اعلموا أن الكواكب السبعة وحروفها ومعدتها وأملاكها وكذلك حروفها وطوابع هذه الكواكب ومعادنها أربع طبائع وتسمى العناصر الأربعة الواحد منها عنصر وكل ما في الكون لا يخرج عن هذه الطبائع واشرف ما في الموجودات الثمانية والعشرين حرفا التي نزلت بها الصحف وهي هجاء كل ما في الكون مفردها ومركبها إذا تأملتم هذا السر الكامن في هذه الحروف الشريفة رأيتم أن جميع ما في الكون منها وفيها فتقدس من أودع أسرار حكمته في باطن هذه الحروف واعلموا أن هذه الحروف تتجزأ على أربعة أجزاء كل جزء منها سبعة أحرف لطبع من العناصر الأربعة وهذا واضح مفهوم إذ خلاصته
طبع اليبوسة والحرارة ا ه ط م ف ش ذ وهو طبع النار
وطبع البرودة واليبوسة هذه الأحرف ب و ى ن ص ت ض وهو طبع الأرض
وطبع الحرارة والرطوبة هذه الأحرف ج ز ك س ق ث ظ وهو طبع الهواء
وطبع البرودة والرطوبة هذه الأحرف د ح ل ع ر خ غ وهو طبع الماء
فإذا أخرج الطبع الغالب من عمل من الاعمال وهي حروف الزوايا والوسط على ما أبينه لكم في فصل البسط والتكسير فانظروا أي الحروف أكثر فانسبوا تلك الحروف إلى الجزء المنسوب إليها تلك الحروف من أجزاء الحروف المتقدمة فحكم ذلك العمل ذلك العنصر الغالب هذا وافق الاعمال وإلا إذا كان العمل خيرا وخرج من طبعه البرودة واليبوسة فلا يكون هذا طبع العمل بل إنكم تبسطون تلك الحروف أعني للمستخرج منها الطبع بالمركب الحرفي ثم انظروا ماغلب من الطبع على المركب الحرفي فإن وافق العمل وإلا فابسطوها اعني الحروف الأول بالمركب العددي ثم استخرجوا منه بالطبع واعلموا أن أجزاء الحروف الأربعة المسماة بالعناصر أول حرف منها يسمى مرتبة والثانية منها يسمى درجة والثالث دقيقة والرابع ثانية والخامس ثالثة والسادس رابعة والسابع خامسة وكل مرتبة من هذه المراتب السبعة أقوى مما تحتها وإذا عرفتم ذلك ولم يخرج طبع يوافق العمل الذي قصدتموه فانظروا في المراتب التي ذكرتها لكم فإن لم توافق العمل وإلا فانسبوا العمل لطبعه حارا كان أو باردا ورطبا كان أو يابسا والمراد بإخراج الطبع أن تكون حروف الزوايا والوسط لأن حروف الزوايا في معنى أطراف المطلوب والوسط في معنى الفؤاد منه وهذا شيء لم يذكروه في كتبهم وهو أصل في كل عمل لأجل تكعيبه واستنظافه وفيه سر عظيم في إثباته مكعبا مستنطقا فإذا عرفتم الطبع الغالب على أعمالكم فانظروا إلى الأعمال المعادن المنسوبة إلى الكواكب فافعلوا ذلك العمل في تلك المعادن إن أمكن وجودها وإلا ففيما يقوم مقامها مما سبق ذكره لكم في محله اعتبروا ذلك القانون في جميع الطرق المذكورة في كتب الحكماء الأقدمين وإن لم يكونوا ذكروه فيها فإنهم كما ذكرته لكم أولا لم يذكروا عملا تاما ولا طريقة كاملة وان الذي يذكرونه ويرمزونه ويخفون تمام الاعمال فأي عمل ذكروه وقالوا على استخراج قسمه ولم يذكروا أعوانه فهو ناقص فلا بد لكل قسم من أعوان يقسم عليهم بذلك القسم وغن ذكروا اعوانا ولم يذكروا قسما فهذا تمويه على الجهال الذين ينكرون تأثير الحكمة بل ينكرون الحكمة نفسها فلا بد من قسم يقسم به على تلك الاعوان وكل عمل لم يذكروا فيه اثبات موازينه فليس على ظاهره لان إثبات الموازين أمر معروف بينهم وإن ذكروا غتبات الموازين لم يذكروا لها كيفية ولهم في ذلك غرض صحيح وهو الكمان لهذا السر الشريف وتمويه كما تقدم آنفا وكذلك في علم الصنعة أعنى الحكمة الإلهية فانهم يذكرون في مصنفاتهم فيها أخر التدبير قبل أوله وأوله في آخره ويذكرون الحجز بأسماء ليست له ويذكرونه باسمه المطابق له في غير موضع الاحتياج إليه وينفونه تارة ويثبتونه أخرى ويأمرون بأخذه وينهون عنه وكل ذلك تمويه على الجهال والعوام والحكيم الفيلسوف لا يتوقف عند ذكر شيء من ذلك بل يتأمل فيما فيه الكون أي الذي يحصل فيه النتيجة التي يرونها ويتأمل ما فيه الفساد أعنى الأشياء المتضادة للكون وليس غرضنا من هذا الكلام في هذا المحل الا أنهم يموهون في جميع كتبهم لغير الحكم ومدار ذلك وقصدهم أن لا يطلع على علومهم إلا حكيم فافهموا أغراض الحكماء ومقاصدهم وما يريدونه من الرموز وها أنا أذكر لكم كيفية وضع موارين الاعمال وذلك أنكم تأخذون أوائل السطور الطولانية يمينا على حدتها ويسارا على حدتها وتجمعون أرواحها أى أعدادها وتثبتون كلا في جهته بقلم الأعداد واستنطقوا ذلك العدد وأضيفوا اليه أييل كما في أستنطاق التكعيب الذي أذكره لكم بعد فهذه صفة وضع الموازين وأما طبع الكواكب ومعادتها وحروفها فيأتيكم مفصلا لا مجملا كما تقدم الوعد عليه .