الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

شيخ الاسلام ابن تيمية ..عجزت النساء على ان يلدن مثله بعد مماته رحمه الله

مملكة الاسلامية العامة

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • كريم المغربي
    كاتب الموضوع
    أعضاء نشطين
    • Oct 2010
    • 10 

    ابن تيمية : فارس السيف والقلم !

    ابن تيمية ؛ أسد السنة والجهاد

    الحمد لله القائل {شهد الله انه لا الله الا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم}.

    وصلاة ربي وسلامه على صاحب السنة إمام المجاهدين نبينا الكريم القائل:
    (العلماء ورثة الأنبياء) وعلى آله وصحبه والسائرين على هديه إلى يوم الدين .

    أما بعد :

    فإن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى من الذين كانت حياتهم كلها وقفاً لله تعالى - وقليلٌ ما هم - فقد شهد لربه أنه لا اله الا هو قائماً بالقسط، ودعا إلى الله جل وعلا على بصيرة حتى نقش لكل الأجيال من بعده دواويناً في شتى المجالات وعلى رأسها نصرة الكتاب والسنة بالقتال وقبل ذلك بالحجة واللسان.

    كيف لا وقد أراده الله أن يكون علماً إلى قيام الساعة، فقد قال الحافظ ابن عبد الهادي في عقوده الدرية "من" مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية: (انبهر أهل دمشق من فرط ذكائه وسيلان ذهنه وقوة حفظه وسرعة إدراكه، واتفق أن بعض مشايخ العلماء لحلب قدِمَ ألي دمشق، وقال؛ سمعت في البلاد بصبي يقال له أحمد ابن تيمية، وأنه سريع الحفظ وقد جئت قاصداً لعلّي أراه، فقال له خياط؛ هذا طريق كتّابه - أي مدرسة تحفيظ القرآن - قال؛ فجلس الشيخ الحلبي قليلاً، فمرّ صبيان، فقال الخياط؛ ذلك الصبي الذي معه اللوح الكبير هو ابن تيمية، فناداه الشيخ فجاء اليه فتناول الشيخ اللوح منه فنظر اليه، ثم قال؛ امسح يا ولدي حتى املي عليك شيئاً تكتبه، ففعل، فاملى عليه من متون الأحاديث أحد عشرَ حديثاً أو ثلاثة عشر حديثاً وقال له؛ إقرأ هذا، فلم يزد على أن تأمّله مرة بعد كتابته إيّاه ثم دفعه إليه وقال؛ أسمعه عليّ، فقرأهُ عليه عرضاً كأحسن ما أنت سامع، فقال له؛ يا ولدي امسح هذا، ففعل فأملى عليه أسانيد عدة إنتخبها ثم قال؛ إقرأ هذا، فنظر إليه كما فعل أول مرة ثم أسمعه إياه كالأول، فقام الشيخ وهو يقول؛ إن عاش الصبي ليكونن له شأن عظيم، فإن هذا لم يُرَ مثله).

    وشاء الله تعالى أن يعيش هذا الصبي ليكون شيخ الإسلام وناصر السنة والمجاهد في سبيل الله تعالى، كما شهد له بذلك الإمام الحافظ الذهبي في معجم شيوخه قائلاً: (أبو العباس؛ تقي الدين شيخنا وشيخ الإسلام وفريد العصر علماً ومعرفة وشجاعة وذكاءً وكرماً ونصحاً وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر. . .).

    إلى أن قال: (ونصر السنة بأوضح حجج وأبهر براهين وأوذي في ذات الله من المخالفين، واخيف في نصر السنة المحضة حتى أعلى الله مناره وجمع قلوب أهل التقوى على محبته والدعاء له وكبت أعداءه وهدى به رجالاً من أهل الملل والنحل وجبل قلوب الملوك والأمراء على الانقياد له غالباً وعلى طاعته وأحيى به الشام بل والإسلام بعد أن كاد ينثلم بتثبيت أولي الأمر لمّا أقبل ضرب التتر والبغي في خيلائهم فظُنت بالله الظنون وزُلزل المؤمنون واشرأب النفاق وأبدى صفحته ومحاسن ابن تيمية كثيرة وهو أكبر من أن نُنبه على سيرته مثلي فلو حُلِّفت بين الركن والمقام لَحَلفت أني ما رأيت بعيني مثله، وأنه ما رأى مثل نفسه) اهـ بتصرف.
    ولقد امتدحه ابن الزملكاني - شيخ الشافعية وغيرها رحمه الله - فقال:

    ماذا يقول الواصفون له ومحاسنهُ جلّت عنت الحصر
    هو حجة لله قاهرة هو بيننا أعجوبة الدهر
    هو آيه في الخلق ظاهرة أنوارها أربت على الفجر

    صولات الأسد :

    كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله شجاعاً ثابت الجأش، كأن الله قد ربط على قلبه، حتى قال عنه الحافظ البزار رحمه الله تعالى: (كان ابن تيمية من أشجع الناس وأقواهم قلباً ما رأيت أحداً أثبت جأشاً منه ولا أعظم عناء في جهاد العدو منه كان مجاهد في سبيل الله بقلبه ولسانه ويده ولا يخاف في الله لومة لائم وأخبر غير واحد أن ابن تيمية رحمه الله كان إذا حضر مع عسكر من المسلمين في جهاد يمون بينهم ثباتهم،إن رأى من بعضهم هلعاً أو رقة أو جبانة شجّعه وثبته وبشره بالنصر والظفر والغنيمة وبيّن له فضل الجهاد والمجاهدين وإنزال السكينة عليهم) اهـ.

    نعم وأكثر كان شيخ الإسلام، فلقد كان يصول أينما حلّ كالأسد.

    كما قال عنه الحافظ البزار رحمه الله: (كان إذا ركب الخيل يتحنّك ويجول في العدو كأعظم الشجعان، ويقوم كأثبت الفرسان ويكبر تكبيراً أنكى في العدو من كثير من القتل بهم ويخوض فيهم خوض رجل لا يخاف الموت) اهـ.

    ولقد كان من شجاعته وحسن نظره وسداده أنه كان السبب في فتح عكا وتملّك المسلمين إيّاها، كما ذكر الحافظ البزار رحمه الله.

    ولم تنحصر صولاته رحمه الله تعالى في هذا المجال فقط فلقد صال وجال في المسائل البحار التي توقف عندها العلماء الكبار.

    يقول الحافظ البزار: (إذا نظر المنصف إليه بعين العدل، يراه واقفاً مع الكتاب والسنة لا يُميله عنها قول أحد كائناُ من كان ولا يراقب في الأخذ بعلومهما أحداً ولا يخاف في ذلك أميراً ولا سلطاناً ولا سوطاً ولا سيفاً ولا يرجع عنهما لقول أحد، وهو متمسك بالعروة الوثقى واليد الطولى. . . حتى كان من أكثر الناس الذين اشتهروا في عصره بكثرة المتابعة للكتاب والسنة) اهـ.

    كانت لشيخ الإسلام مواقف كثيرة في نصر السنة حتى أوذي رحمه الله تعالى في سبيل ذلك مراراً !

    ولكنه رحمه الله كان من أعظم أهل عصره قوة ومقاماً وثباتاً على الحق، لا يخاف في ذلك لوم لائم ولا قول قائل كان يعض على السنة بالنواجذ ولا يلتفت إلى مباين معاند، حتى ولو كلفه ذلك معاداة الناس له أجمعين.

    وكذلك فعل كثير من الذين تستروا باسم العلم وهم أكثر الناس إقبالاً على الدنيا ورغبة عن الآخرة، فكان مقصوده رحمه الله رفع لواء الكتاب والسن، ومقصودهم طلب الجاه والرئاسة وإقبال الخلق.

    لقد كان شيخ الإسلام من أكثر العلماء عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)، حتى كان لا يبرح آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر بيده ولسانه [البداية والنهاية : ابن كثير | ج14/12].

    فقد ذكرالحافظ ابن كثير رحمه الله في حوادث [699هـ] وفي 17 رجب تحديداً ان شيخ الإسلام قام هو وأصحابه بالطواف على حانات الخمور فكسّروا أواني الخمور وأراقوها،ولم يكتفوا بهذا بل عزّروا جماعة الخمّارين.

    وكان شيخ الإسلام من أشد العلماء إنكاراً على من يقدم شيئاً من العبادة والتعظيم لغير الله سبحانه وتعالى، فقد ذكر ابن كثير رحمه الله أن ابن تيمية وأصحابه قاموا بقطع صخرة كانت تزار وينذر الناس لها، فقطعوها وأنقذوا الناس من الشرك بالله تعالى، وكان ذلك في سنة [704هـ] [البداية والنهاية].

    نعم كان شيخ الإسلام رأساً وقائداً لمن يقوم بالنهي عن المنكر والبدع، يذكر ابن كثير رحمه الله أن في سنة [704هـ] أحضر إلى ابن تيمية شيخ كبير يلبس لباساً كبيراً متسعاً جداً، قد أطال أظافره جداً، وأسبل شاربه!
    فأمر الشيخ بحلق شعره الطويل وتقليم أظافره وحف شاربه المسبل على فمه المخالف للسنة المطهرة ثم استتابه من تناول الخمور والمحرمات.

    ولم يقف شيخ الإسلام عند هذا الحد بل كان أسداً أينما حلَّ ونزل يغيث الأمة بأسرها، فلقد رأيناه عندما زحف التتار على الشام وشاع بين الناس أن التتار قصدوا مصر فتملك الرعب قلوب أهلها، فاتفق الشيخ مع بعض أعيان البلد على لقاء ملكهم قازان.

    فذهبوا إليه واجتمع به الشيخ مرتين وتكلم معه كلاماً شديداً، وجلس شيخ الإسلام إلى الملك حيث تجم الأسود في آجامها وتسقط القلوب داخل أجسامها خوفاً من ذلك السبع المغتال والنمرود المحتال، جلس إليه وحدّثه بقول الله ورسوله في العدل وغيره ورفع صوته على السلطان وهو يشير بيده إلى صدره وجعل يقرُب منه حتى كادت أن تلاصق ركبته ركبة السلطان، والسلطان مع ذلك مقبل عليه بكليته مصغ لما يقول شاخصاً إليه لا يعرض عنه.

    ومن شدة ما أوقع الله في قلب السلطان من العجبة والهيبة للشيخ.

    سأل خواصه: مَن هذا الشيخ؟!

    ثم قال: إني لم أرَ مثله ولا أثبت قلباً منه ولا أوقع من حديثه في قلبي، ولا رأيتني أعظم انقياداً مني لأحد منه.

    فأخبر بحاله وما هو عليه من العلم والعمل.

    فقال الشيخ للترجمان قل: ( لقازان أنت تزعم أنك مسلم ومعك قاضٍ وإمام وشيخ ومؤذنون على ما بلغنا فغزوتنا، وأبوك وجدك كانا كافرين وما عملا الذي عملت، عاهدا فوفيا وأنت عاهدت فغدرت، وقلت فما وفيت وجِدْتَ)!!

    ثم خرج الشيخ من بين يديه معززاً مكرماً قد صنع له الله بما طوى عليه نيته الصالحة من بذل نفسه في طلب حقن دماء المسلمين فبلغه ما أراده، وجعل ذلك سبباً في تخليص غالب أسارى المسلمين من يد قازان وردهم إلى أهليهم وحفظ أعراضهم.

    [الأعلام العلية للبزاز : 15 ، ابن تيمية : د.محمد يوسف موسى، 83-84].
    ويقف شيخ الإسلام موقفاً آخر من مواقفه التي لا تعد ولا تحصى، لينقذ الأمة من شر التتار مرة أخرى!

    وذلك في سنة سبعمائة لما قدم التتار إلى أطراف البلاد، ونزلت بالخلق شدة عظيمة، وظن الناس أن جيش مصر الذي انسحب، قد تخلى عن الشام.

    فركب شيخ الإسلام وسار إلى الجيش المصري في طريق استغرق سبعة أيام، ودخل القاهرة في اليوم الثامن وذلك في يوم الاثنين حادي عشر من جماد الأولى، فاجتمع بأركان الدولة ومنهم السلطان الناصر، واستصرخ بهم وحضهم على الجهاد في سبيل الله، وتلا عليهم آيات الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مخبراً إياهم بما أعده الله للمجاهدين من الثواب، فاستفاقوا وعلت هممهم، واعتذروا عن انسحابهم إلى مصر، وعظموا الشيخ وأكرموه ونودي بالغزاة وقويت العزائم، وعاد بهم الشيخ بقتال التتار وصدهم عن الشام.

    [العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام لابن عبد الهادي : 135].

    اللهم أكرم نبيك برجال يقفون مواقف ابن تيمية رحمه الله إنك قريب مجيب.
    مواضيع ذات صلة
  • روزكنزي
    أعضاء نشطين
    • Oct 2010
    • 12874 
    • 510 

    #2
    رائعة مقالتك وجعلها الله في ميزان حسناتك...لله دره من فارس
    وبالله عليك نحتاج لمثل هذه اللفتات الكريمة منك
    تعليق
    • البتول
      أعمدة اسرار
      • Feb 2011
      • 3981 
      • 63 

      #3

      جزاك الخير كله
      في ميزان حسناتك
      لك الاجر والمثوبة


      تعليق
      • دموع الحزن
        أعضاء نشطين
        • Apr 2011
        • 97 

        #4
        الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
        موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
        تعليق
        • جمزة سيف
          أعمدة اسرار
          • Sep 2013
          • 1496 

          #5
          موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
          تعليق
          • أبو ريان
            أعضاء نشطين
            • Mar 2018
            • 1134 
            • 10 

            #6
            الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
            تعليق
            • Ad.h.am
              أعمدة اسرار
              • Sep 2018
              • 1987 
              • 1,252 
              • 1,868 

              #7
              شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
              مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ
              تعليق
              • فتحية فتاح
                أعضاء نشطين
                • Oct 2020
                • 521 
                • 333 
                • 550 

                #8
                اثابك الله وجازاك خيرا
                تعليق
                يتصفح هذا الموضوع الآن
                تقليص

                المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

                يعمل...
                X