الله تعالى توجهاً كاملاً ، في وجه جسمه ؛ وفي وجه قلبه .
ومن توجه إلى النور شمله النور ، وإن الله تعالى هو نور السموات والأرض ولذلك كان لوجهه الشريف صلى الله عليه وسلم أسرار وأنوار وآيات بينات في الحسن والجمال... اللهم أجمع وجوهنا بوجه سيدنا محمد صل الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة وبارك الله فيكم