مرض السكري هو المرض الأكثر انتشاراً، وأعداد المصابين به تزداد سنوياً، إذ وصل العدد حتى الآن إلى 347 مليون إنسان في العالم بحسب منظمة الصحة العالمية. وتتوقع المنظمة أن تتضاعف الأعداد إلى أن نصل لعام 2030، وأغلب وفيات السكري في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. على الرغم من كل التنبيه حول السكري والتوعية لكيفية التعامل معه بالشكل الصحيح إلا أن هناك أوهاماً نعتقد أنها صحيحة عن مرض السكري.
فيما يلي بعض الأوهام التي تحوم حول مرض السكري ولا بد من معرفتها لتغيير نمطية التفكير تجاهها:
الوهم الأول، المصابون بالسكري لوحدهم يحتاجون إلى الأنسولين. في الحقيقة أن كل شخص يحتاج إلى مادة الأنسولين، وههي عبارة عن هرمون ينتج في غدة البنكرياس ويساعد الجسم في التعامل مع السكر لتوفير الطاقة . وعلى خلاف الناس العاديين المعافين فإن المصابين بمرض السكري يكون لديهم نقص في هذه المادة وبالتالي فإن الأنسولين لا يمثل بالنسبة لهم دواء وإنما تعويضاً عما ينقصهم .
الوهم الثاني، المصابون بالسكري يتوجب عليهم عدم ممارسة الرياضة. بحسب ما يؤكد المختصون أن الحقيقة هي عكس ذلك تماماً وأن ممارسة التمارين الرياضية هي جزء عام من خطة العلاج رغم أنه يتم في الكثير من الأحيان التغاضي عن ذلك أو التقليل من أهميتها. ويضيفون بأن ممارسة التمرينات الرياضية من قبل المصابين بالسكري تساهم في المحافظة على الوزن الصحي الأمر الذي يعتبر هاماً كي يتمكن مرضى السكري من المحافظة على وضع مرضهم ولفترة طويلة تحت الرقابة والسيطرة .
لا يمكن تجنب تعقيدات مرض السكري، هو الوهم الثالث الذي يعتبر من الأكثر الأوهام انتشاراً وأكثرها بعداً عن الحقيقة فالكثير من الدراسات الرصينة في العالم أثبتت أنه إذا لم يكن بالإمكان وبشكل كامل تجنب بعض التعقيدات مثل إلحاق الضرر بالأعصاب أو إخفاق عمل الكلية فانه يمكن على الأقل تأجيل حدوثها وإبعادها غير أنه يتوجب على مرضى السكري الالتزام بالأسس والقواعد التي تساعد في المحافظة على مستوى السكر في الدم تحت السيطرة وأن يكونوا متواجدين بشكل مستمر تحت إشراف الطبيب المختص لاسيما وأن الكثير منهم مرضى يكون لديهم أيضا زيادة واضحة في مستوى الكولسترول في الدم وزيادة في ضغط الدم .
يتوهم البعض أن تناول كميات كبيرة من السكر وراء السكري. على الرغم من أن البدانة أو زيادة الوزن تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني فإن استهلاك المواد الحلوة المذاق لا ترتبط مباشرة بالإصابة بالسكري بقدر ما ينشأ المرض في أغلب الأحيان نتيجة للجمع بين عدة عوامل من أبرزها العوامل الجينية وأسلوب الحياة .
ويعتقد البعض أن هناك نوع واحد خطير فقط من السكري، إلا أن مرض السكري يرتبط من النوع أو النمط الثاني في الأغلب بأسلوب الحياة غير الصحي وبالتالي يشكل خطرا احتماليا بالنسبة للناس العاديين مع أن مرض السكري عموما يؤشر إلى جملة من الاضطرابات في عملية هدم وبناء الايض أي في عملية الاستقلاب للكربوهيدرات ، غير انه بشكل عام يجري تقسيم مرض السكري إلى نمطين وكلاهما يجلبان المخاطر.
ويحتاج المصابون بالنمط الأول من هذا المرض طوال عمرهم إلى تأمين وصول الأنسولين إليهم في حين يحل النمط الثاني في الأغلب بشكل غير ملفت وبالتالي يمكن له أن يحدث تعقيدات صحية جدية .
أخيراُ، المصابون بالسكري لا يمكن لهم تناول أي شيء حلو؟ على الرغم من أن مرض السكري يرتبط في الأذهان بقوة بحظر تناول أي شيء حلو وبشكل صارم فان تناول بعض قطع الكاتو أو البسكويت لا يمثل خطرا على صحة مرضى السكري غير أنه بالمقابل يتوجب عليهم أن يلتزموا بالقيود المفروضة في هذا المجال وبالتالي مراقبة كم من القطع الحلوة تناولوها وموازنة ذلك من خلال ممارسة التمرينات الرياضية ومن خلال الالتزام بحجم المواد الغذائية الخاصة بالحمية.