الاوّل: الانكشافات المادّيّة والطبيعيّة، وهي الاطّلاع علي المخفيّات، وتحصل للإنسان في عالم الطبع. كالعلوم الطبيعيّة والرياضيّة والهيئة وأمثالها
.
الثاني: الانكشافات التي تحصل للسالك بعد العبور من عالم الطبع والورود في عالم المثال، وتدعي بالمشاهدات القلبيّة، لا نّها تجسّم بعض المعاني في صور مثاليّة، ومثلها في عالم اليقظة مثل الرؤيا والاحلام التي يشاهدها الإنسان في منامه
.
الثالث: الانكشافات التي تحصل للسالك بعد العبور من عالم المثال والورود في عالم الروح والعقل، وتدعي بالمشاهدات الروحيّة، لا نّها تحصل بواسطة قدرة الروح وسيطرتها في العالم، مثل الاءحاطة بالخواطر والافكار، وطيّ الارض، وطيّ الهواء، والعبور من النار، والاطّلاع علي المستقبل، والتصرّف في النفوس بالمرض أو الصحّة، والتصرّف في أفكار العامّة
.
الرابع: الانكاشافات التي تحصل للسالك في عالم الخلوص واللاهوت بعد العبور من الروح والجبروت، وتدعي بالمكاشفات السرّيّة، لا نّها كشف أسرار عالم الوجود والاطّلاع علي المعاني الكلّيّة
.
الخامس: الانكشافات التي تحصل للسالك بعد الكمال والعبور من مراتب الخلوص والوصول إلي مقام التوحيد المطلق والبقاء بالله، وتدعي بالمكاشفات الذاتيّة، لا نّها إدراك حقيقة الوجود وآثاره وترتيب نزول الحكم إلي عالم الاءمكان، ومصدر القضاء والقدر والمشيئة الاءلهيّة ومصدر التشريع والوحي، والاءحاطة بجميع العوالم النازلة، وكيفيّة تحقّق الحادث وربطه بالعوالم الربوبيّة، واتّحاد الوحدة والكثرة وأمثال ذلك
.
أنّ الانكشافات الروحيّة تحصل قبل الورود في العالم الإلهيّ، وأ نّها مشتركة بين المؤمن والكافر، وأ نّها لا تدلّ بأيّ وجه علي وجود الكمال أو انتفائه