قال صاحب منثور الحكمة:وأثبتوا أعدادهم عند استنطاقها وقدموا أصغر ما فيها ثم ما يليها الى أن تبلغوا الجميع كقول هرمس في بعض ما استكعب (هغشغائيل) وإن وضعتم ذلك في اعوانكم التي استخرجتموها من أول الأركان فقد تابعتم الهرامسة في ذلك ولكن لا تراعوا ذلك الا في المستكعبات واستنطاق الأشكال المشحونة بالأعداد وأما الأصول المولدة والركن الأول منها إذا ولد وجمع بالأعداد فانه وافق كلام الهرامسة في تقديم الأصغر على الأكبر فيها كان ذلك غرض الحكماء وإن لم يوافق فلا باس كيف جمعت فنبه على ان الأولى ان يقدم الاقل على الأكثر إذا وافق في النطق : أعنى يكون سهلا في التلفظ به لأنهم لم يعدلوا عن نظم الحروف إلا لتلك العلة وهي كثافة اللفظ بتلك الحروف فان الاعداد إذا استنطقت كان كأسماك الملوك
وقيل الحكيم ذومقراط في رسالته:اعلموا يا معشر التلامذة ان السر في أصله عظيم وان وجوده تأثيره في الحقيقة جسيم وأن إحكام الأعمال من الشروط اللازمة التي لابد منها واعلموا أن الأحكام يقع في مواطن الأعمال فتحرر البسط الاول وإحكام التوليد الطبيعي وضبط الموازين مثلثه كما اوصى به هرمس عليه السلام فالروح متوسطة بين الجسد والنفس إذ النفس زائدة عنها فتجعل اعلاها وغن جعل الجسد هو الأعلى فهو الاوفق وحروف الطبع الغالب مرموقة في الأصل أجسادها ونفسها وروحها محمولة على الركبتين المتوسط بينهما العمل داخل الدائرة الطلسمية التي أوصى بها أفلاطون وما استخرج منه الطبع خارجها واجعلوا أرواح أجساد الركن الاول إن اردت استخراج الروحانية من تلك الأرواح واستنطقوا ما تجمعونه من الأعداد والأجساد وقد واقلها على اكثرها إن أمنم فساد النطق وافعلوا ذلك في أصولكم المولدة فان أستخرجتم روحانية أعمالكم من أرواح الأجساد فلا تستخرج الأصول المولدة الا من أرواح أجسادها أيضا فان المناسبة في كل الفنون أوصى بها هرمسة الهرامسة المثلث بالحكمة عليه السلام فذكر عليه السلام فذكر هذا الحكيم نكتة لطيفة وهي أن الطالب إذا نظم أسماء الأعوان بالأعداد من اسم المطلوب فلا ينظم القسم بالحروف ولكن ينظمها كما ينظم أسماء الأعوان وكذلك إذا استخراج بالأعداد فلا تستخرج الأعوان الابها أعلم أن المخالفة في الاعمال مخلة لها ومفسدة لتأثيرها كما أن الأوفاق لا توضع الا بتفاصيل طبيعي ولا يوضع بعض الوفق حرفيا وبعضه عدديا فكذلك نظم أسماء الأعوان ونظم القسم بها فان كانت بالحروف فلا تنظم الاعلى نسق واحد فإن ابتدأ بأربع مشى على ذلك وإن ابتدأ بخمس على ذلك فلا ينظم اسم خماسي وآخر رباعي وآخر ثلاثي فان ذلك ملاعبة بالعلم والحكمة وإن كنت بالأعداد فلا يؤحذ عدد أربعة حروف أولا خمسة حروف ثانيا وثلاثة ورابعا ولكن النظم في كلا الطريقتين واحد فكما تأخذ الحروف في نظمها تأخذ أعداد تلك الحروف وقد تقدم انه إذا تعددت الآحاد استنطقت أحدها وأضيف أعداده الى الجملة وإن كان النظم بالحرف وتكررت وزعت تلك المكررات في أوتارها المتخذة منها وابدالها بما وزعت به وإذا أضاف وتره عن تلك ابدل المكرر من أعلى ذلك الوتر وأسفله كل ذلك اخبر به هرمس عليه السلام أسباطه ونقله الحكماء الأفاضل عنهم كأفلاطون والفيلسوف أرسطو طاليس وصاحب المنثور وسقراط وذومقراط والحكيم بطليموس ومن تابعهم فإذا أحكمت أيها الطالب رحمك الله علمك وحررت نظم الاعوان والقسم سواء كان بالحروف أو بالأعداد أثبت الأصول في شيء من المعادن المناسبة لذلك العمل أو ما يقوم مقامها ووضعنه في مكان لائق في وقت لائق دام تأثيره إلى انقضاء الدهور ولم تحتج الى إعادة عمل فتدبر ما ذكرته لك فلا يمكن التصريح بأكثر من هذا والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق
