قال بطليموس:الانتقال من المجمع الحرفي الى الجمع العددي فيه سر عظيم وتأثير غزير مخلصون منه من معايب لم يشعروا بها فعلى هذا إذا تكررت الحروف في نظم الأعوان أو في نظم القسم لا يبالي بها الطالب لأنه يجمع حينئذ أعدادا لاحروفا وتكرر الأعداد في الجمع لا هم له ولم ينقل هذا في كتاب الا في المنثور ومقالات بطليموس تلويحا كما تقدم فاذا لابد أن يضاف اييل إلى الأعوان لقول الحكيم الفاضل ارسطو طاليس وإن أييل تضاف الى كل مستنطق فيدخل في الأعوان بلا خلاف كما تدخل في القسم ورأيت في بعض رسائل الحكيم ارسطو طالي سان أعوانا أعمالنا إذا اتخذت أرواحها واستنطقت كانت أقوى في فعلها من تلك الأجساد والعلة في ذلك جمع القوانين ولم يذكر للقسم كيفية وذكر أفلاطون في كتابه المعروف بالسر المصون أن القسم والأعوان تؤخذ أرواحا لا أجساد لأن الأرواح تقبل السر اكثر من الأجساد وافعلوا ذلك في الأصول لا في أحدهما دون بقيتها فالأرواح أسرى بالسر من الأجساد فلا تعدلوا عن أصول الحكمة فمن عدل عن الأصول الى الفروع آل نور وحكمته إلى الأفول وقولتا إن الأرواح تقبل السر اكثر من الأجساد لا يبقي الأجساد وإنما ذكر الأعم والأخص في كل فن وأثبت هذا الحكيم كثر الطريقين وجعل الأعداد اخص من الحروف ولم يتف الحروف في نظم الاعوان والقسم وهذا هو الحق الذي لامراء فيه فان الكلام المتقدم يوهم انها لاتؤخذ إلا أرواحا مستنطقة فقط وليس كذلك بل غن نظمت حروفا كانت قسما وغن نظمت ارواحا كانت قسما ولكن ذلك راجع الى رأي الطالب الى الطريقين شاء نظم علما ونظم ذلك بالأعداد أولى لاجل المكرر والتعب في إحكام النظم بالحروف من التوزيع وغقلاب الحروف ونص على كلا الطريقين الحسن البصرى رضي الله عنه في رسالته عند كلامه على نظم الأعوان والاقسام فقال اخبرنا أن الحكماء الأقدمين نظموا الاعوان في اعمالهم طولية تارة كما هي وتارة بأعدادها مستنطقة مضافا اليها اييل وفعلوا ذلك فيما بعد من البسط والتكسير ويسمونه قسما ورأى أن عدو لهم عن الحروف لعلتين احاهما ان يكفوا مؤنة التوزيع وغقلاب الألف الأخير أولى وربما كان في اوله ألف أخرى فقيل يبدلان ياء فيقع حرف مكان حرفين وإذا استوعب الحروف وكانت خالية من المكرر وما يوجب الاقلاب نظمها الطالب على ما هي عليه وإن كان غير ذلك عدل عن الحروف الى الأعداد واستنطقها وقبول وقبول الاعداد للفظة أييل أيسر من قبول الحروف لها هذا هو قول الحسن البصري رضي الله عنه وأما ما ذكره بعض الحكماء في كتبهم من المثالات اللفظية والمثالات الصويرية المطابقة لها في ذلك فكله تمويه لأنهم يموهون في مثالهم الصورية أكثر من تمويهم في المثالات التي يتلفظون بها :واعلم أن أسم محمد إذا بسط بمركبة الحرفي وكسر بعد إسقاط مكرره ونظم طوليا كما ذكره الحكماء لم يتكرر فيه شيء في النظم لكن تخرج أسماء غير مشابهة لأسماء الأعوان وإذا جمعت أعداد منها واستنطقت تلك الأعداد وأضفت إليها اييل انطبقت في النطق والشكل وكذلك نظم أسماء القسم ولا يلزم إذا كانت الحروف سداسية أن تكون الأعوان ستة ولا خمسة إذا كانت الحروف خماسية والمراد نظم الأعوان على أي طريقة كانت لكن لا ينقصون عن ثلاثة أحرف سواء كان في الأعوان أو في القسم وقد يتكرر حرف من اعداده تكرير الحروف المفردة الآحاد آحاد قليلة كألف أوباء أوجيم فاذا كانت أربع ألفات وكان النظم بالأعداد بسطت أحدها بالمركب الحرفى وأضيفت أعدادها الى تلك الأعداد وكذلك الباء و الجيم وأما إذا نظم بالحروف وزعت كما تقدم وتقلت الألفات الأخيرة أو الأولى في أثناء الاسم والمختار أن لايغير تلك الحروف الا من التكسير لا من غيره فإذا أحكم نظم الأعوان والقسم وكمل الطالب العمل ولم يبق الا القسم أقسم على تلك الأعوان التي استخرجت من مركب حروف المطلوب بذلك القسم المتخذ من تكسير حروف الأصل ويكون عدد القسم بعدد أسطر التكسير المخرج العائد ثم يوضع العمل في محله اللائق المناسب لطبعه وهل يعاد العمل بعد ذلك أم لا ؟ فقال سقراط إذا وضعت الأعمال في أماكنها التي هي لها بمعنى اللحود فلا تخرج منها الى البعث ولا يكرر الزاجر لاعوانها بعد ذلك هذا هو الحق لان الأعمال إذا وضعت في محلها بعد القسم عليها لا يعاد القسم عليها ولا تخرج من ذلك المحل لأن فيه إحلالا للأعمال وقال بعض المتاخرين غنه يقرا كل مامرت ساعة ذلك الكوكب الذي وضع في طالعه العمل وهذا امر اختر لم ينقل عن احد من الحكماء ولا عن أحد من علماء الإسلام ولامشايخ علم الروحانية اللذين يزيدون تلاوة الأقسام الأعجمية على اعمالهم فافهم ذلك :واعلم ان صاحب كتاب منثور الحكمة متكلم على أحكام نظم الأعوان والقسم كلا ماجامعا للطريقتين وخلص كل طريقة على حتها لرفع الإبهام والثالث على الطلبة فقال :والفيلسوف وضع لي عن الحكيم الاستاذ احكام جميع الاعوان المستخرجة من نفس المراد على جمعين فاول منها أجساد صامتة والثاني ناطقة وذكر لى فيه أن جمع الاعداد الى وإضافة السر قالته الأسياط عن هرمس عليه السلام وان الاجساد وإن كانت متضاعفة مناسبة بعضها بعضا تنقل تلك الحروف وتحول تلك ا لاماكن مانقل وأن الأعداد إذا ضوعفت مناسبة أول مراتب وكتبت وجمعت اعداد تلك لمركبات فكل هذا سر خاف بجده من ورد فكره واطلع على سريان سره من أمعن فيه بالتجارب والوضع والاعداد أقبل للأسرار والأستنطاق جامع للأسرار والخواص فينتج من كلامه أن الطالب مخبر في نظم الأعوان والاقسام بين ان ينظمها بحروفها وذكر الطريق في المكرر وفيها وبين ان ينظمها أعدادا وذكر للطريق في المكرر فيها وهو منقول عن هرمس عليه السلام فإذا كانت حروفا جمعها من ثاني سطر التكسير متواليا شاء رباعيا وإن شاء خماسيا أوسداسيا ولاينظم أكثر من ذلك ولاأقل من ثلاثة وإن كانت اعداد فمن اول سطور التكسير والتكسير ولكن لايدخل المخرج فيها وفي الأولى يدخل ويستغنى به عن الأول في كلا الطريقتين يضاف إليها أييل واختار ذوسم أن لاينظم الأعداد مستنطقة ووضع في ذلك مقالة على حدتها وذلك عدول منه الى قبول الطبع للنطق وانطباعها على لفظة اييل وتبعه في ذلك جماعة من التلامذة الذين قرموا على من قبله من الحكماء لأنهم فكروا في ذلك فوجدوه أحكم في النظم من الحروف وألين في النطق وأقبل لأييل وأما قول هرمس في ذلك :فهو قوله والأصل الواحد الذي هو اول الأركان إذا ركبت منه بسائط وأزيل ماعاد منها وضوعفت الى منتهاها أسقطنا المتناهى وأثبتنا أصله وفرعنا منها أملا كاهى مخلوقة منها من أصلها والتفريع يكون من أرواحها لا من أجسادها لان ارواحها آلف وأقوى على الاجساد الحسية فاذا أضيف السر اليها جمعت بين القوانين وكان فعلها أقوى من فعل أجسادها فإذا فرغتم من الأرواح فأحكموا الا أن الأرواح مضطرة الى الاحكام اكثر من اضطرار الاجساد اليه فأخذوا الفهم ولاتحدثوا مخترعا ولاتبتدعوا طرقا وريضوا عقولكم بأذكار الحكمة ومجالسة الحكماء فلاشيء مأشرف من العلم ولاتذكروا الجهل فهذا كلام هرمس عليه السلام قد حرض على احكام نظم الاعوان والأقسام وإذا نظمت على طريق الاعداد بالأستكعاب أكثر من تحريضه على نظم الحروف بقوله :فإذا فرغتم من الارواح فأحكموا لان الأرواح مضطرة الى الإحكام أكثر من اضطرار الأجساد اليه ومراده بذلك ان الأعداد إذا جمعت فالغالب أن تقع عقودا أو عقدا وكسر فلا يمكن ان ينطق بحرفين مضافة ولا بحرف قنبه على ذلك بقوله فإذا فرغتم فأحكموا واعلم أن مصطلح الحكماء في حكم الأعداد : أن المائة (ص) وان العد إذا جاوز المائة وضعت المائة الأولى بقلم الحكماء والثانية كما هى وإن زادت الاعداد على مائتين وضعت الاولى (ص)أعني (ر)وإذا كان الجمع من آحاد فان كان العدد المتحصل منها عشرة فما فوقها ركبت الأعداد أعلى أدنى وهذا المصطلح عليه الأكبر والأصغر وكذلك تفعل بالعشرات الى منتهاها والمائتين الى منهاها والألوف الى منهاها ولا التفات إلى قوله من قال إن النظم بالأعداد إذا كانت عقودا بسطت بالأعداد وجمعت أعدادها لانه مبتدع لا أصل له وإنما الطريق في العقود ماذكرت لك وهوفضل الأكبر على الأصغر فالاكبر في العشرات هو السبعة والأصغر هو الثلاثة والقاعدة الكلية في ذلك ان مازاد على نصف العدد يسمى أكبر وما (يحب )والثلاثون (كزج )والأربعون (فحب )والمائة (صى)والمائتين (صيق)والثلاثمائة (صبر)والأربعمائة (شصى)والخمسمائة (تصى)والستمائة (صيث)والسبعمائة (صيح) والثمانمائة (صيذ)والتسعمائة (صفى)والالف (صظ)والألفان (صيظغ) والثلاثة آلاف(صيظغغ)وهكذا يفعل بكل عدد وبفضل الاكبر على الأصغر وليس هذا على قاعدة كل مستكعب ولا مستنطق لأن المستكعبات يقدم على الأقل على الأكثر فيها وهو شرط لافي نظم الأعوان ولا الأقسام لان ذلك ليس شرطا لازما فيها لكن غذا صادف فهو أحسن في النظم لا الحكماء الاقدمين بذلك استكملت في اعمالها واستنطقت في أعدادها وقولهم حجة في ذلك فلا يتبع غيرهم في شيء من ذلك الا إذا كان موافقا لما قالوا وانظر إلى أمثال الحكيم الفاضل أفلاطون كيف وضع حروف العنصر مستنطقة بأعدادها وقدم على الاقل على الاكثر وكذلك فعل في ستنطاق الاوفاق وتقديم الأقل على الاكثر أصل معتمد وشرط لازم في كل مستكعب غير الاعوان والاقسام فإنها فيه غير لازمة لكن إذا وافق النطق فهو أولى واجود لموافقته الحكماء في ذلك سقراط الحكيم :وتقدم الأسباط أدنى أعدادهم على أعلاها في جميع مايستنطق وكل مايجمعونه من الاعداد ويضيفون اليه السر الاكبر وهو أييل إذ هو مكمل المستكعبات والمستنطقات من الأشكال المشحونة بكميات مخصوصة
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.