دليل علمي مبسط عن قدرة الله تعالى هو أنّه لو لم يكن قادراً مطلقاً فمعناه أنّه عاجز عن بعض الأشياء ، والعجز نقص ، والنقص لا يليق بساحة الخالق ، كما أنّه يكون محتاجاً إلى مَن يعينه ويساعده في ذلك الشيء الذي يعجز عنه ، والله غني على الإطلاق ، ولا يكون محتاجاً ومفتقراً .
وبعبارة أُخرى : إذا كان الله عاجزاً عن شيء ممّا يقدر عليه الناس فكيف يكون خالقاً لذلك المخلوق القادر ؟
يحلو الحديث عموما عن الله تعالي ......
وقد قال الحكماء : « فاقد الشيء لا يعطيه » .
وفي الحديث عن هشام بن سالم قال دخلت على أبي عبد الله (عليه السّلام) فقال لي : « أتنعت الله » ؟
فقلت : نعم .
قال : « هات » .
فقلت : هو السميع البصير .
قال : « هذه صفة يشترك فيها المخلوقون ».
قلت : فكيف تنعته ؟
فقال : « هو نور لا ظلمة فيه ، وحياة لا موت فيه ، وعلم لا جهل فيه ، وحقّ لا باطل فيه ».
فخرجت من عنده ، وأنا أعلم الناس بالتوحيد .
وقد يستدلّ على قدرة الله الكاملة بالأدلّة العقلية التالية :
1 ـ إنّ العجز نقص لا يليق بالذات الكاملة ، ولا يكون الكامل الواجب ناقصاً ؛ فإنّ واجب الوجود مستجمع لجميع الصفات الكمالية ، ومنزّه عن النقائص ، وإلاّ لزم الخلف ، وهو محال ، فلابدّ أن يكون قادراً ، وغير عاجز
.
2 ـ إنّ صدور الأفاعيل العجيبة منه ، ووجود التدبيرات الحكيمة في خليقته دليل على قدرته ، ولا يمكن أن يكون فاعلها عاجزاً ، بل هو عليم قدير . كما قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : « عجبت لمّن شك في قدرة الله وهو يرى خلقه »
.
3 ـ لمّا ثبت أنّ العالم هو صنع صانع ، ولم نجد أن يصنع الشيء مَن ليس بقادر عليه بدلالة أنّ المعقَد لا يقع منه المشي ، والعاجز لا يتأتى له الفعل ، صحّ أن الذي صنعه قادر ، ولو جاز غير ذلك لجاز منّا الطيران ، مع فقد ما يكون به من الآلة ، ولصحّ لنا الإدراك ، وإن عدمنا الحاسّة ، فلما كان إجازة ، هذا خروجاً عن المعقول ، كان الأوّل مثله