علم الطلسمات يحتاج إلي تبحر في علم الفلك من معرفة البروج وحلولالشمس والقمر فيها , وإلي معرفة البروج الثوابت والمنقلبة , ومعرفة شرف الكواكبوطبائعها وحساب ذلك حسابا جيدا إلي بقية ماهو معلوم عندهم , كما أنه يستلزم معرفةطبائع الأجسام الأرضية وخواصها حتي تكون موافقة لا ستجلاب خواص الأجرام العلويةوهذه الأمور كما هو ظاهر عسيرة جدا لذلك اندثر أصحاب هذه الصناعة ويندر وجودهم ولايتعاطي هذا العلم الآن ولا يتقنه إلا الندرة اليسيرة من خواص العلماء الذين لهم باعفي هذه العلوم العجيبة ويصعب العثور عليهم
وهو علم يشبه العلوم الطبيعية , قال بعضهم إنه اخترعهأرشميدس علي ما حرر , وقيل أول من وضع في الكعب أفلاطون , وهو مبني علي التفاعل بينالأجرام العلوية والقوابل الأرضية , فالله جل وعلا شأنه ما من شئ في الكون إلا وقدوضع فيه سرا وخاصية معينة علمها من علمها وجهلها من جهلها , والله تعالي قد أودعخواص معينة في الكواكب والأجرام العلوية , وعلم الطلسمات هو عبارة عن استنزالروحانية الكواكب التي أودعها الله تعالي فيها , وإن شئت قلت هو استنزال خاصيتها فيقوابل أرضية أي أجسام أرضية مناسبة من معادن ونحوها في أوقات معينة بشروط معينةبطريقة معينة , فإذا رصد الحكيم الكوكب واستنزل خاصيته بروحه علي جسد أرضي – لأنهمقالوا إن روح الإنسان تخرج منها أشعة وإن شئت قلت موجات أو سيال متصل بجميع العوالم – إذا فعل الحكيم ذلك ظهرت ظهرت أمورعجيبة غريبة مدهشة , وتقريبا لذلك نقول : كماتستنزل خاصية المغنطيس علي قطعة من الحديد بواسطة عملية المغنطة والدلك فكذلكتستنزل خاصية الأجرام العلوية علي أجساد أرضية بطريقة معينة عند علماء الطلسمات , هذا وقد زعم بعضهم أن كل صورة في هذا العالم له مثال في الفلك , قال الكشناوي فيالدر المنظوم : اعلم أنهم متفقون علي أن كل صورة في هذا العالم لها مثال في الفلك , وزعموا أن الصور السفلية مطيعة لتلك الصور العلوية , الحيات للتنين , والعقاربللعقرب , والسباع للأسد , إلي غير ذلك فعلي هذا من صور صورة فلكية لنوع من الأنواعوراعي فيها جميع الشروط المعتبرة فإن ذلك يكون طوعه وتحت طاعته