الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال):00905397600411
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
X

الذكر بأسماء الله الحسنى في منبع أصول الحكمة

المـدرسة الـروحانية الـكبرى

 
  • تصفية
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ميططرون
    كاتب الموضوع
    المدير العام
    • Nov 2010
    • 27884 
    • 2,908 
    • 611 

    إن الذكر تارة يكون مخصوصا بأوقات معلومة بخاصية معلومة وهذا يسمى رياضة وتارة يكون مطلقا في أي وقت شاء الذاكر, ولكنه بعدد مخصوص, فلأول لايكون الا في خلوة وخلوة معدة وسهر في أيام معدودة .
    وقد أفردت لذلك كتابا في الرياضيات بالأسماء الحسنى فأما ما
    كان في الخلوة فأسماء تذكر لها خواص في رياضتها ولا تنكر خواصها بل يأمره الشيخ المسلك لعرفان بعض المشايخ كأن يجلس المريد بين ايديه ويقرأ عليه الأسماء الحسنى وهو ناظر إليه, فإذا رآه تغير لونه واقشعر جلده عند اسم من الأسماء أمره يذكره في الخلوة ليكون أسرع اليه في الفتح من غيره من الأسماء الموافقة عوالمه لسر ذلك الاسم الشريف ومدد تارة يتغير لونه عند أسماء أى يتكرر ذلك منه عند ذكر اسم بعد اسم .

    فينظم الشيخ تلك الأسماء جملة ويأمره بها و تارة يكون ذكره لا اله الا الله يفتح عليه يسر لا اله إلا الله فيلهم جملة من أسماء الله الحسنى فيذكر بها ويعطي من أمدادها ما
    يهبه الله له من المواهب الرحمانية والعلوم الدينية فإن كانت الأسماء ذوات خواص وغرضه الاتصال بتلك الخواص فالذكر بهذه الأسماء يكون بعددها واقل مايكون الذكر ساعة إفاقته, وهي خمسة عشر درجة بخلاف الزمانية فإنها تزيد وتنقص بحسب حاول الشمس في البروج الجنوبية والشمالية وللذكر شوط من أجلها جمع الهمة وحضور القلب وإخلاص النية وموافقة القلب للسان حين ينطبع ذلك الذكر في عوالمه الدائمة فكلما أحدث توضأ ليكون أقرب الى وصوله إلى الله تعالى .
    وأما من أخذ اسماء من نفسه لايعرف لها خواص ولا أمره بذكرها أستاذه ودخل الخلوة فقد أدخل على نفسه الضرر العظيم فإن من عبد الله يجهل كان ما
    يفسده أكثر مما يصلحه فأما إذا ذكر جملة من الأسماء في غير الخلوة بل أحب أسماء وجعلها من جملة مايذكره من الأوراد فهذا يحصل له مدد من سر تلك الأسماء بحسب اشتقاقها ولا يلزمه خلو المعدة في تلك الحالة ولكن الأولى في جميع العبادات القولية والفعلية هو ان يكون العبد خالي الجرف, فإن المعدة إذا امتلأت بالغذاء حصل للبدن تكاسل وتقاعد وتكلف لما يعمله على العموم سواء كان ذلك عبادة أو عملا يكتب به مايقوم بقوته وقوت عياله .
    فإذا استحال ذلك الغذاء وخلت منه المعدة حصل البدن النشاط والخفة وأعين على السهر وملازمة الطاعة فان النفس كلما شبعت تذكرت الراحة والنوم وأطمأنت اليه وكرهت التكلف والتعب, ولأجل ذلك قال سقراط الحكيم لبعض تلاميذه ياهذا انظر إلى آلات الطرب كيف خلت أجوافها فحسنت أصواتها ويشهد لذلك الحديث الوارد في السنة المطهرة (ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه ) .

    فكان (ص) كثير الجوع ويشد على بطنه الكريم حجرا كل ذلك مصابرة على الجوع ومدح الحكماء خلو المعدة من الأغذية وقالوا إن أمتلأها يذهب بالفطنة فإذا كان هذا الضرر العظيم في امتلاء المعدة من الأغذية كان خلوها أجود في حق الطالب وغيره وأما الطالب فلأجل وسع فكره ونشاط بدنه على الذكر وقبول قلبه له والتلذذ به :

    وقيل للسيد يوسف عليه السلام لم لا نشبع ؟فقال أخاف أن أنسى الجائع فبالجوع تنال الحكمة وتتنور القلوب وتنفجر أعين الحكمة واما غير الطالب فينشط بدنه على الأعمال التي يكتسب بها ما يقيم به بينته وصحة بدنه إذ أكثر العدل أصلها التخمة وهي ناشئة عن الشبع ففي الجوع خير كثير وإذا تأملت قوله (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى أنا الذي أجزئ به) انفتح لك بذلك أنموذج لطيف تطلع به على حلو المعدة من الرحمة للخلق ورقة القلب ومراقبة الرب الى غير ذلك من الأسرار التي لا يطلع عليها الا العارفون بالله تعالى والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وأما صفة الذكر بالأسماء الحسنى .

    ففي الخلوة لا يذكر الا بآل التعريف ودخول أسماء الذات مقدمة على الأسماء وليكن الذكر بنسبة موافقة فإن ذكر أول مراتب الذكر فهو الذكر بعدد الاعداد الواقعة على حروف تلك الأسماء من غير آلة التعريف ولا أعداد أسماء بالذات الا أن تكون أصلية في تلك الأسماء لا مضافة اليها, فهذا هو أول مراتب الذكر بالأسماء الحسنى في الخلوات وأجود ما يأكل الذاكر في مدة الرياضة اللوز المقشور والزبيب الاحمر ودهن اللوز الملتوث بلباب الخبز يسيرا .

    وثاني مرتبة في الذكر أن يضرب الاعداد في عدد الحروف وثالث مرتبة ان يضرب الاعداد في نفسها وهذا نهاية المراتب في الذكر ثم يدعو الله بما شاء ثم يعود الى الذكر الى أن يفتح الله بما هو مرتاض لأجله ولا يجعل ذكره لأجل ذلك بل لابتغاء وجه الله تعالى وطلب القرب والمشاهدة منه عز وجل وكذلك رياضيات الآيات والأذكار المستنطقة من القرآن العظيم, كالفاتحة وآية الكرسي وسورة الجن وسورة الواقعة وماله سر مذكور لا يقصد به الطالب الا وجه القربة ليكون عبد الله تعالى فقد قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا واذا وصل العبد الى غرضه من تلك الرياضة فليداوم على تلك الأسماء التي كانت واسطة بينه وبين الله تعالى ولا يتركها فإنه قد نهى عن ذلك وهو أن العبد منهى عن ترك ما اعتاد وقطع ما دخل فيه من العبادات حتى أن بعض الائمة أوجب صوم النقل إذا دخل فيه, ثم أفطر وقال الشروع في الشيء ملزم له كل ذلك تحريض على العبادات وأفضل ما يتعبد به العبد ذكر ربه .

    فإذا تقرر أن الذكر أفضل العبادات وجب أن لايترك بعد أن اعتادته الجوارح الظاهرة والباطنة فإن ترك العبد ذكر الأسماء بعد حصول غرضه بعلم منه أنه إنما كان يذكر لضرر فإذا على الذكر بعد ذلك يعلم منه الإخلاص ويعلم السر وأخفى فأما الذكر خارج الخلوة, كالأذكار التي يتخذها الطالب من الأسماء الحسنى كجملة أو غطاء لطيفة فأول مراتب الذكر بها أن تذكر عدد حروفها والثاني أعداد حروفها الواقعة عليها والثالث مضروبة تلك الأعداد في عدد الحروف والرابع أن تضرب الأعداد في الأعداد وذلك بحسب فراغ الذاكر .

    فالذكر القليل الذي يدوم عليه أحسن من الذكر الكثير الذي لا يدوم عليه وهذا الذكر بخير الطالب اى الذاكر فيه بين أن يذكره بتقديم أسماء الذات أولا ودخول الة التعريف أو باء النداء أو التجريد من ذلك وهو انتهاء الذكر فالأول أن يقول هو الله الذي لا أله الا هو الرحمن الرحيم والثاني ان يقول الرحمن الرحيم والثالث أن يقول يا رحمن يا رحيم والرابع أن يقول رحمن رحيم كل ذلك وارد في السنة المطهرة وعن السادة الصوفية المحققين واعلم أنه لا تدخل أعداد ألة التعريف في الذكر ولافي تنزيل الأعداد في المرءات لأنها آلة لكل اسم تدخل عليه .

    وكذلك اسماء الذات الا أن تكون أصلية كما تقددم فإذا وافق اسمه تعالى الحي القيوم أخذ أعداد حي قيوم وأسقط الألف واللام من الاسمين واذا ذكر سقطت أيضا أعداد الألف واللام لأنهما لا مدخل لهما في الاعداد الوفقية وأما في الذكر فيجوز أن تأخذ اعدادهما في الذكر دون التوفيق وقال الحسن البصري رضي الله تعالى عنه:لم تؤخذ اعداد آلة التعريف لا في الذكر ولا في أعداد التكرار .

    في كل اسم كما مضى عليه السلف يعني الصحابة رضي الله عنهم وتابعيهم واما توفيق الاسماء الحسنى فقد تقدم الكلام عليه آنفا من انها توضع في القطر الاول وتكمل أدوار المربع بالأعداد وسأضع لك مثالات في ذلك تقيس عليها باقي الأسماء مع ذكر خواصها كما هي سنة الحكماء لأنهم لا يضعون مثالا الا الخاصية ليكون كلامهم كله فوائد .
    رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْـزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ
    مواضيع ذات صلة
  • وردة المدينة
    أعضاء نشطين
    • Nov 2012
    • 2654 

    #2
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
    تعليق
    يتصفح هذا الموضوع الآن
    تقليص

    المتواجدون الآن 1. الأعضاء 0 والزوار 1.

    يعمل...
    X