جرت العادة أن الناس يحبون الغني مهمافعل فإن فعله له احتمالات وتفسيرات
والفقير لا يلقى له بال ويرد ان خطب بل ربما طرد ورجم بالحجارة
لب الموضوع هو المال قال الشاعر
وكل الناس قد مالوا *** الى من عندهم مال
ومن لا عنده مال *** فعنه الناس قد مالوا
وكل الناس قد ذهبوا*** الى من عندهم ذهب
ومن لا عنده ذهب*** فعنه الناس قد ذهبوا
وكل الناس منفضة *** الى من عندهم فضة
ومن لا عنده فضة**** فعنه الناس منفضة
وكنا مرة نتذاكر في الحديث فقال أن المال يطفئ غصب الله فقلت هات الدليل فروى هذا الحديث
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ ، وَتَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الزَّكَاةِ مِنْ جَامِعِهِ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُكْرَمٍ ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ ذكره مشيخة ابن البخاري
يعني المال والتصدق به يذهب غضب الله ويحل رضوان الله ورحمته فكيف بالبشر الذين قال الله فيهم (وتحبون المال حبا جما)
فصرنا نضحك ونتعجب ونحن طلاب علم فقراء
الله اكبر السخي بالمال أين موضعه ومكانته انظر إلى هذا الحديث الغريب العجيب سبحان الله
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ ، قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ ، قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ ، بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ ، وَالْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ ، بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ ، بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ ، قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ ، وَلَجَاهِلٌ سَخِيٌّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَالِمٍ بَخِيلٍ " ، قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ ، لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَقَدْ خُولِفَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، إِنَّمَا يُرْوَى عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَائِشَةَ شَيْءٌ مُرْسَلٌ .
والله صحيح المال يغطي كل العيوب حتى العي والجهل !
والفقر يجعل الفقير كله عيوبا واضحوكة بين المجتمع !
وأخيرا
الهدية تسكن الحب في القلوب وفي القران (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ ٱلْمُرْسَلُونَ)
هذه ملكة تعرف ان الهدية لها مفعولها في القلب زد على ذلك انها امرأة والنساء والهدايا قرينان لايفترقان
وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " تَهَادَوْا فَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ ، وَلَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا ، وَلَوْ شِقَّ فِرْسِنِ شَاةٍ " ، قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، وَأَبُو مَعْشَرٍ اسْمُهُ نَجِيحٌ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ .
عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ وَدَّاعٍ الْخُزَاعِيَّةِ , قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُولُ : " تَهَادَوْا ، فَإِنَّهَا تُضَعِّفُ الْحُبَّ ، وَتَذْهَبُ بِالْغَوَائِلِ " . رواه ابن ابي الدنيا في مكارم الاخلاق
ومعتى تضعف يعني مضاعفا بمعنى تزيده وليس معناه تجعله ضعيفا وليس من الضعف والعجز
الله اكبر انظر كيف تفعل الهدية !
تدخل القلب بغير استئذان بمعنى المال يقلب القلوب سبحان الله
وفي الحديث ( تَهَادُوا تَزْدَادُوا حُبًّا )رواه الطبراني في الاوسط عن السيدة عائشة رضي الله عنها
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " تَهَادُوا ، تَحَابُّوا " . رواه البخاري في الادب المفرد
الخلاصة :
الفقير والبخيل خليه بعيد عن الحب
السخي بالمال والهدايا سيملك القلوب والألسنة والابدان من غير ورد ولا حزب سنة كونية
ولهذا كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد في الحديث (يعطي عطاء من لا يخشى الفقر) صلوات ربي وسلامه عليه
أعطى رجلا مشركا واديا من غنم بين جبلين فأسلم وصار الرسول صلى الله عليه وسلم أحب اليه من نفسه
وكذلك شأن الحب عظيم جدا حتى إنه لايكمل ايمان المسلم حتى يحب الرسول اكثر من نفسه وولده والناس أجمعين
حَدَّثَنِي أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَدَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ " ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : فَإِنَّهُ الْآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْآنَ يَا عُمَرُ " . رواه البخاري في صحيحه
والحمد لله والحمد لله والحمد لله