وصف جبريل عليه السلام في القرآن الكريم
جبريل عبارة عن علم اعجمى وانه تعريب لفظ جبريئيل العبرى الذى يشتق الى جزئين هما ( جبر + إيل ) وجبر بمعنى الشديد القوى أو جبار وله معانى اخرى مثل الجندى شديد البأس أو معنى البطل وكل المعانى تصب فى اناء القوة والجبار . والشق الثانى وهو إيل معنى يدل على رفعة المكانة والسمو وارتفاع الشأن ولكن يتفوق عليهما معنى الأله أو الله . وعلية فأن معنى جبرائيل هو جبار الله . والقرأن أنزل باللغة العربية على رسول عربى وعلى العرب البذرة الرئسية فى شجرة الجهاد لنشر الرسالة الأسلامية على يدى رسول الله . وعلية فأن القرأن حينما ذكر الملك الوحى المنزل بالرسالة الأسلامية لم يذكره باللغة العبرية ولكن تكريما للعرب فقد عرب الله لهم فى القرأن اسم جبريئيل الى جبريل وذلك ايضا نابعا من أن القرأن عربيا وليس عبريا , وأذا ذكر اسم عبرى فى القرأن مثل أسرائيل فذلك حتمى لأنه اسم نبى من البشر لا يصح تغير أسمه وإلا لن يتعرف علية من يخاطبهم القرأن الكريم ومع ذلك فقد ذكره الله بأنه يعقوب عليه السلام لان القرأن خاطب كل من الديانات السماوية السابقه ومن لا يدينون بالعقائد السماوية ايضا فمنهم من يعرف اسم النبى اسرائيل ومنهم من يعرفه على انه يعقوب عليه السلام . لكن الأمر مختلف بالنسبة للملائكة والوحى الأمين فيكفى ان يشير بالدلالة عليهم وبصفاتهم التى لا تختلط أو يكون فيها لبس أو انكار فى اى من الديانات السماوية جميعا . وذلك هو الأعجاز الخطابى فى القرأن الذى يوجز المعنى فيشمل كل الدلائل والبراهين وهذا واضح للجميع بأن الله يتحدث على سيدنا جبريل عليه السلام بدون ان يذكر اسمه فى قول الله تعالى ({وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى* فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} (10:1) سورة النجم.
وأيضا قوله تبارك وتعالي: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ * وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ*وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ } (23:19) سورة التكوير. ) وهنا نجد انه لا يمكن ان يختلف عاقل على أن لفظ (صَاحِبُكُم) هو سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وان جملة(عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) هو سيدنا جبريل عليه السلام والمحذوف لدلالة السياق عليه فى نص الأيات ومن هنا كان الاعجاز القرأنى يجعلك تتعايش مع الأيات والأحداث بالوصول للمعنى الكامل بدون اجاهد للعقل لأنه كلام الله وأياته البينات الوضوح للعالمين .
وعندما ذكر الله اسم الوحى الأمين لم يذكره بالأسم العبرى جبريئيل ولكنه ذكر ثلاث مرات بأسم جبريل وسبب ذكر اسمه هو حتمى لا بد منه لأن الحديث والأيات تدور حول اعداء سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وأعداء سيدنا جبريل علية السلام . فليس من المنطق ان نتحدث عن اطراف عداء بدون أن نذكر أسماء كما جاء فى قوله عز وجل (({قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ} (97) سورة البقرة
{مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ} (98) سورة البقرة
{وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} (4) سورة التحريم. )) فلا يختلف عاقل على حتمية ذكر سيدنا جبريل عليه السلام فى الأيات السابقة . والحقيقة انه عند قرأة القرأن الكريم تجد نفسك أمام كلام الهى يخاطب العقل والعاطفة والروح الأيمانية فى البشر بشكل عام ولا يحتاج الى مثل التقسيمات والتحليلات التى لا تؤثر بالسلب أو الأيجاب على من دخل الأيمان واستقر فى عقله وقلبه فلا يشغل بال المؤمن بالله مثل مسألة تحليل أسم جبريل أو جبريئيل الى (جبر+ يل ) أو (جبر + إيل ) ولكن يشغل باله وفكره طاعة الله ورضاه والتقرب اليه بصالح الأعمال والبعد عن الرزائل والمنكرات . ومرافقة الحبيب سيدنا محمد صل الله علية وسلم فى جنات النعيم ( اللهم آمين )
واللهم اغفر لأمواتنا من المسلمين وتجاوز عن سيئاتهم و اجعل قبورهم روضة من رياض الجنة