وقفة مع آية \مسجداً ضراراً
قال تعالى :
((وَالّذِينَ اتّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاّ الْحُسْنَىَ وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لّمَسْجِدٌ أُسّسَ عَلَى التّقْوَىَ مِنْ أَوّلِ يَوْمٍ أَحَقّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبّونَ أَن يَتَطَهّرُواْ وَاللّهُ يُحِبّ الْمُطّهّرِينَ))
كان بالمدينة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها رجل من الخزرج يقال له أبو عامر الراهب، وكان قد تنصر في الجاهلية وقرأ علم أهل الكتاب، وكان فيه عبادة في الجاهلية وله شرف في الخزرج كبير، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجراً إلى المدينة واجتمع المسلمون عليه وصارت للإسلام كلمة عالية وأظهرهم الله يوم بدر، شرق اللعين أبو عامر بريقه وبارز بالعداوة وظاهر بها، وخرج فاراً إلى كفار مكة من مشركي قريش، يمالئهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمعوا بمن وافقهم من أحياء العرب وقدموا عام أحد، فكان من أمر المسلمين ما كان وامتحنهم الله عز وجل، وكانت العاقبة للمتقين، وكان هذا الفاسق قد حفر حفائر فيما بين الصفين، فوقع في إحداهن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصيب ذلك اليوم فجرح وجهه وكسرت رباعيته اليمنى السفلى وشج رأسه صلوات الله وسلامه عليه، وتقدم أبو عامر في أول المبارزة إلى قومه من الأنصار فخاطبهم واستمالهم إلى نصره وموافقته، فلما عرفوا كلامه قالوا: لا أنعم الله بك عيناً يا فاسق يا عدو الله، ونالوا منه وسبوه فرجع وهو يقول: والله لقد أصاب قومي بعدي شر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعاه إلى الله قبل فراره وقرأ عليه من القرآن، فأبى أن يسلم وتمرد، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يموت بعيداً طريداً فنالته هذه الدعوة، وذلك أنه لما فرغ الناس من أحد، ورأى أمر الرسول صلى الله عليه وسلم في ارتفاع وظهور، ذهب إلى هرقل ملك الروم يستنصره على النبي صلى الله عليه وسلم فوعده ومناه وأقام عنده، وكتب إلى جماعة من قومه من الأنصار من أهل النفاق والريب يعدهم ويمنيهم أنه سيقدم بجيش يقاتل به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويغلبه ويرده عما هو فيه،
وأمرهم أن يتخذوا له معقلاً يقدم عليهم فيه من يقدم من عنده لأداء كتبه ويكون مرصداً له إذا قدم عليهم بعد ذلك، فشرعوا في بناء مسجد مجاور لمسجد قباء فبنوه وأحكموه وفرغوا منه قبل خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك، وجاءوا فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي إليهم فيصلي في مسجدهم ليحتجوا بصلاته فيه على تقريره وإثباته، وذكروا أنهم إنما بنوه للضعفاء منهم وأهل العلة في الليلة الشاتية، فعصمه الله من الصلاة فيه فقال: «إنا على سفر ولكن إذا رجعنا إن شاء الله» فلما قفل عليه السلام راجعاً إلى المدينة من تبوك ولم يبق بينه وبينها إلا يوم أو بعض يوم، نزل عليه جبريل بخبر مسجد الضرار وما اعتمده بانوه من الكفر والتفريق بين جماعة المؤمنين في مسجدهم مسجد قباء الذي أسس من أول يوم على التقوى. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك المسجد من هدمه قبل مقدمه المدينة،
نحن نعرف دور المسجد في الإسلام وأهميته فهو مكان العبادة الفردية والجماعية , وهو مكان اللقاء اليومي المتكرر بين المسلمين من مختلف طبقات المجتمع الإسلامي فتناقش فيه المواضيع والمسائل وتتخذ فيه القرارات المناسبة ومن المسجد تنطلق الجيوش الفاتحة وهو المكان الوحيد الذي يؤمه المسلمون بهذه الكثافة العددية والتنوع في التخصصات والآراء .
وعلى هذه الخلفية أقام ابو عامر وأتباعه مسجداً كي يؤدي دوراً مضاداً في هدم دولة الإسلام وكأنهم أقاموا بذلك دولة داخل دوله لتحقيق الأغراض التالية :
1ـ الإضرار بالدولة الإسلامية ولذلك سمي مسجد الضرار((وَالّذِينَ اتّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً))
2ـ الكفر لأن زعيمهم كافر ودعوتهم كافرة تتستر بأسم الإسلام((وَكُفْراً))
3ـ التفريق بين المؤمنين بسلخ قطاع من المسلمين المفروض حضورهم حول الرسول صلى الله عليه وسلم دوماً فيذهبون للصلاة فيه وهم لا يعلمون حقيقته((وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ))
4ـ الإرصاد لمن حارب الله ورسوله من قبل , والمسجد لا يشك فيه أنه نظيف فلا يكتشف أمرهم سريعاً كما ظنوا((وَإِرْصَاداً لّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ))
وامعاناً منهم في التضليل فإنهم يحلفون الإيمان أنهم ما أرادوا إلا الحسنى , والله سبحانه وتعالى الذي يعلم السر وأخفى قد كشفهم وشهد أنهم كاذبون (( وَلَيَحْلِفَنّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاّ الْحُسْنَىَ وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنّهُمْ لَكَاذِبُونَ )) فكان القرار السديد الذي نزل من فوق سبع سموات بهدمه وتحريقه وجعل مكانه مكباً للنفايات
والله سبحانه وتعالى أعلم وهو الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب
قال تعالى :
((وَالّذِينَ اتّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاّ الْحُسْنَىَ وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لّمَسْجِدٌ أُسّسَ عَلَى التّقْوَىَ مِنْ أَوّلِ يَوْمٍ أَحَقّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبّونَ أَن يَتَطَهّرُواْ وَاللّهُ يُحِبّ الْمُطّهّرِينَ))
كان بالمدينة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها رجل من الخزرج يقال له أبو عامر الراهب، وكان قد تنصر في الجاهلية وقرأ علم أهل الكتاب، وكان فيه عبادة في الجاهلية وله شرف في الخزرج كبير، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجراً إلى المدينة واجتمع المسلمون عليه وصارت للإسلام كلمة عالية وأظهرهم الله يوم بدر، شرق اللعين أبو عامر بريقه وبارز بالعداوة وظاهر بها، وخرج فاراً إلى كفار مكة من مشركي قريش، يمالئهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمعوا بمن وافقهم من أحياء العرب وقدموا عام أحد، فكان من أمر المسلمين ما كان وامتحنهم الله عز وجل، وكانت العاقبة للمتقين، وكان هذا الفاسق قد حفر حفائر فيما بين الصفين، فوقع في إحداهن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصيب ذلك اليوم فجرح وجهه وكسرت رباعيته اليمنى السفلى وشج رأسه صلوات الله وسلامه عليه، وتقدم أبو عامر في أول المبارزة إلى قومه من الأنصار فخاطبهم واستمالهم إلى نصره وموافقته، فلما عرفوا كلامه قالوا: لا أنعم الله بك عيناً يا فاسق يا عدو الله، ونالوا منه وسبوه فرجع وهو يقول: والله لقد أصاب قومي بعدي شر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعاه إلى الله قبل فراره وقرأ عليه من القرآن، فأبى أن يسلم وتمرد، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يموت بعيداً طريداً فنالته هذه الدعوة، وذلك أنه لما فرغ الناس من أحد، ورأى أمر الرسول صلى الله عليه وسلم في ارتفاع وظهور، ذهب إلى هرقل ملك الروم يستنصره على النبي صلى الله عليه وسلم فوعده ومناه وأقام عنده، وكتب إلى جماعة من قومه من الأنصار من أهل النفاق والريب يعدهم ويمنيهم أنه سيقدم بجيش يقاتل به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويغلبه ويرده عما هو فيه،
وأمرهم أن يتخذوا له معقلاً يقدم عليهم فيه من يقدم من عنده لأداء كتبه ويكون مرصداً له إذا قدم عليهم بعد ذلك، فشرعوا في بناء مسجد مجاور لمسجد قباء فبنوه وأحكموه وفرغوا منه قبل خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك، وجاءوا فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي إليهم فيصلي في مسجدهم ليحتجوا بصلاته فيه على تقريره وإثباته، وذكروا أنهم إنما بنوه للضعفاء منهم وأهل العلة في الليلة الشاتية، فعصمه الله من الصلاة فيه فقال: «إنا على سفر ولكن إذا رجعنا إن شاء الله» فلما قفل عليه السلام راجعاً إلى المدينة من تبوك ولم يبق بينه وبينها إلا يوم أو بعض يوم، نزل عليه جبريل بخبر مسجد الضرار وما اعتمده بانوه من الكفر والتفريق بين جماعة المؤمنين في مسجدهم مسجد قباء الذي أسس من أول يوم على التقوى. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك المسجد من هدمه قبل مقدمه المدينة،
نحن نعرف دور المسجد في الإسلام وأهميته فهو مكان العبادة الفردية والجماعية , وهو مكان اللقاء اليومي المتكرر بين المسلمين من مختلف طبقات المجتمع الإسلامي فتناقش فيه المواضيع والمسائل وتتخذ فيه القرارات المناسبة ومن المسجد تنطلق الجيوش الفاتحة وهو المكان الوحيد الذي يؤمه المسلمون بهذه الكثافة العددية والتنوع في التخصصات والآراء .
وعلى هذه الخلفية أقام ابو عامر وأتباعه مسجداً كي يؤدي دوراً مضاداً في هدم دولة الإسلام وكأنهم أقاموا بذلك دولة داخل دوله لتحقيق الأغراض التالية :
1ـ الإضرار بالدولة الإسلامية ولذلك سمي مسجد الضرار((وَالّذِينَ اتّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً))
2ـ الكفر لأن زعيمهم كافر ودعوتهم كافرة تتستر بأسم الإسلام((وَكُفْراً))
3ـ التفريق بين المؤمنين بسلخ قطاع من المسلمين المفروض حضورهم حول الرسول صلى الله عليه وسلم دوماً فيذهبون للصلاة فيه وهم لا يعلمون حقيقته((وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ))
4ـ الإرصاد لمن حارب الله ورسوله من قبل , والمسجد لا يشك فيه أنه نظيف فلا يكتشف أمرهم سريعاً كما ظنوا((وَإِرْصَاداً لّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ))
وامعاناً منهم في التضليل فإنهم يحلفون الإيمان أنهم ما أرادوا إلا الحسنى , والله سبحانه وتعالى الذي يعلم السر وأخفى قد كشفهم وشهد أنهم كاذبون (( وَلَيَحْلِفَنّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاّ الْحُسْنَىَ وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنّهُمْ لَكَاذِبُونَ )) فكان القرار السديد الذي نزل من فوق سبع سموات بهدمه وتحريقه وجعل مكانه مكباً للنفايات
والله سبحانه وتعالى أعلم وهو الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب