هل يتعادل نضجك (فكرياً وعاطفياً) مع عمرك؟
هل ازددت حكمة ولو شيئاً يسيرا مع تقدمك في العمر؟
هل أضافت لك كل سنة من عمرك شيئاً يسيراً من النضج؟
أم أنك عشت سنة أخرى فقط؟
لتعرف ما إذا كنت تنمو أو أنك تكبر فقط، إليك قياسات العمر التالية:
قياسات العمر:
1. العمر الزمني:
العمر الزمني هو قياس الفترة الزمنية التي يعيشها الشخص بالسنوات من مولده حتى وفاته.
2. العمر الجسدي:
هو مدى تطور أنظمة الجسم قياساً مع تقدم العمر الزمني.
3. العمر الفكري:
هل مستوى ذكاء المرء؛ أقل، أعلى أو مساو لعمره الزمني.
4. العمر الاجتماعي:
يقارن النمو الاجتماعي للمرء مع العمر الزمني له،
هل هذا الشخص تربطه علاقات اجتماعية تتناسب مع عمره الزمني؟
5. العمر العاطفي:
مشابه للعمر الاجتماعي، فهو يقارن النضج العاطفي مع العمر الزمني،
هل يستطيع الشخص أن يضبط عواطفه بطريقة تتناسب مع عمره الزمني؟
الحقيقة التي قد نحتاج لتوضيحها هنا هي انه لا يمكن لأي شخص منّا أن يتحكم في عمره الزمني،
وقد نملك قدرة بسيطة جداً على التحكم في العمر الجسدي والفكري.
ولكن نحن ونحن فقط من يختار عمرنا الاجتماعي والعاطفي ونحن من نملك القدرة على تعديله أو تطويره.
التأخر في النمو الاجتماعي والعاطفي ممكن معالجته ببذل الجهد وتكرار المحاولة تلو الأخرى.
تعلُم مهارات اجتماعية ملائمة وتطوير النضج العاطفي كلها خيارات متوفرة لأي شخص لا يزال يملك القدرة على التنفس.
قد يكون المرء منا ناضجا زمنياً، ولكنه غير ناضج عاطفياً،
أيضاً قد يكون ناضجا فكرياً ولكنه غير ناضج عاطفياً
ليس هناك رابط أو علاقة طردية بين العمر الزمني،
العمر الفكري،
العمر الاجتماعي،
والعمر العاطفي،
فقط لأن الشخص يزداد عمراً زمنياً فهذا لا يعني أنه ينمو عاطفياً
أو فكرياً.
النضج الزمني والفكري متحداً مع النضج العاطفي ليس شيئاً استثنائياً بل خطراً محتملاً،
فشخص ما قد بلغ جسدياً وفكرياً ولكن نموه العاطفي كطفل قد يحدث فوضى كبيرة في حياة الآخرين وبالنسبة لنفسه أيضاً.
علاقاتك تعتمد على مجموع التطور العاطفي الذي وصلت إليه، وأفضل طريقة لفهم علاقاتك أن تفهم نفسك.
الواجب الأكثر أهمية لأي شخص يرغب فعلياً في تطوير علاقاته هو أن يطور احترامه لذاته ونضجه العاطفي.
لتحديد مستوى نضجك العاطفي قارن سلوكياتك مع علامات عدم النضج العاطفي وخصائص النضج العاطفي.
علامات عدم النضج العاطفي:
1. الأحاسيس المتقلبة:
يمكن الاستدلال على الأحاسيس المتقلبة بما نسميه السلوك الانفجاري (سرعة الانفعال)،
نوبات الغضب،
تدني قدرة تجاوز الخيبة أو الإحباط،
عدم انسجام ردود الأفعال مع المسببات،
الحساسية الزائدة (المفرطة)،
عدم القدرة على تقبل الانتقاد،
الغيرة الغير مبررة،
عدم القدرة على التسامح،
نزوات مزاجية متقلبة ومتعارضة.
2. المبالغة في الاعتمادية:
التنمية البشرية الصحية تنطلق من الاعتمادية (أنا أحتاجك)،
إلى الاستقلالية (أنا لا أحتاج إلى أحد)،
إلى التكامل (نحن نحتاج لبعضنا البعض)،
المبالغة في الاعتمادية ممكن الاستدلال عليها ب* الاعتمادية الغير مناسبة، كأن تعتمد على شخص في أمر تحتاج فيه للاعتماد على نفسك أو العكس.
أو أن تبقى معتمداً على الآخرين فترة طويلة،
وهذا يشمل أن تكون شخصاً من السهل جداً التأثير عليه،
متردد،
وعرضة لاتخاذ القرارات والأحكام المفاجئة والغير مناسبة.
الأشخاص المبالغين في الاعتمادية يخافون التغيير،
ويفضلون الأوضاع والسلوكيات المعتادة
ويهربون من محاولة التغيير وتحديات التعديل.
3. سرعة الإثارة والتحفيز:
وهذا يشمل الرغبة الفورية في الإشباع وعدم القدرة على الانتظار للحصول على أي شي،
هؤلاء الأشخاص غير قادرين على تأجيل رغباتهم،
أي ترتيب الرغبات الحالية للحصول على مكافئات مستقبلية،
إخلاصهم الشخصي يدوم فقط طالما العلاقة مثمرة وتوفر لهم ما يأملون منها،
يهتمون كثيراً لمظهرهم واكسسواراتهم ومتعتهم الشخصية،
وفي المقابل فإن حياتهم الاجتماعية والمالية مشوشة للغاية.
4. الأنانية أو الفردية:
وهذه مرتبطة بقلة أو عدم تقدير الذات،
الشخص الفردي أو الأناني لا يجعل اعتباراً للآخرين،
وهم في نفس الوقت لا يحملون إلا قدراً يسيراً من التقدير لأنفسهم،
الشخص الأناني أو الفردي مشغول دوماً بأحاسيسه وأعراضه هو،
فهو يرغب في اهتمام مستمر،
يبحث عن الإطراء،
وتكون له مطالب غير مقنعة أو مبررة.
عادة لا يكون شخصاً قادراً على المنافسة،
يخسر دوماً،
ويرفض العمل أو اللعب إذا لم يستطع أن يفرض رأيه أو طريقته الخاصة.
هذا النوع من البشر لا يرى نفسه على حقيقتها،
لا يتحمل مسؤولية أفعاله وأخطاؤه
وغير قادر على انتقاد أو تصحيح نفسه،
وغير حساس تجاه مشاعر الآخرين،
فقط الأشخاص البالغين عاطفياً قادرين على تجربة أو معايشة الاعتناق
أو ما نسميه التقمص العاطفي والذي يعتبر ضروري جداً للعلاقات الناجحة .