نقل صاحب الإبريز عن شيخه سيدي الغوث عبد العزيز الدباغ قدس سرهقال ما نصه ( وسمعته رضي الله تعالي عنه يقول : إن الولي صاحب التصريف يمد يده إليجيب من شاء فيأخذ منه ما شاء من الدراهم وذو الجيب لا يشعر , قلت لأن اليد الذييأخذ بها الولي باطنية لا ظاهرية , ثم حكي لنا حكاية وقعت لبعض الأولياء نفعنا اللهبهم مع جار له وذلك أن ذلك الجار كانت له امرأة قد أودع عندها رجل خمسة مثاقيل , ثمذهب في الحركة إلي ناحية فجيج وقال : إن عشت أخذتها وإن مت فأعطها لأولادي فغابالمودع ثم حضرت المنية المرأة فأوصت زوجها جار الولي وقالت : إن جاء ربها فأعطها لهفأنعم لها بذلك , فلما دفنها غدر في الأمانة وأكلها , ثم جاء ربها فأنكره ,ثم جعليجمع ويكتسب حتي جمع خمسة مثاقيل مثل العدة السابقة ففرح بها وخرج من داره وتركالولي عند باب داره , وكانا يسكنان برأس الجنان من محروسة فاس أمنها الله تعالي حتيجاء إلي الشماعين فاشتري شمعة بقصد أن يأتي بها إلي ضريح سيدي عبد القادر الفاسينفعنا الله به , فلما كان عند الفرن الذي بسبع لويات مد الولي يده من رأس الجنانإلي جيب الرجل وهو عند الفرن المذكورة فأخذ منه الخمسة مثاقيل عقوبة له علي غدرهبالأمانة والرجل لا يشعر بشئ حتي بلغ الضريح المذكور فأنزل الشمعة وطلع لرأس الجنانفلما وقع بصره علي الولي ألهمه الله أن يراجع مافي جيبه فأدخل يده فلم يجد شيئا , فغضب وجعل يتكلم مع الولي وهو لا يظن فيه ولاية ويقول : والله ما بقي ولي لله لاحيولا ميت , والولي يضحك حتى كاد يسقط الي الأرض من كثرة الضحك , ثم استفهمه الوليوقال : ياعم عبد الرحمن أي شئ أصابك ؟ فقال له : خرجت وفي جيبي خمسة مثاقيل وقلتأشتري شمعة لسيدي عبد القادر الفاسي فرحا بالدراهم فكان من بركته علي أن أخذهاالسفارون فازداد ضحك الولي والله أعلم قلت والولي المذكور الذي أخذ الدراهم منالجيب هو الشيخ رضي الله عنه
انتهى
منقول من كتاب الإبريز