هل جفت عيناك من الدموع بين يدي الله ؟؟
حزب الشكوى للإمام الشاذلي رضي الله عنه
يقرأ في الأسحار
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً مباركاً كما يحب ربنا و يرضى . السلام عليك أيها النبي و رحمة الله و بركاته . اللهم صل على سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم و بارك على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا ابراهيم و على آل سيدنا ابراهيم في العالمين إنك حميد مجيد . ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم . اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على المخلوقين . أنت رب المستضعفين و أنت ربي إلى من تكلني إلى عدوّ بعيد يتجهمني أو إلى صديق قريب ملكته أمري إن لم يكن لك عليّ غضب فلا أبالي و لكن عافيتك أوسع لي . أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات و صلِّ عليه أمر الدنيا و الآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحل عليّ سخطك فلك العتبى حتى ترضى و لا حول و لا قوة إلا بك . ربي أشكو إليك تلون أحوالي و توقف سؤالي . يا من تعلقت بلطيف كرمه عوائد آمالي . يا من لا يخفى عليه خفي حالي . يا من يعلم عاقبة أمري و مآلي . رب إن ناصيتي بيدك و أموري كلها ترجع إليك و أحوالي لا تخفى عليك و آلامي وأحزاني و همومي معلومة لديك قد جل مصابي و عظم إكتئابي وانصرم شبابي و تكدر عليّ صفو شرابي و اجتمعت عليّ همومي وأوصابي و تأخر عني تعجيل مطلبي و تنجيز أعتابي . يا من إليه مرجعي و مآبي يا من يسمع سري و علانية خطابي و يعلم ما علة ألمي و حقيقة ما بي . قد عجزت قدرتي و قلت حيلتي وضعفت قوتي و تاهت فكرتي و أشكلت قضيتي . و اتسعت قصتي و ساءت حالتي و بعدت أمنيتي و عظمت حسرتي و تصاعدت زفرتي . و فضح مكنون سري أسبال دمعتي . و أنت ملجئي ووسيلتي و إليك أرفع بثي و حزني وشكايتي و أرجوك لدفع علتي . يا من يعلم مرقى علانيتي . اللهم بابك مفتوح للسائل . و فضلك مبذولٌ للنائل وإليك منتهى الشكوى و غاية الوسائل اللهم ارحم دمعي السائل وجسمي الناحل و حالي الحائل و سِنادي المائل . يا من إليه ترفع الشكوى يا عالم السر و النجوى يا من يسمع و يرى و هو بالمنظر الأعلى يا رب الأرض و السما يا من له الاسماء الحسنى يا صاحب الدوام و البقا . رب عبدك قد ضاقت به الاسباب و غلقت دونه الابواب و تعذر عليه سلوك طريق الصواب و دار به الهم و الغم والاكتئاب و تقضى عمره و لم يُفتح له إلى فسيح تلك الحضرات ومناهل الصفو و الراحات باب و تصرمت أيامه والنفس راتعة في ميادين الغفلة ودنئ الاكتساب . وأنت المرجوّ لكشف هذا المصاب . يا من إذا دعي أجاب يا سريع الحساب . يا رب الارباب يا عظيم الجناب رب لا تحجب دعوتي و لا ترد مسألتي و لا تدَعني بحسرتي ولا تكلني إلى حولي و قوتي وارحم عجزي وفاقتي فقد ضاق صدري و تاه فكري و قد تحيرت في أمري و أنت العالم بسري و جهري المالك لنفعي و ضري القادر على تفريج كربي و تيسير عسري . رب ارحم من عظم مرضه و عز شفاؤه يا من غمر العباد بفضله وعطاؤه ووسع البرية جوده ونعماؤه ها أنا ذا عبدك . محتاج إلى فضلك . فقير أنتظر جودك و نعمك و رفدك مذنب أسأل منك الغفران . جانٍ خائف أطلب منك الصفح و الأمان . مسئ عاص فعسى توبة تجلو بأنوارها ظلمات الإساءة و العصيان . سائل باسط يد الفاقة الكلية يسأل منك الجود و الإحسان . مسجون مقيد فعسى يُفَك قيدُه و يطلَق من سجن حجابه إلى فسيح حضرات الشهود والعيان جائع عار فعسى أن يطعم من ثمرات التقريب ويُكسى من حلل الأمان . ظمآن . ظمآن . ظمآن تتأجج في أحشائه لهيب النيران . فعسى يبرد عنه نار الكرب . و يُسقى من شراب الحب . و يكرع من كاسات القرب . و يذهب عنه البؤس و الآلام و الاحزان . وينعم بعد بؤسه و ألمه و يُشفى من بعد مرضه حين كان ما كان ناء غريب مصاب قد بعد عن الأهل و الأوطان . فعسى أن يذهب عنه صدأ القلب والشقا و يعود له القرب و اللقا و يبدوَ ِلَهُ سلَع و النقا . و يلوح له الاثلُ والبانُ . و تحل عليه الرحمة و الرضوان . يا عظيم يا منان يارحيم يا رحمن يا صاحب الجود و الامتنان و الرحمة و الغفران . يا رب ارحم من ضاقت عليه الأكوان . و لم تؤنسه الثقلان و قد أصبح مُولَعاً حيران .و أمسى غريبا ولو كان بين الأهل والأوطان . منزعجا لا يأويه مكان.و لا يُلهيه عن بثه وحزنه تغير الأزمان مستوحش لا يؤنس قلبه إنس و لا جانٌ يا من لا يسكن قلب إلا بقربه و أنواره و لا يحيى عبد إلا بلطفه و إبراره و لا يبقى وجود إلا بإمداده و إظهاره . يا من آنس عباده الأبرار و أولياءه المقربين الأخيار بمناجاته و أسراره . يا من أمات و أحيى و أقصى و أدنى و أسعد و أشقى وأضل وهدى و أفقر و أغنى و عافى و أبلى و قدر و قضى . كل بعظيم تدبيره وسابق تقديره رب أي باب يُقصَد غير بابك و أي جناب يتوجه إليه غير جنابك . أنت العليم العظيم الذي لا حول و لا قوة إلا بك رب لمن أقصد و أنت المقصود . و إلى من أتوجه و أنت الحق الموجود . و من ذا الذي يعطي وأنت صاحب الجود .ومن ذا الذي أسأله و أنت الرب المعبود . و هل في الوجود رب سواك فيدعى أم في المملكة إله غيرك فيرجى . أم هل كريم غيرك فيطلب منه العطا . أم هل ثمَّ جَوَادٌ سواك فيسأل منه الفضل والنَّعما . أم هل حاكم غيرك فَتُرفع إليه الشكوى . أم هل من ملجأ للعبد الفقير يعتمد عليه . أم هل سواك رب تُبسط الأكف و تُرفع الحاجات إليه فليس إلا كرمك وجودك يا من لا ملجأ منه إلا إليه يا من يجير و لا يجار عليه ألهمتنا فعرفنا أغيرك ها هنا رب فيرجى أو جواد فيُسأل منه العطا قد جفاني القريب و ملني الطبيب وشمت بي العدو و القريب و اشتد بي الكرب و النحيب و أنت الودود القريب الرؤوف المجيب رب إلى من أشتكي و أنت العليم القادر أم بمن أستنصر و أنت الولي الناصر أم بمن أستغيث و أنت القوي القاهر أم إلى من ألتجئ و أنت الكريم الساتر أم من ذا الذي يجبر كسري و أنت للقلوب جابر أم من ذا الذي يغفر عظيم ذنبي و أنت الرحيم الغافر يا عالم بما في السرائر يا من هو مطلع على مكنون الضمائر يا من هو فوق عباده قاهر يا من هو الأول و الآخر والباطن و الظاهر رب دُل حيرة هذا العبد المكابر وجد باللطف والهداية والتوفيق و العناية على عبد ليس له منك بُد وهو إليك صائر يا إله العباد يا صاحب الجود و يا ممرضي و أنت طبيبي فلمن أشتكي و أنت عليم يا إلهي بعلتي و الذي بي حقيق علي أن لا أشتكي إلا إليك و لا عزم لي أن لا أتوكل إلا عليك يا من عليه يتوكل المتوكلون يامن إليه يلجأ الخائفون يا من بكرمه و جميل عوائده يتعلق الراجون يا من بسلطان قهره وعظيم رحمته يستغيث المضطرون يا من لوسع عطائه و جميل فضله و نعمائه تُبسط الأيدي ويسأل السائلون رب فاجعلني ممن يتوكل عليك و آمن خوفي إذا وصلت إليك و لا تخيب رجائي إذا صرت بين يديك و اجعلني ممن تسوقه الضرورات إليك واعطني من فضلك العظيم و جد علي برفدك العميم واجعلني بك
و منك وإليك و اجعلني دائما بين يديك .
فارحم بجودك عبداً ما له سبب
يرجو سواك و لا علم و لا عمل
يا من به ثقتي يا من به فرجي
يا من عليه ذووا الفاقـات يتكلوا
أدرك بقية من ذابت حشاشته
قبل الفوات فقد ضاقت به الحيل
يا مفرج الكربات . يا مجلي العظيمات . يا مجيب الدعوات . يا غافر الزلات . يا ساتر العورات . يا رفيع الدرجات . يا رب الأرضين و السماوات . يا رب ارحم من ضاقت به الحيل و تشابهت لديه السبل و لم يجد لقلبه قراراً لا علم ولا عمل . يا من عليه المتكل يا من إذا شاء فعل يامن لا يبرمه سؤال من سأل رب فأجب دعائي و اسمع ندائي و لا تخيب رجائي و عجل شفاء دائي و عافني بجودك و رحمتك من عظيم بلائي يا رب يا مولاي رب إني قل اصطباري . وطال انتظاري . و اشتدت بي فاقتي و اضطراري .وعظمت علي همومي وأوزاري و أحزاني و أكداري و تطاول علي سواد ليلي و بعد عني طلوع بياض نهاري . و أنت القادر على دفع أعصاري و ذهاب آصاري و تفريج كربي و إصلاح قلبي . رب إني قد لاح لي بارقة من سحائب رحمتك فوقفت على باب حضرتك أنتظر عواطف جودك و لطائف رحمتك . و تعلقت أطماعي بعوائد إحسانك و صنائع الفضل و انبسطت آمالي في واسع كرمك ووعد ربوبيتك . فلا تردني بكرة الخائب الخاسر و لا ترجعني بحسرة النادم الحاسر . و لا تجعلني ممن حجب عن الوصول . وبقي بين الرد و القبول متردداً حائراً . يا من هو ما يشاء قادر يا قوي يا عزيز يا ناصر رب خذ بيدي و ارحم قلة صبري و ضعف جلدي رب إني اشكو إليك بثي و حزني و كمدي يا من هو غوثي و ملجئي و مولاي و سندي رب فأطلقني من سجن الحجاب و منَّ عليَّ بما مننت به على الأولياء و الأحباب و طهر قلبي من الشرك و الشك والارتياب و ثبتني أبداً قائماً في الحياة و عند الممات على السنة و الكتاب . وفهمني و علمني و ذكرني ووفقني . و اجعلني من أولي الفهم في الخطاب وكن لي بلطفك و رحمتك و حنانك و رأفتك فيما بقي من عمري و عند حضور أجلي و يوم يقوم الأشهاد للحساب و آمن خوفي و اجعلني من الطيبين الطاهرين و ممن يُتلقى بسلام إذا فتحت الأبواب . رب أنت الذي بقدرتك خلقتني و برحمتك هديتني . و بنعمتك ربيتني . و بلطفك غذيتني . و بجميل سترك سترتني و في أحسن صورة ركبتني و في عوالم إبداعك أبدأتني . و في خير أمة أخرجتني و سبيل النجدين ألهمتني . فأتمم عليً نعمتك التي لا تحصى وكمل لدي أياديَك التي لا تُنسى و اجعلني ممن هدى و اهتدى و سمع ووعى . و قرب و أدنى .و من سبقت له منك الحسنى .وممن نال أفضل ما يتمنى واجعلني من أهل القرب و اللقا و الرتبة العليا في دار البقا . ولاتجعلني ممن ضل و غوى و لا ممن قُسم له نصيب من الشقا و لا ممن اشتغل بما يفنى . و لا ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صُنعا . ربنا وسعت كل شئ رحمة و علما و قد علمت ما كان و ما يكون منا و تقدس علمك الأعلى و جرى القلم بما شئت من القضا . فليس لنا إلا ما إليه وفقتنا و لا مفر لنا إلا عما به أردتنا . فتداركنا بفضلك و رحمتك و حفنا بعفوك و مغفرتك رب فكما وسعت كل ما كان في علمك الأعلى و أحطت بما كان و ما يكون مني و بكل شئ حكماً و علماً فجد علي في كل ذلك برحمتك الواسعة العظمى و اغمسني في بحار كرمك وعفوك و حلمك أبداً يا من إذا وعد وفى يامن وسع كل شئ رحمة و علما . إلهي طلبتك و طلبت الخلق إليك فأعني على الوصول و التوصيل إليك و اجمعني و اجمع بي من تشاء عليك . اللهم إنا نسألك حسن الأدب عند إرخاء الحجاب برحمتك ياأرحم الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
حزب الشكوى للإمام الشاذلي رضي الله عنه
يقرأ في الأسحار
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً مباركاً كما يحب ربنا و يرضى . السلام عليك أيها النبي و رحمة الله و بركاته . اللهم صل على سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم و بارك على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا ابراهيم و على آل سيدنا ابراهيم في العالمين إنك حميد مجيد . ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم . اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على المخلوقين . أنت رب المستضعفين و أنت ربي إلى من تكلني إلى عدوّ بعيد يتجهمني أو إلى صديق قريب ملكته أمري إن لم يكن لك عليّ غضب فلا أبالي و لكن عافيتك أوسع لي . أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات و صلِّ عليه أمر الدنيا و الآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحل عليّ سخطك فلك العتبى حتى ترضى و لا حول و لا قوة إلا بك . ربي أشكو إليك تلون أحوالي و توقف سؤالي . يا من تعلقت بلطيف كرمه عوائد آمالي . يا من لا يخفى عليه خفي حالي . يا من يعلم عاقبة أمري و مآلي . رب إن ناصيتي بيدك و أموري كلها ترجع إليك و أحوالي لا تخفى عليك و آلامي وأحزاني و همومي معلومة لديك قد جل مصابي و عظم إكتئابي وانصرم شبابي و تكدر عليّ صفو شرابي و اجتمعت عليّ همومي وأوصابي و تأخر عني تعجيل مطلبي و تنجيز أعتابي . يا من إليه مرجعي و مآبي يا من يسمع سري و علانية خطابي و يعلم ما علة ألمي و حقيقة ما بي . قد عجزت قدرتي و قلت حيلتي وضعفت قوتي و تاهت فكرتي و أشكلت قضيتي . و اتسعت قصتي و ساءت حالتي و بعدت أمنيتي و عظمت حسرتي و تصاعدت زفرتي . و فضح مكنون سري أسبال دمعتي . و أنت ملجئي ووسيلتي و إليك أرفع بثي و حزني وشكايتي و أرجوك لدفع علتي . يا من يعلم مرقى علانيتي . اللهم بابك مفتوح للسائل . و فضلك مبذولٌ للنائل وإليك منتهى الشكوى و غاية الوسائل اللهم ارحم دمعي السائل وجسمي الناحل و حالي الحائل و سِنادي المائل . يا من إليه ترفع الشكوى يا عالم السر و النجوى يا من يسمع و يرى و هو بالمنظر الأعلى يا رب الأرض و السما يا من له الاسماء الحسنى يا صاحب الدوام و البقا . رب عبدك قد ضاقت به الاسباب و غلقت دونه الابواب و تعذر عليه سلوك طريق الصواب و دار به الهم و الغم والاكتئاب و تقضى عمره و لم يُفتح له إلى فسيح تلك الحضرات ومناهل الصفو و الراحات باب و تصرمت أيامه والنفس راتعة في ميادين الغفلة ودنئ الاكتساب . وأنت المرجوّ لكشف هذا المصاب . يا من إذا دعي أجاب يا سريع الحساب . يا رب الارباب يا عظيم الجناب رب لا تحجب دعوتي و لا ترد مسألتي و لا تدَعني بحسرتي ولا تكلني إلى حولي و قوتي وارحم عجزي وفاقتي فقد ضاق صدري و تاه فكري و قد تحيرت في أمري و أنت العالم بسري و جهري المالك لنفعي و ضري القادر على تفريج كربي و تيسير عسري . رب ارحم من عظم مرضه و عز شفاؤه يا من غمر العباد بفضله وعطاؤه ووسع البرية جوده ونعماؤه ها أنا ذا عبدك . محتاج إلى فضلك . فقير أنتظر جودك و نعمك و رفدك مذنب أسأل منك الغفران . جانٍ خائف أطلب منك الصفح و الأمان . مسئ عاص فعسى توبة تجلو بأنوارها ظلمات الإساءة و العصيان . سائل باسط يد الفاقة الكلية يسأل منك الجود و الإحسان . مسجون مقيد فعسى يُفَك قيدُه و يطلَق من سجن حجابه إلى فسيح حضرات الشهود والعيان جائع عار فعسى أن يطعم من ثمرات التقريب ويُكسى من حلل الأمان . ظمآن . ظمآن . ظمآن تتأجج في أحشائه لهيب النيران . فعسى يبرد عنه نار الكرب . و يُسقى من شراب الحب . و يكرع من كاسات القرب . و يذهب عنه البؤس و الآلام و الاحزان . وينعم بعد بؤسه و ألمه و يُشفى من بعد مرضه حين كان ما كان ناء غريب مصاب قد بعد عن الأهل و الأوطان . فعسى أن يذهب عنه صدأ القلب والشقا و يعود له القرب و اللقا و يبدوَ ِلَهُ سلَع و النقا . و يلوح له الاثلُ والبانُ . و تحل عليه الرحمة و الرضوان . يا عظيم يا منان يارحيم يا رحمن يا صاحب الجود و الامتنان و الرحمة و الغفران . يا رب ارحم من ضاقت عليه الأكوان . و لم تؤنسه الثقلان و قد أصبح مُولَعاً حيران .و أمسى غريبا ولو كان بين الأهل والأوطان . منزعجا لا يأويه مكان.و لا يُلهيه عن بثه وحزنه تغير الأزمان مستوحش لا يؤنس قلبه إنس و لا جانٌ يا من لا يسكن قلب إلا بقربه و أنواره و لا يحيى عبد إلا بلطفه و إبراره و لا يبقى وجود إلا بإمداده و إظهاره . يا من آنس عباده الأبرار و أولياءه المقربين الأخيار بمناجاته و أسراره . يا من أمات و أحيى و أقصى و أدنى و أسعد و أشقى وأضل وهدى و أفقر و أغنى و عافى و أبلى و قدر و قضى . كل بعظيم تدبيره وسابق تقديره رب أي باب يُقصَد غير بابك و أي جناب يتوجه إليه غير جنابك . أنت العليم العظيم الذي لا حول و لا قوة إلا بك رب لمن أقصد و أنت المقصود . و إلى من أتوجه و أنت الحق الموجود . و من ذا الذي يعطي وأنت صاحب الجود .ومن ذا الذي أسأله و أنت الرب المعبود . و هل في الوجود رب سواك فيدعى أم في المملكة إله غيرك فيرجى . أم هل كريم غيرك فيطلب منه العطا . أم هل ثمَّ جَوَادٌ سواك فيسأل منه الفضل والنَّعما . أم هل حاكم غيرك فَتُرفع إليه الشكوى . أم هل من ملجأ للعبد الفقير يعتمد عليه . أم هل سواك رب تُبسط الأكف و تُرفع الحاجات إليه فليس إلا كرمك وجودك يا من لا ملجأ منه إلا إليه يا من يجير و لا يجار عليه ألهمتنا فعرفنا أغيرك ها هنا رب فيرجى أو جواد فيُسأل منه العطا قد جفاني القريب و ملني الطبيب وشمت بي العدو و القريب و اشتد بي الكرب و النحيب و أنت الودود القريب الرؤوف المجيب رب إلى من أشتكي و أنت العليم القادر أم بمن أستنصر و أنت الولي الناصر أم بمن أستغيث و أنت القوي القاهر أم إلى من ألتجئ و أنت الكريم الساتر أم من ذا الذي يجبر كسري و أنت للقلوب جابر أم من ذا الذي يغفر عظيم ذنبي و أنت الرحيم الغافر يا عالم بما في السرائر يا من هو مطلع على مكنون الضمائر يا من هو فوق عباده قاهر يا من هو الأول و الآخر والباطن و الظاهر رب دُل حيرة هذا العبد المكابر وجد باللطف والهداية والتوفيق و العناية على عبد ليس له منك بُد وهو إليك صائر يا إله العباد يا صاحب الجود و يا ممرضي و أنت طبيبي فلمن أشتكي و أنت عليم يا إلهي بعلتي و الذي بي حقيق علي أن لا أشتكي إلا إليك و لا عزم لي أن لا أتوكل إلا عليك يا من عليه يتوكل المتوكلون يامن إليه يلجأ الخائفون يا من بكرمه و جميل عوائده يتعلق الراجون يا من بسلطان قهره وعظيم رحمته يستغيث المضطرون يا من لوسع عطائه و جميل فضله و نعمائه تُبسط الأيدي ويسأل السائلون رب فاجعلني ممن يتوكل عليك و آمن خوفي إذا وصلت إليك و لا تخيب رجائي إذا صرت بين يديك و اجعلني ممن تسوقه الضرورات إليك واعطني من فضلك العظيم و جد علي برفدك العميم واجعلني بك
و منك وإليك و اجعلني دائما بين يديك .
فارحم بجودك عبداً ما له سبب
يرجو سواك و لا علم و لا عمل
يا من به ثقتي يا من به فرجي
يا من عليه ذووا الفاقـات يتكلوا
أدرك بقية من ذابت حشاشته
قبل الفوات فقد ضاقت به الحيل
يا مفرج الكربات . يا مجلي العظيمات . يا مجيب الدعوات . يا غافر الزلات . يا ساتر العورات . يا رفيع الدرجات . يا رب الأرضين و السماوات . يا رب ارحم من ضاقت به الحيل و تشابهت لديه السبل و لم يجد لقلبه قراراً لا علم ولا عمل . يا من عليه المتكل يا من إذا شاء فعل يامن لا يبرمه سؤال من سأل رب فأجب دعائي و اسمع ندائي و لا تخيب رجائي و عجل شفاء دائي و عافني بجودك و رحمتك من عظيم بلائي يا رب يا مولاي رب إني قل اصطباري . وطال انتظاري . و اشتدت بي فاقتي و اضطراري .وعظمت علي همومي وأوزاري و أحزاني و أكداري و تطاول علي سواد ليلي و بعد عني طلوع بياض نهاري . و أنت القادر على دفع أعصاري و ذهاب آصاري و تفريج كربي و إصلاح قلبي . رب إني قد لاح لي بارقة من سحائب رحمتك فوقفت على باب حضرتك أنتظر عواطف جودك و لطائف رحمتك . و تعلقت أطماعي بعوائد إحسانك و صنائع الفضل و انبسطت آمالي في واسع كرمك ووعد ربوبيتك . فلا تردني بكرة الخائب الخاسر و لا ترجعني بحسرة النادم الحاسر . و لا تجعلني ممن حجب عن الوصول . وبقي بين الرد و القبول متردداً حائراً . يا من هو ما يشاء قادر يا قوي يا عزيز يا ناصر رب خذ بيدي و ارحم قلة صبري و ضعف جلدي رب إني اشكو إليك بثي و حزني و كمدي يا من هو غوثي و ملجئي و مولاي و سندي رب فأطلقني من سجن الحجاب و منَّ عليَّ بما مننت به على الأولياء و الأحباب و طهر قلبي من الشرك و الشك والارتياب و ثبتني أبداً قائماً في الحياة و عند الممات على السنة و الكتاب . وفهمني و علمني و ذكرني ووفقني . و اجعلني من أولي الفهم في الخطاب وكن لي بلطفك و رحمتك و حنانك و رأفتك فيما بقي من عمري و عند حضور أجلي و يوم يقوم الأشهاد للحساب و آمن خوفي و اجعلني من الطيبين الطاهرين و ممن يُتلقى بسلام إذا فتحت الأبواب . رب أنت الذي بقدرتك خلقتني و برحمتك هديتني . و بنعمتك ربيتني . و بلطفك غذيتني . و بجميل سترك سترتني و في أحسن صورة ركبتني و في عوالم إبداعك أبدأتني . و في خير أمة أخرجتني و سبيل النجدين ألهمتني . فأتمم عليً نعمتك التي لا تحصى وكمل لدي أياديَك التي لا تُنسى و اجعلني ممن هدى و اهتدى و سمع ووعى . و قرب و أدنى .و من سبقت له منك الحسنى .وممن نال أفضل ما يتمنى واجعلني من أهل القرب و اللقا و الرتبة العليا في دار البقا . ولاتجعلني ممن ضل و غوى و لا ممن قُسم له نصيب من الشقا و لا ممن اشتغل بما يفنى . و لا ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صُنعا . ربنا وسعت كل شئ رحمة و علما و قد علمت ما كان و ما يكون منا و تقدس علمك الأعلى و جرى القلم بما شئت من القضا . فليس لنا إلا ما إليه وفقتنا و لا مفر لنا إلا عما به أردتنا . فتداركنا بفضلك و رحمتك و حفنا بعفوك و مغفرتك رب فكما وسعت كل ما كان في علمك الأعلى و أحطت بما كان و ما يكون مني و بكل شئ حكماً و علماً فجد علي في كل ذلك برحمتك الواسعة العظمى و اغمسني في بحار كرمك وعفوك و حلمك أبداً يا من إذا وعد وفى يامن وسع كل شئ رحمة و علما . إلهي طلبتك و طلبت الخلق إليك فأعني على الوصول و التوصيل إليك و اجمعني و اجمع بي من تشاء عليك . اللهم إنا نسألك حسن الأدب عند إرخاء الحجاب برحمتك ياأرحم الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين