المشتري زحل والمريخ والشمس والزهرة وعطارد والقمر ليسوا على ترتيب الأيام وإنماهم على ترتيب الأفلاك كذلك نقل عن هرمس الهرامسة المثلث بالحكمة عليه السلام لكن أذكرها لكم على ترتيبها للأيام لسهولة الحفظ ومعرفة الاعمال المحفوظة المخصوصة بها .واعلموا معشر الأخوان أن أول يوم أبتدئ فيه نشأة هذا الوجود الحسى هو يوم الأحد والسر في ذلك أن كوكبه المخصوص به هو النير الأعظم المسمى بالشمس وهذا الكوكب سعد محض وفيه تحريك الحرارة الغريزية وتسخين البارد وتعديل الامزجة وإنعا الرطوبات خصوصا في فصل الربيع الذي أوله الحمل فلهذا السر اللطيف تاسب أن يختص بيوم الأحد لا بغيره من الأيام ولما كانت الشمس مخصوصة بهذا اليوم الذي هو بدء النشأة ناسب أن يكزن معدنه الذهب إذ به قيام نظام الوجود ولأنه منتعش منعش لايبلى على ممر الليالي والايام وأن العناصر الأربعة معتدلة فيه لأن الشمس إذا كانت ببرج الحمل كان الزمان معتدلا لا قيظ فيه محرق ولا شتاء مغرق وكان لهيب الشمس لا يلسع الاجساد بل نور بلا لهب وغيم بلا مطر وإن حصل المطر كان زيادة في فرح القلوب وميل هوى الأنفس وناسب من وجه آخر وهو أن العناصر الأربعة لايؤثر فيه عنصر منها وإن كانت النار تأكل الفلذات المتطرقة الا أن الذهب الإبريز الغير المشوب يغش لاتحرقه النار أبدا ولاتنقص منه شيئا البتة وإذا كانت هذه النار المحرقة لكل مافي الكون من معدن ونبات وحيوان وأحجار لا تؤثر فيه غير الذوب وهوباق بغروبته ودهنيته ورونقه فكيف يؤثر الماء والتراب فانظروا إلى شرفه من دون المعادن كلها وفضله عليها ورفعة شأنه عند الملوك والأكابر والحكماء وكيفية تسمية الحكماء في كلامهم على علم الصنعة الالهية تارة بالحديد وتارة بالنار المشتعلة وتارة بالأرض البيضاء المحترقة وتارة بآبار النحاس وتارة بالمريخ وتارة بالمشتري وتارة بالهيولى وتارة بالماء البورقى إلى غير ذلك من الاسماء لاستعارية ولايخفى عليكم أنهم بكل طبع من العناصر الاربعة وذلك لأنه يتلون في التدبير على مقدار تلك الدرجة ففي أول درجة من تدبيره يحصل فيه سواد حالك فسونه زحل والعلة في ذلك انقباض حمرته وكموثها في باطنها واظهار السواد على وجه من العقار الذي هو الواسطة بين القاء الروح في الجسد وهو النفس ثم في الدرجة الثانية يحصل فيه بياض يميل الى الزرقة فيسمونه المشتري ثم في كل درجة يسمونه اسما من اسماء الكواكب بحسب تلوينه ثم يعود الى اللون الفرافيرى الذي هو أصل خلقته ولونه لا يتغير على ممر الدهور والازمان فناسب ان يكون معدن الشمس ويقال إن أول الدنيا هو يوم الاحد وهو نقطة الحمل وأما طبعه فحار يابس يميل الى الاعتدال وكذلك طبع الشمس وله من الحروف ابتداؤها وهو حرف الألف وله من المنازل النطح وهذا الحرف يسمى مرتبة لقربه من من الأعتدال وله عمل يختص به أذكره لكم في محله عند ذكر خواص الحروف وأوفاق الكواكب السبعة السيارة وبعد ذلك الطريقة الموعود بوضعها لكم .
وأما يوم الأثنين :فكوكبه القمر وهو حار رطب سعيد إذا كان متصلا بالككواكب السعيدة قوى النور في زيادته لا في محلقه وله من الحروف الياء وإن كانت باردة يابسة فهي لترتيب الحروف على الايام لا لترتيب الطبائع كما أن الكواكب ليست على ترتيب أفلاكها متوالية على توالي الأيام له من المنازل البطين .
وأما يوم الثلاثاء :فله من الكواكب المريخ وهو نحس محض حار يابس مفرط في الحرارة والبيوسة وله من الحروف الهاء وهي درجة النار وله الحروب والفتن والمخاصمات وتأثير سريع نافذ في الوقت واما المنزلة فهي الثريا .
وأما يوم الأربعاء: فله من الكواكب عطارد وهو كوكب طبعه الأمتزاج وقبول كل طبع سعد مع السعود ونحس مع النحوس ممتزج بالذكورة والأنوثة وله من الحرف الدال هذا هو رأي الحكماء الأقدمين وأما مذهب الرئيس أفلاطون الألهي فهو أن يوم الثلاثاء له حرف الجيم وله من الاوفاق المخمس وكأنه نظر الى الحرف الذي قبله وهو الياء وضمه إليه ليناسب التخميس وأما يوم الخميس:فله من الكواكب المشتري وهو بارد رطب سعد محض وله من الحروف الحاء وهي درجة الماء له من المنازل الهقعة .
واما يوم الجمعة:فله من الكواكب الزهرة وهي حارة يابسة مائلة الى الرطوبة لأنوثتها ولها من الحروف حرف الواو ومن المنازل الهتعة .
وأما يوم السبت فله من الكواكب زحل وهو بارد يابس وهو نحس محض وله من الحروف حرف الزاى ومن المنازل الذراع .