- مدخل:
- يقول عمرو بن العاص رضي الله عنه:
- "المرء حيث يجعل نفسه، إن رفعها ارتفعت، وإن وضعها اتضعت"
في تلك البلدة الجميلة .. كان يسكن ذلك الفتى
الرائع المتميز بين اهلها جميعا
رغم صغر سنه حيث كان يبلغ (ثمانية عشر عام)..
كل اهل القرية دائمين الثناء عليه .. يحتل المركز الاول
في المدرسة .. والمسجد حتى في اوقات اللعب حينما يلعب مع شباب القرية ..يخرج فائز..
الاول في العمل التطوعي .. الاول في الصدقه .. في كل شئ يحتل ذلك المركز
ولن يتنازله عنه ..حتى وصل الأمر بدأو بأستشارته ..
حتى ان الجميع بات يشعر ان خلف ذلك .. النجاح سر ؟؟؟"
"
ف جاء ذلك اليوم وفارق هذا الفتى الأبي
القرية بل ..الحياة اجمع
ولكن ببصمة جميله جعلت كل اهل القريه
يذكرونه . .. ويبكون عليه .....
وفي إحدى تلك الليالي الحزينه التي كان يقضيها أهل القرية .. بألم على فراق ذلك الفتى الفذ..
جلس شيخه في المسجد في الثلث الاخير من الليل .. يبكي على سجادته ويدعو له
لفراق تلميذة المجد وصاحب الخلق ..ومن شدة تعبه نام .....
فرأى في المنام ذلك الفتى بحلة جميلة كان وجه كالقمر .. وفي يديه ذلك المفتاح ..
تعجب الشيخ : وقال بني كم اشتقنا إليك
كيف حالك .. ؟؟
اجاب الفتى بنبرة صوته الشجي.. شيخي انا بأفضل الحال والحمدلله..
قال الشيخ : عجبا بني اراك تحمل هذا المفتاح .؟؟ اخبرني مالخبر؟؟
قال الفتى : شيخي جئت إليك اليوم لاافصح عن سر نجاحي الذي لطالما سمعت اهل قريتي يتحدثون عنه ..
السر خلف هذا المفتاح الذي به فتحت تلك الابواب
مالذي تقصده يابني ..؟؟
المفتاح الذي يشعر الكثير اليوم انه ضاع من بين أيديهم ولكن والله إنهم في وهم كبير
فالمفتاح لم يضيع لانه معهم ..
ذلك المفتاح الذي به وصلت .. وبه سطرت تاريخي..
إنه ::
مفتـــــــــــــــاح
"
الهمـــــــــة تلك التي قيل بها .. انها
خروج النفس إلى غاية كمالها الممكن لها في العلم والعمل
انها راية المجد ...تلك التي قال بها
عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ـ أنه قال: "لا تصغرن همتكم؛ فإني لم أر أقعد عن المكرمات من صغر الهمم"
نعم فبالهمة نصل لانها هي المفتاح الذي نفتح به كل الابواب ..
قل لهم جميعا ياشيخي الغالي ... ان يخرجوا ذلك المفتاخ الذهبي
ويطلقوا عنان افكارهم واقلامهم وقبلها نفوسهم الى كل شيئ يرقى بهم بأمتهم عاليا...
وفجأة استيقظ ذلك الشيخ وقال : رحمك الله رحمك الله واسكنك فسيح جنانه..
"
والان انتهت تلك القصة .. التي نسجتها أناملي ... من واقع موجود وخيال حلق بي عاليا ..
ولكن نريد ان نخرج من هذه الصفحه ونحن اخذنا بالمفتاح ..
وانطلقنا به ...
دعوني اختم ببعض الاقوال علها ترفع من هممنا ,
قال ابن قدامة المقدسى رحمه الله :
( أعلم أن مدة حياتك محدودة, وأنفاسك معدودة, فكل نفس ينقص به جزء منك, والعمر كله قصير, والباقى منه هو اليسير .. واعلم ـ رحمك
الله ـ أن هذه الدنيا سوق متجر الأبرار, وحلية السباق بين الكرم الأخيار, ومحل تحصيل الزاد للسفر الذى ليس كالأسفار .
فبادر رحمك الله قبل فوات إمكان البدار, واغتنم أنفاسك العظيمة المقدار, واذرف دموعك على ما سلف من تفريطك, فإن القطرة
من الدموع من خشية الله تعالى تطفىء البحور من النار )
وقال القاضى ابن شداد
يصف علو همة صلاح الدين الأيوبى رحمه الله وتحرقه على الأمة :
( كان رحمة الله عنده من أمر القدس أمر
عظيم لا تحمله الجبال .. وهو كالوالدة الثكلى يجول بنفسه من طلب إلى طلب, ويحث الناس على الجهاد, ويطوف بين الأطلاب بنفسه وينادى,
( يا للإسلام ) , وعيناه تذرفان بالدموع )
قال الإمام ابن عقيل الحنبلى رحمه الله :
( إنى لا يحل لى أن أضيع ساعة من عمرى, حتى إذا تعطل لسانى عن مذاكرة ومناظرة, وبصرى عن مطالعة, أعملت فكرى فى حال راحتى وأنا مستطرح فلا أنهض
إلا وقد خطر لى ما أسطره, وإنى لأجد من حرصى على العلم وأنا فى عشر الثمانى أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين )
لا يدرك المجد من
لا يركب الخطرا.. .. ولا يـنال العـُلاَ مــن قـدَّم الحـذرا
ومـن أراد العــُلا صـفـوًا بـلا كَــدَرٍ.. .. قَضَى ولم يقضِ من إدراكه وَطَرا
مخرج:
قال الإمام ابن القيم رحمه الله :
( إذا طلع نجم الهمة فى ظلام ليل البطالة, وردفه قمر العزيمة , أشرقت أرض القلب بنور ربها