حكماء الهند فلا يضعون جميع أعمالهم إلا عددية ولم ينقل عن أحد من الحكماء أن يبسط البسط الأول حرفيا وإنما يوجد ذلك في استخراج الأعوان وهيولى العمل وهذا يثبت لفظا ولا يثبت خطا إلا أول مستكعبات الهيولى بين الطالب والمطلوب وكذا بقية ما يستكعبه من المظاهر والطالع وربه والمنزلة وما يضاف الى الأعمال لا يثبتون في الأصول بل يضافون إلى القسم المستخرج من الأصول ويضاف الخادم السفلى الى الأعوان المستخرجة من اسم المطلوب واعلم أنه لم ينقل اسم المطلوب يستخرج منه قسم ولكن يستكعب بالمركب العددى وبالمركب الحرفي بمكرره ويضم إلى القسم وكلاهما وارد عن الهرامسة الأول وأن المثبوت هو الأصول المكسرة بعد بسطها وإثبات مخرجها والموازين من الجانبين حروفا قائم أعداد ثم استنطاق ذلك العدد وهو قولهم مثلثة وحروف العنصر الغالب مثبوتة أيضا تحت أسطر التوليد ولا يثبت في جهة الأصول غير ما ذكرت وأما جهة الدائرة فيثبت ما استخرج منه طبع العمل وهي حروف الزوايا الأربع والقطبين على زوايا الدائرة وأسفلها وأعلاها من خارج وأما ما ثبت داخل الدائرة فصورة الطالب وصورة المطلوب هذا في الأعمال البشرية وأما ما يطلسم لجلب حيوان أو طرده فلا يصور في داخل الدائرة لا صور ذلك المطلوب على الهيئة المرادة فيصور في عمل الجلب على هيئة المطمئن المضطجع ورأسه من جهة يساره الدائرة واستنطاق العنصر تحته وأعداده فوق رأسه وفي عمل الطرد على هيئة المستوفر المروع الطالب النجاة والفرار وإن كان طائرا فيجعل أجنحة منشورة كأنه يطير بهما وتفتح الدائرة من جهة قصده هكذا وضعت الحكماء طلاسمهم ولم يذكر غالبهم هذه الكيفية بل بعضهم وأحالوا ذلك على فكر الطالب وكيفية التصوير مناسب :
وقال ذو مقراط وأحسنوا التصوير في الطلاسم المصورة في الأعمال فيكون مناسبا للعمل المطلوب الذي من أجله وضعت الدائرة وقال دمرغاش في منظومته :
وأحكموا التصوير في الأعمال لتبلغوا المقصود والآمال
فطمنوا في الجلب للحيوان والطرد كالخائف الحيران
فبين كل منهما أنه لابد من أحكام التصوير فقال ذو مقراط مناسبا للعمل المطلوب الذي من أجله وضعت الدائرة موافق لقول دمرغاش فطمنوا في الجلب للحيوان والطرد كالخائف الحيران وتفسير قوله مما ذكرته لك .