الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

وصفة سحرية للسعادة النفسية

مملكة المواضيع العامة

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أوفاق
    كاتب الموضوع
    أعمدة اسرار
    • Nov 2011
    • 907 
    • 13 

    بسم الله الرحمن الرحيم


    في النفوس ضيق
    وفي الصدور حرج
    وفي المعاملة غلظة
    وفي الألفاظ شدة
    وكثيرةٌ هي الصور التي تجعل بين الناس
    ما نسميه اليوم الحياة الصعبة التي لا تكاد تخلص فيها
    الابتسامة إلى الشفاه
    ولا تدخل السعادة إلى القلوب
    ولا يحل اللطف والأنس بين الناس في المعاملة.

    كم هي الصلات منقطعة؟
    وكم هي العلاقات متوترة؟
    وكم هي النفوس منقبضة؟
    وكم نحن في حاجة
    إلى ما يرطب القلوب وينديها
    وإلى ما يطيب النفوس ويزكيها؟

    والكلمات الطيبة الحسنة
    لتدرج مرة أخرى على ألسنتنا
    كم نحن في حاجة أن تظللنا
    في حياتنا
    في بيوتنا
    في معاملنا ومدارسنا
    أن تضلنا ظلال المحبة الوارثة
    والأخوة الصادقة
    والمعاملة الحسنة

    ومن هنا فحديثنا
    عن وصفة سحرية للسعادة النفسية

    نغير بها هذا الكدر وذلك الضيق

    نحن نرى كم هي الحياة ضيقةٌ في زمانها مهما امتد العمر ستين أو سبعين عاماً
    فإن أيامه تطوى
    وإن أعوامه تتوالى
    فكيف تكون هذه الحياة على هذا النحو من قسوتها وشدتها وذهاب طيبها وحلاوتها
    ثم ينقلب المرء من بعد
    إما إلى خير بما قدم من خير
    وإما إلى غير ذلك
    نسأل الله عز وجل السلامة

    (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) النحل

    ذلك هو المقصد الذي نبحث عنه.
    سماحة نحتاج إليها يضرب لنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلاً فيقول
    ( رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى)

    وهذا يدلنا على سمت متصل بمعنى أن هذه السماحة
    وهي لطف المعاملة وحسن المطالبة ولين الجانب
    أنه مضطرد في كل الأحوال
    إذا باع أو إذا اشترى أو إذا اقتضى
    بل إن ذلك واضح فيما
    رواه أحمد في مسنده من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    أنه قال (كان رجلٌ سمحاً بائعاً ومبتاعاً وقاضياً ومقتضياً فدخل الجنة)

    إن حسن المعاملة بهذه السماحة عربون من عرابين الجنةليس الإيمان والعبادة الذاتية وحدها بل مثل هذه المعاملة كما أخبرنا رسول الهدى صلى الله عليه وسلم وهو يذكر لنا المقامات الرفيعة والعالية في الجنة بصحبته ورفقته فيقول:
    ألا أخبركم نأحبكم إلي وأقربكم مني مجالساً يوم القيامة
    قالوا بلى يا رسول الله
    قال:
    أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون

    ومن أسباب دخول الجنة

    إن رجل ينحي غصن شجرة عن الطريق ليهدي إلى الناس إحساناً يكتب الله له بذلك أجراً ويدخله الجنة
    إن النفوس إذا تعودت على أن لا تشح ولا تنقبض عندما تعطي الناس
    ولو من بسط وجهها
    ولو من ابتسامة ثغرها
    ولو من حسن معاملتها
    ليس بالضرورة دائماً من مالها وبذلها وعطائها.
    كم ستكون الحياة جميلة
    لو أننا طبقنا مثل هذا النموذج
    ألسنة رطبة بالذكر
    ووجوه مشرقة بالابتسامة
    ومعاملة رطبة ندية لكل
    حسن من القول وطيب من الفعل
    وعطاء من النفس والقلب

    انظروا إلى الانعكاس والبصمات التي وضعتهاهذه القدوة المثلى في حياة الأصحاب رضوان الله عليهم
    هذا رسولنا صلى الله عليه وسلم قد قدم النماذج
    ففي مسند الإمام أحمد من حديث كعب ابن مالك وهو من الصحابة، يصف صحابياً آخر فيقول
    "كان معاذ ابن جبل شاباً جميلاً سمحاً من خير شباب قومه، لا يسأل شيئاً إلا أعطاه حتى أدين بين الأغلق ماله
    وفي رواية أخرى: لم يكن يمسك شيئاً فلن يزل يداين الناس حتى أغرق ماله كله الدين
    رواه الحاكم في مستدركه وصححه.

    كم نحن كذلك اليوم
    مفتقرون إلى مثل هذه المعاملة
    في المداينة
    أو في الإقراض
    أو في المسامحة
    أو في الأنظار وإن كان ذو عصبة
    فنظرة إلى ميسرة
    لماذا لم يعد في نفوسنا مزيد من عطاء
    قليل تترطب به تلك المعاملات وتحسم به الحياة.

    سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال له
    أي العمل أفضل؟.
    فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله
    الإيمان بالله والتصديق به والجهاد في سبيله
    فقال له يا رسول الله أو شيءٌ أهون من ذلك عمل فاضل أقل من هذا فقد لا أقدر عليه
    فقال عليه الصلاة والسلام
    السماحة والصبر

    أن تكون سمحاً مع الناس
    أن تصبر عليهم
    أن تعفو عنهم
    أن تغض الطرف عن أخطائهم
    أن لا تتبع مساؤهم
    أن لا تجرحهم بكلمات لسانك
    أن لا تضايقهم بنظرات عينيك
    هل هذا فيه صعوبة.

    أحبائي

    لقد تكدرت حياتنا يوم ضاقت أخلاقنا
    ضاقت الأخلاق حتى ضاقت علينا الدنيا بما رحبت.
    ومن السماحة العطاء
    وما أدراك ما العطاء
    في كل شيء ومنه عطاء المال
    وعطاء البذل والمساعدة بالجهد
    وعطاء المعاونة بالشفاعة الحسنة
    من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها
    أن تقول وتسعى لإنسان بكلمة حق وخير وبتوصية ليس فيها ظلم
    وتغرس في قلب أخيك محبة ومودة وتعيش في الحياة سرور وبهجة

    هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم
    يأتيه رجلٌ فيسأله
    يعني يطلب منه في الرواية
    أن الرسول أعطاه غنم بين جبلين
    هل تعرفون ما معنى ذلك ؟
    أنه لم يكن قد أحصى
    ولا عد ولا ميز ولا حصر
    فأعطاه غنم بين جبلين
    فرجع الرجل إلى قومه
    وقال
    (اتبعوا محمداً فإنه يعطي عطاء لا يخشى الفاقة)
    يعطي عطاء كما كان يوصي بلال أنفق بلالاً ولا تخشى
    من ذي العرش

    أليس ذلك أيضاً دليلاً على هذه السماحة النفسية؟

    التي تغرس تلك المعاني من المحبة والمودة والأخوة في نفوسنا كما كان يصنع رسولنا صلى الله عليه وسلم
    وقصة حكم ابن سيزال واضحة
    جاء إلى النبي فسأله فأعطاه صلى الله عليه وسلم
    ثم جاء ثانية فسأله
    فأعطاه ثم جاء ثالثةً
    فسأله فأعطاه
    ثم قال
    يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة
    فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ، ومن أخذه باستشراف نفس لن يبارك له فيه
    واليد العليا خيراً من اليد السفلى
    فقال حكم
    والله لا أرزأ أحدٌ بعدك شيئاً يا رسول الله حتى أفارق الدنيا

    نرى اليوم من اللهث والتكالب على الدنيا سواء كان سؤال أو انتحالاً أو تحايلاً أو اختلاساً أو غير ذلك
    لأن النفوس إذا سمحت فإنها يومئذ تشيع كل ذلك في القلوب فلا تعود متعلقة بهذه الدنيا وما فيها من ذلك المال وغير المال

    أحبائي

    العطاء ليس هو عطاء المال
    وإنما هو عطاء النفوس والصدور والقلوب التي فيها السماحة وفيها حب الخير للناس وفيها حب الخير لنفسها
    من جهتين من جهة الأجر والثواب المنتظر عند الله عز وجل
    ومن جهة السعادة والسرور الغامر الذي يدخل إليها عندما تفرج هماً أو تنفساً كرباً أو ترسم ابتسامة أو تعين على حق أو تصنع شيئاً يحتاج إليه الناس

    كم نحن في حاجة إلى هذه الثقافة ثقافة السماحة والعطاء

    للناس ليس بالضرورة كما قلت من مالهم
    بل من فكرك ومن وقتك
    ومن ابتسامة ثغرك
    ومن أمور كثيرة سهلة يسيرة عليك

    اليوم نلتقي سيكون أكثر شيء يمكن أن يكون بيننا السلام فقط ثم لا يدور كلام ولا يكون هناك سؤال ولا يكون بعد ذلك تفقد ولا يكون بعد ذلك وأثر ذلك مبادرة تفعل شيئاً وتقدم خيراً
    ولذا نقول
    إن هذا أمرٌ مهم ينبغي أن نجتهد فيه
    لأن المنتفع به هو فاعله أولاً
    إن الذي ذكرته اليوم في مقدمة حديثي في هذه الحياة المتوترة المتشنجة هو الذي يكدر حياتنا

    كيف نغيره؟

    ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميد
    لا تسمع لمن يقول لك
    رد الصاع صاعين
    لا تستبد لنزعة الغضب في نفسك
    وتذكر
    (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) الشورى
    كيف سمح النبي وغفر وعفا
    وقد أشرت إلى المثل العظيم الفريد
    في ذلك في يوم أحد والدم يسيل من وجهه عليه الصلاة والسلام والسيوف تريد أن تنهي حياته
    وهو يقول
    (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)

    كيف نتعود أن نشيع هذه السماحة بكل ما فيها
    من عفو
    ومن عطاء
    ومن بذل
    ومن تبسم
    ومن إعانة
    ومن كلمة طيبة
    بل ومن نظرة حانية
    لكي تعود حياتنا طيبة

    لماذا فقدنا الكلمات الطيبة
    والرسول صلى الله علية وسلم
    يقول
    (والكلمة الطيبة صدقة)

    أحبائي

    السماحة واللطف في معاملة الخلق والبذل والعطاء لذوي الحاجات منهم نكسب بذلك ود قلوبهم وقرب نفوسهم ونؤلف بين صفوفنا ونوحد بينها ونمد الجسور ونربط الصفوف ونعيد اللحمة ونرسم البسمة ونغرس السعادة بأمور هي من صلب ديننا
    ليست شريعتنا مقتصرة على الإيمان ولا على كثرة العبادات
    بل جاءت بكل جوانب السعادة في هذه الحياة وجاءت بأدق التفاصيل

    فتصور كيف جاءت التفاصيل
    (لا يتناجى اثنان دون الثالث فإن ذلك يحزنه)

    لا تتكلم أنت وثان والثالث إلى جواركما فيحزنه ذلك

    هل رأيتم رفعة في مراعاة المشاعر أعظم من هذا؟
    هل رأيتم سمواً في المعاملة
    ومراعاة النفسيات أكثر من هذا؟
    وهذا في صلب ديننا
    أسأل الله عز وجل
    أن يرزق قلوبنا السعادة ونفوسنا السماحة
    وألفاظنا حسن القول
    وأعمالنا صلاح العمل.
    نسألك اللهم أن تهذب نفوسنا وتحسن أقوالنا وتصلح أعمالنا وتخلص نياتنا وتطهر قلوبنا وتزكي نفوسنا
    نسألك اللهم أن تشيع المحبة والمودة فيما بيننا.


    أختكم/أوفاق
    مواضيع ذات صلة
يتصفح هذا الموضوع الآن
تقليص

المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

يعمل...
X